Featuredأخبار دولية

نيوزيلندا تحذر من “طموحات الصين” في المحيط الهادئ

كرّرت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، مخاوفها بشأن طموحات الصين في المحيط الهادئ، إذ اعتبرت مجدداً أن بكين “باتت صارمة بشكل متزايد في المنطقة”.

وقالت أرديرن في كلمة ألقتها أمام معهد “تشاتام هاوس” بلندن، الجمعة، في إشارة إلى الصين: “في الآونة الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بالمحيط الهادئ. تبدّل موقف السياسة الخارجية لبعض الأعضاء المهمين في منطقتنا. ثمة تحدّ للنظام الذي جلب الازدهار للمنطقة طيلة السنوات الثمانين الماضية”.

بدّلت أرديرن لهجتها إزاء الصين، بعدما أبرمت الأخيرة اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان في أبريل الماضي، وأرسلت وزيرة الخارجية النيوزيلندية نانايا ماهوتا، في جولة شملت دولاً أخرى في المحيط الهادئ، في مايو الماضي، ممّا أثار مخاوف من احتمال سعي نيوزيلندا إلى تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، كما أفادت “بلومبرغ”.

وحاولت نيوزيلندا سابقاً عدم استعداء الصين، أبرز شريك تجاري لها، واختارت أحياناً عدم التوقيع على بيانات تنتقد بكين، يصدرها تحالف “العيون الخمس” لتبادل المعلومات الاستخباراتية، ويضمّ أستراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

أرديرن حذرت حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال القمة التي عقدها في مدريد الأسبوع الماضي، من أن الصين باتت أكثر حزماً واستعداداً لتحدي القواعد والأعراف الدولية. وقالت: “يجب أن نردّ على الإجراءات التي نراها. يجب أن ندافع بحزم على النظام القائم على القواعد، وندعو إلى انخراط دبلوماسي، ونندّد بانتهاكات حقوق الإنسان في كل الأوقات، عندما نراها وأينما نراها”.

وردّت السفارة الصينية في ولنجتون على أرديرن، ووصفت تعليقاتها بأنها “خاطئة” و”مؤسفة” و”تتضمّن اتهامات مضلّلة ضد الصين”. واعتبرت أن “هذا التعليق لا يساعد في تعميق الثقة المتبادلة بين البلدين، أو الجهود التي يبذلانها لإبقاء علاقاتنا الثنائية على المسار الصحيح”.

وأضافت السفارة أن هدف بكين في المحيط الهادئ يتمثل في تعميق شراكات مديدة ومساعدة دول جزرية على تعزيز قدراتها التنموية. وتابعت: “إذا كان هناك بالفعل تصعيد للتوتر في المحيط الهادئ، فلا يمكن أن يكون سببه تعاون الصين مع شركائها في الجزر لدفع التنمية المستدامة. ومثل هذا التعاون لا علاقة له بـ(عسكرة) المنطقة. إذا كانت العسكرة موجودة في جنوب المحيط الهادئ، فمن الواضح للجميع مَن وما الذي يؤجج مثل هذه التوترات”.

“تحدي” سيادة القانون

رئيسة وزراء نيوزيلندا قالت أمام “تشاتام هاوس”، إن شجب الصين سيكون خطأً، لمجرد وجودها في المحيط الهادئ، والترحيب في المقابل بمشاركة آخرين. واستدركت: “لكن المهم هو طابع أيّ من هذه الارتباطات”.

وشددت على أهمية التأكد من أن المنطقة “تستطيع تحديد أولوياتها الخاصة”، معتبرة أن “منتدى جزر المحيط الهادئ” هو المكان الأساسي لمناقشة وتحديد الاحتياجات الأمنية الإقليمية. وأكدت أيضاً أهمية “أن تكون لدينا جميعاً القدرة على التحدث بحرية عن المسائل التي تهمّنا، من دون إكراه”.

وتطرّقت أرديرن إلى الوضع في بحر الصين الجنوبي، معتبرة أن سيادة القانون تواجه “تحدياً” هناك. وقالت: “نشهد تشييد جزر اصطناعية، وعسكرة، وممارسات تشكّل أخطاراً على حرية الملاحة والتحليق” في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى