هل يمكن شراء السعادة بالمال؟ الحكمة القديمة تنفي ذلك، والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى. ولكن الكثير من الأبحاث الحديثة يقول ان المال يشتري السعادة. ولكن أي نوع من السعادة؟
إحدى المسائل موضع الخلاف، كما تشير مجلة «بزنس ويك» هي التمييز بين جوانب مختلفة للسعادة. ففي دراسة مشهورة أجريت عام 2010 بحث عالم النفس دانييل كانيمان وعالم الاقتصاد أنغوس ديتون الحائزان جائزة نوبل للاقتصاد في استطلاعات للرأي قام بها معهد غالوب.
وتوصل الباحثان الى ان تقييم الأميركيين لرضاهم عن حياتهم كان يرتفع بالتوازي مع ارتفاع دخلهم، ولكن مستوى راحتهم الوجدانية توقف عند عتبة دخل للأسرة هو 75.000 دولار سنويا (ما يعادل حاليا 90.000 دولار).
وأخيرا، استخدم ماثيو كيلينغزويرث تطبيق موبايل لقياس العلاقة بين السعادة والدخل، وتوصل الى ان هنالك صلة قوية بين الرضا عن الحياة والراحة الوجدانية، ولكن الراحة الوجدانية تواصل صعودها حتى مع بلوغ عتبة 75.000 دولار من الدخل، أي ان المال يواصل شراء السعادة حتى بالنسبة للميسورين.
واستخدم الباحث في دراسته أكثر من مليون وثلاثة أرباع مليون اجابة من أكثر من 33،000 شخص عامل يستخدمون التطبيق. وفي حين كان متوسط دخل الأسرة الأميركية 68.000 دولار في عام 2019 فإن متوسط دخل الذين شاركوا في الاستطلاع كان 85.000 دولار.
وبهذا توصل الباحث إلى ان مستوى معينا من الدخل يمكن ان يشتري الرضا عن حياة صاحبه، ولكن يبقى هنالك مجال لزيادة راحته الوجدانية بتحصيل المزيد من المال.