سفينة إيرانية تتعرض لهجوم في البحر المتوسط

بعد نحو أسبوعين من استهداف سفينة إسرائيلية في خليج عمان، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف متحدث باسم شركة الملاحة البحرية الإيرانية، الجمعة، أن سفينة حاويات إيرانية تعرضت لأضرار في هجوم “إرهابي” في البحر المتوسط يوم الأربعاء.
وأضاف المتحدث لوكالة “نور نيوز” شبه الرسمية أن السفينة (شهركرد) تعرضت لأضرار طفيفة بشحنة متفجرة تسببت في حريق صغير، لكن لم يصب أحد على متنها.
وتابع “مثل هذه الأعمال الإرهابية ترقى لأن تكون قرصنة بحرية، وتخالف القانون الدولي حول أمن الملاحة التجارية، وستُتخذ إجراءات قانونية لتحديد هوية منفذي (الهجوم) عبر المؤسسات الدولية المعنية”.
وأضاف أن السفينة كانت متوجهة إلى أوروبا عندما وقع الهجوم وستتحرك صوب وجهتها بعد إصلاحها.
وأظهرت بيانات ريفينيتيف لتتبع السفن أن المرة الأخيرة التي أبلغت فيها السفينة التي ترفع العلم الإيراني عن موقعها كانت قبالة الساحل السوري في 10 مارس (آذار) أثناء توجهها إلى ميناء اللاذقية السوري.
وقال مصدران أمنيان بحريان لوكالة “رويترز” إن المؤشرات الأولية تشير إلى استهداف سفينة الحاويات الإيرانية عمداً من مصدر مجهول.
والسفينة من بين السفن الإيرانية التي تخضع لعقوبات أميركية صارمة وقد تم احتجازها في ليبيا عام 2019 وعلى الرغم من ذلك تم الإفراج عنها لاحقاً.
وقال مصدر أمني بحري ثالث إن ثلاث سفن إيرانية أخرى تضررت في الأسابيع الماضية لأسباب غير معروفة أثناء إبحارها في البحر الأحمر.
ولم يدل مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، بأي تعليقات رداً على سؤال حول إذا ما كانت إسرائيل وراء حادث (شهركرد) الذى أعلنته إيران.
اتهام نتنياهو
وكان نتنياهو قد اتهم في الأول من مارس (آذار) الجاري، إيران بالتسبب في انفجار استهدف السفينة الإسرائيلية في خليج عمان.
وقال نتنياهو للإذاعة الإسرائيلية، “من الواضح أن هذا عمل إيراني، إيران هي العدو الأكبر لإسرائيل وسنضربها في كل أنحاء المنطقة”.
وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحاته السابقة بشأن عزمه منع إيران من تطوير قدرات نووية، وقال، “نحن نوجه لها (إيران) ضربات في كل أرجاء المنطقة”.
وسبق نتنياهو بيوم، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي قال، إن “تقييمه المبدئي” هو أن طهران مسؤولة عن الانفجار، مضيفاً أن “إيران تسعى لضرب البنية الأساسية الإسرائيلية والمواطنين الإسرائيليين. وموقع السفينة القريب نسبياً من إيران يثير فكرة وتقييم أن الإيرانيين هم من فعلوها”.
وأفاد مصدر وزاري إسرائيلي لاحقاً أن الهجوم حصل بواسطة ألغام بحرية.
وتعرضت السفينة ناقلة السيارات (أم في هيليوس راي) لانفجار بين ليل 26 وصباح 27 فبراير (شباط). وقال مسؤول دفاعي أميركي، إن الانفجار تسبب في حدوث فتحات في جانبي السفينة.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في اليوم نفسه، إن طهران ترفض بشدة مزاعم إسرائيل بضلوعها في انفجار سفينة في خليج عُمان.
وأضاف خطيب زادة، “نرفض بشدة هذا الاتهام… أمن الخليج الفارسي مهم جداً بالنسبة إلى إيران”. وتابع، “تحركات إسرائيل مثيرة للشك، وهي تدرك أن طهران سترد على أي تهديد بشكل صارم ودقيق”.
استهداف 12 سفينة متجهة إلى سوريا
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا وتحمل في الغالب نفطاً إيرانياً خشية أن تمول أرباح النفط الإرهاب في الشرق الأوسط.
وكثيرا ما امتنعت إيران عن توجيه أصابع الاتهام إلى إسرائيل في ضربات جوية متكررة على القوات المدعومة من إيران في سوريا في محاولة واضحة لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل. وعادة ما تهدد إيران برد انتقامي قوي على أي هجوم إسرائيلي.
وامتنع مسؤولون إسرائيليون عن التعليق على تقرير الصحيفة، الذي استشهد بمسؤولين أميركيين وإقليميين، وجاء في الوقت الذي تراجع فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السياسة المتعلقة بإيران. ولم يصدر تعليق من السفارة الأميركية في القدس.