الصين

التكنولوجيا الزراعية الصينية تعيد الثقة إلى مزارعي الطماطم في كينيا

بعد إقامة قصيرة في الصين، سيعود ليو يوي تاو إلى كينيا التي عمل فيها لنحو 3 أعوام كخبير يساعد المزارعين المحليين على زراعة الطماطم.

وقال ليو الذي يعمل تقنيا زراعيا في جامعة نانجينغ للزراعة بمقاطعة جيانغسو في شرقي الصين: “تعتبر الطماطم محصولا زراعيا مهما في كينيا، إلا أن إنتاجها دائما ما يتعرض لمخاطر الإصابة بالأمراض والآفات بما فيها الذبول البكتيري وحفّار أوراق الشجر، ما يؤدي إلى إلحاق خسائر جسيمة تصل حدّ فقدان المحاصيل بالكامل في بعض المناطق”.

أما في الصين، توفر تكنولوجيا التطعيم حلّا لمزارعي الطماطم في كينيا، نظرا لكونها تكنولوجيا ناضجة وآمنة وموثوقة تُستخدم على نطاق واسع لزراعة البطيخ والخضروات وأشجار الفاكهة.

وفي عام 2022، قررت جامعة نانجينغ للزراعة وجامعة إجيرتون في كينيا تقديم تكنولوجيا التطعيم وترويج استخدامها في كينيا، وذلك من خلال مشروع تمكين الشباب الريفيين للاستفادة من الابتكار في زراعة الطماطم في كينيا، حيث حصل المشروع على التمويل من قبل صندوق التنمية الزراعية للأمم المتحدة في عام 2023.

وأشار ليو إلى الترويج لتكنولوجيا تطعيم الطماطم في 15 موقعا نموذجيا في محافظة ناكورو الكينية إلى جانب إقامة أكثر من 10 دورات تدريبية وفعاليات عرض.

وقال ليو إن المزيد من المزارعين المحليين استعادوا ثقتهم في زراعة الطماطم بعد مشاهدتهم نتائج المحاصيل التي تحققت في المزارع النموذجية، وسجلوا أسماءهم في قائمة تلقى التدريبات.

وبحسب ليو قاو تشيونغ، وهو تقني زراعي آخر من جامعة نانجينغ للزراعة يعمل في كينيا حاليا، فقد أبدت شتلات الطماطم المزروعة في المواقع النموذجية مقاومة قوية للأمراض وقدرات نمو قوية، حيث تؤتي ثمارها في وقت مبكر وتتمتع بجودة جيدة وغلة عالية، ما أسهم في زيادة في الإنتاج بنسبة 50 في المائة على الأقل.

وبدوره، قال جوشوا وغوينو المدير الكيني في معهد كونفوشيوس بجامعة إجيروتون، إن تكنولوجيا تطعيم الطماطم الصينية تناسب بشكل جيد البيئة المحلية في كينيا، كما أنها ساعدت على تحسين الإنتاجية الزراعية بطريقة عظيمة، لافتا إلى تلقي أكثر من 4 آلاف مزارع كيني تدريبات في مجالات زراعة الدفيئات الصينية وتكنولوجيا تطعيم الطماطم.

ومن المتوقع أن تساهم التكنولوجيا في تخفيض إمكانية حدوث الذبول البكتيري للطماطم المزروعة من 90 في المائة إلى ما يقل عن 10 في المائة، فضلا عن زيادة غلة المحاصيل السنوية من قرابة الفقدان بالكامل إلى 90 طنا لكل هكتار، الأمر الذي يزيد الدخل بنحو 1.5 مليون شلن كيني (حوالي 11600 دولار أمريكي) لكل هكتار.

وتحقق هذا الإنجاز نتيجة لجهود ليو يوي تاو وفريقه الصيني في كينيا، ما يمثل جزءا من جهود الصين المبذولة في تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيات الزراعية المتقدمة مع الدول الأفريقية، وتبني أساليب الزراعة الحديثة في القارة السمراء.

وخلال منتدى الصين-أفريقيا للابتكار الذي عُقد في وقت سابق من الشهر الجاري، أطلقت الأكاديمية الصينية للعلوم الزراعية والأكاديمية الأفريقية للعلوم، اتحاد الصين-أفريقيا للابتكار العلمي والتكنولوجي للزراعة.

يهدف الاتحاد المذكور إلى دفع تطوير الزراعة الحديثة في كل من الصين وأفريقيا، مع التركيز على سلامة الغذاء والأمن البيولوجي والتنمية الخضراء، بجانب التعاون في مجالات مثل التنمية المستدامة وتطبيقات الاستشعار عن بعد والبيانات الكبيرة والسيطرة على التلوث وتخفيض حدة الفقر بالاستفادة من التمكين العلمي والتكنولوجي.

وعلى مدار الأعوام الثلاثة الماضية، بعثت الصين أكثر من 500 خبير إلى أفريقيا ووفرت قرابة 9000 فرصة تدريب إلى الأكفاء المزارعين. وبنهاية عام 2023، أنشأت الصين 24 مركزا زراعيا نموذجيا في أفريقيا، للترويج لأكثر من 300 تكنولوجيا متقدمة مثل الزراعة المكثفة للذرة وزراعة الخضروات والانتشار السريع للكسافا، الأمر الذي أفاد أكثر من مليون أسرة محلية.

وفي هذا السياق، قال رحمة الله محمد عثمان الممثل الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الصين، إن الصين تلعب دورا حاسما في تحديث الزراعة في أفريقيا، مضيفا أن تفوقات الصين وخبرتها في السياسات توفر خبرات سهلة للفهم وسريعة للاستيعاب للدول الأفريقية، الأمر الذي لا يدعم التنمية المستدامة للإنتاج الزراعي في أفريقيا فحسب، بل يساعد المزارعين الأفارقة لزيادة دخلهم.

(شينخوا)

زر الذهاب إلى الأعلى