Featuredالسفر

ظفار… لوحة خريفية تجمع العالم تحت غيومها

جبال مكسوة بالخضرة، وشلالات رغوية متدفقة، وسحب خفيضة تكاد تلامس الزائرين وتعانقهم… تلك هي حال محافظة ظفار في موسم الخريف، حيث تتحول إلى وجهة عالمية تجذب العائلات من مختلف دول العالم.

لم تعد صلالة مجرّد مدينة سياحية محلية، بل أصبحت ملتقى للثقافات وملاذاً للباحثين عن الطبيعة البكر والطقس المعتدل الذي يخفف وطأة حرارة الصيف في المنطقة.

في هذا المشهد الاستثنائي، تتوحد مشاعر الزوار على اختلاف جنسياتهم، حيث يعبّر كل سائح بطريقته عن انبهاره بسحر ظفار، بدءاً من الكويتيين الذين وجدوا في رحلات طيران الجزيرة المباشرة سهولة وسلاسة للوصول، مروراً بالعائلات السعودية والبحرينية والمقيمين في الإمارات واللبنانيين الذين شبّهوا أجواء صلالة بأجواء أوروبا، ورأوا في هذه الوجهة فرصة لاكتشاف الطبيعة العُمانية وأصالة المجتمع.

«الراي» التقت عدداً من العائلات القادمة من الدول الخليجية في ظفار، فكان لهم حديث عن تجربتهم المميزة في «أرض اللبان»:

سائح كويتي: خريف ظفار تجربة لا تُنسى

أعرب السائح الكويتي حسن شمس الدين، الذي حضر برفقة أفراد عائلته في زيارتهم الثانية للمحافظة، عن بالغ سعادته بالأجواء الخريفية الفريدة وما تقدمه ظفار من تنوع يجمع بين الطبيعة والأنشطة الترفيهية.

وأضاف أنهم تمكنوا من رؤية السحب تحتهم من فوق الجبال في مشهد لم يسبق لهم رؤيته.

وأشاد بتجربة طيران الجزيرة المباشر إلى صلالة، مؤكداً أن هذا الخط سهّل كثيراً على العائلات الكويتية. كما أثنى على جودة المأكولات والمناخ المعتدل الذي وصفه بـ«اللوحة الطبيعية الساحرة»، موجهاً رسالة إلى الكويتيين «أنصح جميع العوائل بعدم تفويت خريف ظفار، فهو تجربة لا تنسى وتستحق التكرار مرة بعد أخرى».

القلاف: وجهة مثالية للعائلات

يقول أبو عبدالله القلاف، من الكويت: «اخترنا صلالة هذا الصيف لأنها وجهة مناسبة ومثالية للعائلات، الأطفال يستمتعون بالعيون الطبيعية والشلالات، ونحن نستمتع بالهدوء بعيداً عن صخب المدن، وأنصح جميع الكويتيين بزيارتها هذا العام، كون الأمطار هطلت متأخرة عن عادتها السنوية، ولكن عادت المياه للتدفق في الشلالات مجدداً، كما أن وجود خط طيران مباشر من الكويت يمكن السياح من تجربتها لمدة 3 أيام في عطلة نهاية الأسبوع قبل بدء العام الدراسي، حيث إن درجة الحرارة حالياً في ظفار من 18 -22 درجة على الرغم من بعدها أقل من ساعتين ونصف الساعة عن الكويت.

عائلات سعودية: كأننا في أوروبا

الماء والخضرة والاستقبال الحسن، بدأ المواطن السعودي هادي قبلان ال مخلص، حديثه بالتغزل بجمال خريف ظفار بأجمل الكلمات، مؤكداً أنه ينطبق عليها مقولة «الماء والخضرة والأدب والاستقبال الحسن».

وأضاف انها زيارته الأولى لظفار لكنه مندهش ومتفاجئ ونادم أنه لم يعرف هذا المكان من قبل، ناصحاً جميع الخليجيين بالحضور لهذا المكان كونه سيغير وجهات سفرهم المستقبلية.

وقالت أم فيصل من الرياض: «نحرص على زيارة صلالة كل عام في موسم الخريف، لأن الطقس مختلف تماماً عن أجواء الصيف الحارة في الخليج. الطبيعة الخضراء والضباب يمنحاننا إحساساً وكأننا في أوروبا، لكن بالقرب من وطننا».

وذكر خالد باعبود، من سكان المدينة المنورة انه حضر إلى ظفار منذ عامين فعشق طبيعتها الخلابة، موضحاً ان أهم ما يميز هذه المنطقة حسن الأخلاق وانه يشعر بالراحة عندما يحضر زوجته وبناته المنقبات إلى مجتمع محافظ بهذا الشكل.

سائح لبناني: سأنقل تجربتي لجميع معارفي

قال حسان قاسم، الذي حضر مع عائلته من لبنان للتمتع بخريف ظفار، إنه سمع من بعض الأصدقاء عن طبيعة محافظة صلالة خلال هذا الفصل فقرر الحضور لتجربتها على الواقع، معرباً عن إعجابهم الكبير بما شاهدوه من طبيعة تأسر القلوب والعقول.

وأضاف أنه بعد مشاهدتهم للطبيعة الجميلة والشعب العماني الرائع وتنوع الأنشطة العائلية فيها، فستكون ظفار وجهتهم المفضلة مستقبلاً، مؤكداً أنه سينقل تجربته في ظفار لجميع معارفه وأصدقائه.

سائحان من الهند: تنوع في الأنشطة للكبار والصغار

قال محمد أجمل، وهو من مومباي ويقيم في دبي:«ظفار بالنسبة لنا ليست مجرد وجهة سياحية، بل فرصة لاستعادة ذكريات تاريخية مشتركة بين الهند وعُمان. نحب زيارة الأسواق التقليدية وشراء اللبان الذي له قيمة خاصة لدينا، فيما تضفي الطبيعة إحساساً بالسكينة».

وقال السائح الهندي محمد أرشد، المقيم في دبي، إن اختياره زيارة محافظة ظفار برفقة عائلته جاء بسبب طبيعتها البكر ومناخها المعتدل الذي يشكّل فارقاً كبيراً عن أجواء الصيف الحارة في الإمارات.

وأضاف في حديثه: «دبي تعيش الآن ذروة الصيف حيث تصل درجات الحرارة إلى ما بين 41 و51 درجة مئوية، بينما نجد في صلالة أجواءً ضبابية منعشة ودرجات حرارة تتراوح بين 25- 18 فقط، وهذا فرق هائل يمنحنا شعوراً رائعاً وكأننا في عالم آخر».

وأوضح أرشد، أن الرحلة من دبي إلى صلالة ليست بعيدة، وهو ما يجعلها خياراً مناسباً للعائلات الباحثة عن أجواء طبيعية قريبة.

وأشار إلى أن ما يميز ظفار هو تنوع الأنشطة التي تناسب الكبار والصغار، قائلاً:«الأطفال استمتعوا كثيراً بالمعارض والفعاليات والأنشطة الترفيهية، إلى جانب الزيارات للبحيرات والشلالات الطبيعية، وهو ما يجعلها وجهة مثالية للأسرة».

وختم أرشد، حديثه بنصيحة للسياح قائلاً:«أنصح الجميع بزيارة صلالة في هذا الموسم بالذات، فهي تختلف تماماً عن الوجهات الاصطناعية الأخرى، وتجمع بين المناخ المعتدل والطبيعة الخلابة التي يصعب أن تجد لها مثيلاً».

سائحة بحرينية: أجمل مما توقعنا

قالت منى، من المنامة: «سمعنا كثيراً عن موسم الخريف في صلالة، وحين جئنا اكتشفنا أنه أجمل مما توقعنا. الأجواء رومانسية جداً، والجبال الخضراء تجعلنا نرغب في العودة كل عام».

الإماراتي علي: بديل عن السفر البعيد

أوضح علي من أبوظبي: «اعتدنا السفر إلى وجهات أوروبية في الصيف، لكن هذا العام فضلنا صلالة لقربها وسهولة الوصول إليها. الأجواء هنا باردة ومنعشة، والضيافة العُمانية أضافت إلى الرحلة طابعاً مميزاً».

وأضاف: «فوجئنا بجمال الشواطئ مثل المغسيل، وأولادي أحبوا وادي دربات. التجربة مختلفة عن أي مكان زرناه من قبل».

حمد الشماخي: ظفار… أجمل الوجهات

مواطن عماني اسمه حمد الشماخي، قال لنا إنه حضر لظفار مع عائلته من ولاية نزوى التي تبعد 900 كيلو، مؤكداً أن ظفار من أجمل الوجهات للعوائل خلال هذا الفصل، وأنه يحرص على الحضور إليها كل عام، لقضاء إجازته مع عائلته في هذه الأجواء.

الراي

زر الذهاب إلى الأعلى