
أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الاثنين، عن اتفاق دول الاتحاد على حظر أكثر من ثلثي واردات النفط الروسي، «بشكل فوري»، مشيراً إلى أنه سيتم فصل أكبر مصرف في روسيا «سبيربنك» عن نظام «سويفت» المالي العالمي.
و«سبيربنك» هو أكبر مصرف في روسيا، إذ يهيمن على حوالى ثلث القطاع المصرفي في البلاد. وإدراج هذه المؤسسة المالية على قائمة العقوبات المفروضة على روسيا، سيزيد من عزلة النظام المالي الروسي، بحسب «فرانس برس».
وقال ميشيل، إنّ قادة دول الاتحاد الأوروبي اتّفقوا خلال القمّة على فرض حظر تدريجي على واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، ووافقوا في الوقت نفسه على منح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك إرضاءً للمجر التي هدّدت باستخدام «الفيتو» ضدّ هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا.
وأورد رئيس المجلس الأوروبي عبر «تويتر» أنّ «هذا الخفض سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم» وسيمارس ضغوطاً قصوى على موسكو لدفعها لوقف حربها على جارتها».
وأضاف أن «حزمة العقوبات الجديدة تتضمن فصل سبيربنك (أكبر مصرف في روسيا)، عن نظام سويفت المالي العالمي، مع حظر 3 محطات بث روسية أخرى مملوكة للدولة»، مشيراً إلى أن الحزمة شملت أيضاً «معاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب في أوكرانيا».
كما أعلن ميشيل أيضاً، عن تخصيص الاتحاد الأوروبي 9 مليارات يورو لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها الفورية من السيولة.
من ناحيته، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أوروبي، قوله إنّ التمويل الأوروبي سيأخذ شكل «قروضاً طويلة الأجل» بأسعار فائدة ميسّرة، علماً بأنّ كييف حدّدت احتياجاتها للسيولة بمبلغ 5 مليارات دولار شهرياً.
وتزامناً مع إعلان رئيس المجلس الأوروبي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر «تويتر»، إن «روسيا قررت أن تستمر في غزوها للأراضي الأوكرانية.. الليلة قرر الاتحاد فرض عقوبات جديدة.. وقررنا حظر 90% من واردات النفط الروسي بحلول نهاية 2022.. متحدون ومتضامنون مع الشعب الأوكراني».
ورحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بالقرار الذي خلص إليه الاتحاد الأوروبي بحظر 90% من واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام الحالي.
وفي وقف سابق الاثنين، قبيل انعقاد القمة في بروكسل، أخفقت دول الاتحاد في الاتفاق على حظر استيراد النفط الروسي، في وقت حض الرئيس الأوكراني على إنهاء الخلافات، وفرض عقوبات على روسيا.
وأظهرت مسودة البيان الختامي للقمة أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي الـ27، سيوافقون من حيث المبدأ على حظر نفطي، لكنهم سيُرجئون التفاصيل العملية والقرارات الصعبة حتى وقت لاحق.
وفرض الاتحاد الأوروبي 5 حزم من العقوبات ضد روسيا منذ بدء الصراع قبل ما يزيد على 3 أشهر، ما يدل على سرعة ووحدة غير معهودة في ظل تعقيد الإجراءات، لكن وعلى مدى أسابيع، أثبت الاتفاق على عقوبات النفط أنه أمر عصيب، لأن العديد من الدول تعتمد على الخام الروسي.
وقال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي كانت بلاده الرافض الرئيسي للتوصل إلى اتفاق، لدى وصوله لحضور القمة التي تستمر يومين «لا يوجد حل وسط على الإطلاق حتى هذه اللحظة».
وأكدت ذلك أيضاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي اقترحت الحزمة الأحدث من العقوبات في بداية مايو الجاري، قائلة «لم نصل لتلك النقطة بعد».