
«فتاة تحتضن عودا».. العمل عبارة عن فتاة قمحية اللون ترتدي رداء طويلا ناصع البياض، منحنية الرأس للجهة اليسرى بطريقة مقصودة، حاضنة لآلة العود الموسيقية ذات اللون الخشبي، جالسة على كرسي رشيق بإحساس الحديد المطروق، وفي الجهة اليمنى من الفتاة نصف جرة زرع خضراء وفي الخلفية عدد من المصطلحات اللونية والمربعات المنمنمة.
فكرة العمل تدور حول علاقة الوطن بالموسيقى، فقد استخدم المرأة كرمز للوطن، ورمزية اللون الأبيض مقصودة للدلالة على الطهارة والنقاء، كما نلاحظ لحظة الاحتضان الواضحة على ملامح الفتاة في إحساس درامي ذاتي بأسلوب تعبيري داخلي، فهي الأم الحاضنة من قلبها، والأعين المغمضة عكست الإحساس بعمق الاحتضان.
إنها بساطة التكوين واللون، فنرى التكوين الفني العام والأسلوب المتميز له خط حاد وقوي ببساطة، ونرى هناك حركة داخلية في اتجاه رأس الفتاة إلى الجانب الأيمن في انحناءة مبالغ بها بعض الشيء. كما نلاحظ الانحراف في الخط ونسب التشريح الواضحة لجسد الفتاة، وكذلك نلاحظ رشاقة الخط المعبر لسيقان الفتاة، ونعومة أناملها الرقيقة، وقيمة اللحظة التي تحتضن خلالها الفتاة العود، وذلك الإحساس المفعم بالحنان، ومعنى الاحتضان خيم في مركز تكوين البناء الفني للوحة.
خط الأرضية السفلي مرهف الإحساس، ساهمت جرة الزرع الموجودة بالجهة اليمنى في تأكيد الخط الفاصل بين الحائط والأرضية، وحدودها الخطية منسجمة مع الخط الأسود للمقعد وخط ظهر الفتاة مع خط السيقان، والشكل الكمثري للعود يرد عليه بلطف نصف الجرة الظاهر.
فالمساحة الواقعة من عند ركبة الفتاة إلى نهاية اللوحة في الجانب الأيسر هي نفس المساحة الواقعة من عند خط الأرداف إلى نهاية اللوحة في الجانب الأيمن، وكذلك المساحة الواقعة من عند شعر الفتاة من فوق هي نفس المساحة الواقعة من خط الخلفية إلى أسفل اللوحة، وبذلك نستطيع الجزم بأن الفتاة وحدودها الخارجية مفرغة من مستطيل بمنتصف التكوين.
اللون البني المحمر هو المسيطر على اللوحة، فقد احتل معظم المسطحات اللونية الموجودة في الخلفية بفروق بسيطة في درجاته، فمنه من شوب بالأسود وآخر بالأصفر، الأبيض الناصع بمحله في النقاء الغالب عليه، وما أعطته من مركزية للتكوين تشد العين إليها، والدائرة البنية في آلة العود أعطت الإحساس بمركز التكوين. ونلاحظ ذلك اللون الأسود الموجود في الخلفية من الجهتين، اليمنى واليسرى، حدد اللوحة وأعطى الإحساس بنهايات التكوين. الأزرق الموجود في الخلفية مائل إلى البنفسجي يغلب عليه طابع المسطح، أما الأزرق الموجود في الكرسي فهو نقي شديد الزرقة، وهناك بعض الترديد اللوني يمين وشمال الفتاة، تلك المربعات المرتبة في الخلفية. وهناك الأخضر العشبي بضربات تأكيدية بعض الشيء.
الفنان أصغر إسماعيل أكبر في سطور
ولد الفنان أصغر في مملكة البحرين، وترعرع في حي الفاضل، وله العديد من المشاركات الفنية على المستوى المحلي، وشارك في عدة معارض مشتركة مثل معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية منذ عام 2006، وملتقى البحرين أصيلة 2004، أما المعارض الشخصية فكانت في فندق الهلتون عام 1985، وجمعية البحرين للفنون التشكيلية عام 2009. وعن مشاركاته العالمية فقد شارك في معارض الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب في الأردن، والمغرب، والكويت، وبينالي القاهرة الدولي، ودول مختلفة كالصين، والسعودية، وعمان، وتونس. وهو حاصل على عدة ميداليات وشهادات تقديرية في مجالات الفنون التشكيلية.
الخامس من أغسطس، عام 1990، يوم لا ينساه أصغر، تلك الحادثة التي فقد الفنان فيها بعض أجزاء أصابع يده اليسرى أثناء تدريبه لمجموعة من الطلاب في الإجازة الصيفية بورشة الرسم. لهذا توقف أصغر عن العزف على الآلات الموسيقية لعجزه عن ذلك، وهو من هواة الموسيقى وله بعض الذكريات مع الأصحاب والأحباب المخزنة باللاشعور. وبعد ثماني عشرة سنة من الحادثة يظهر ذلك الشوق والحنين للآلات الموسيقية من خلال معرض شخصي يحمل اسم سولو.. وهو مصطلح موسيقي كلاسيكي يرمز إلى أن الموسيقى يعزفها مؤد منفرد.
قدم أصغر مجموعة من الأعمال الفنية ضمت خمسا وعشرين لوحة في معرض شخصي له، وقد تم اقتناء بعض الأعمال من قبل سلسلة فنادق فخمة في مملكة البحرين. احتوت كل الأعمال على المرأة، وأغلبها شملت لقطات لوصلات موسيقية على أوتار الآلات الموسيقية، كآلة العود والكمنجة والبيانو والفلوت والدف.
اسم الفنان: أصغر إسماعيل أكبر
اسم العمل: فتاة تحتضن عودا
أبعاد العمل: 50 X 70 سم