في مثل هذا اليوم من عام 1885… ولد الموسيقار العبقري الأذربيجاني عزير حاجبايلي

يُحتفل في أذربيجان بتاريخ 18 سبتمبر من كل عام بـ”يوم الموسيقى الوطني”، تخليدًا لذكرى هذا الفنان العظيم، الذي ترك أثرًا لا يُمحى في تاريخ الثقافة والموسيقى الأذربيجانية. ومنذ عام 2009، يُقام “مهرجان الموسيقى الدولي” المكرّس لاسم حاجبايلي، بمشاركة واسعة من الفنانين المحليين والدوليين.
لم يكن عزير حاجبايلي مجرد ملحن، بل كان أيضًا عالمًا، وكاتبًا، وصحفيًا، وشخصية عامة وسياسية بارزة. ويُعرف بصفته رائد الأوبرا في الشرق، إذ أسّس أول أوبرا شرقية وهي أوبرا “ليلى ومجنون”، التي عُرضت لأول مرة في باكو عام 1908، على خشبة مسرح الحاج زين العابدين طاغييف.
كان عبد الرحيم بك حق وردييف أول قائد أوركسترا لهذا العرض، وأخرجه حسين أرابلينسكي، فيما أدّى دور مجنون الفنان الكبير حسينقولو سرابسكي، وجسّد شخصية ليلى عبد الرحيم فاراجوف.
وقد كُتبت هذه الأوبرا استنادًا إلى قصيدة الشاعر الأذربيجاني الشهير محمد فضولي، وهي لا تُعد فقط أول أوبرا في أذربيجان، بل في العالم الشرقي بأسره، مما يجعل ذلك اليوم محطة انطلاق لتاريخ الأوبرا الشرقية.
وبعد النجاح الكبير لـ”ليلى ومجنون”، واصل حاجبايلي كتابة عدد من الأعمال الأوبرالية الوطنية، من أبرزها: “الشيخ سنان” (1909)، “رستم وسهراب” (1910)، “الملك عباس وخورشيدبانو”، “أسلي وكريم” (1912)، و”هارون وليلى” (1915).
كما يُنسب إلى عزير حاجبايلي الفضل في تأسيس فن الأوبريت في الشرق. فقد كتب أول كوميديا موسيقية أذربيجانية بعنوان “الزوج والزوجة”، وهي من ثلاثة فصول، وعُرضت لأول مرة عام 1910. وشارك في هذا العرض عدد من الممثلين البارزين، من بينهم حسينقولو سرابسكي (في دور مرجان بك) وعباسقلي أغدامسكي (في دور منّت خانم).
أما الإرث الأدبي لهذا الفنان العظيم، فهو غني وقيم للغاية، حيث قضى حياته في خدمة الثقافة والموسيقى الأذربيجانية. فقد جمع ولحن أكثر من 300 أغنية شعبية، وكتب أناشيد ومارشات وفانتازيات ورومانسيات، إلى جانب مؤلفات كورالية وموسيقية للغرف.
ومن الجدير بالذكر أن حاجبايلي هو مؤلف النشيد الوطني لجمهورية أذربيجان الديمقراطية (1918-1920)، وكذلك نشيد أذربيجان في الحقبة السوفيتية. واليوم، وبعد استعادة الاستقلال، لا يزال الشعب الأذربيجاني يردد النشيد الوطني الذي لحّنه حاجبايلي بكل فخر واعتزاز.