Featuredاخبار محلية

زيارة رئيس الوزارء الهندي إلى الكويت تمهد الطريق من أجل حقبة جديدة من التعاون

بقلم ; طارق يوسف الشميمري


من المؤكد أن زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الكويت ستعزز العلاقات القديمة بين البلدين ، تشترك دولة الكويت وجمهورية الهند في تاريخ غني من الصداقة والتعاون استنادا إلى قرون من التبادلات التجارية والاجتماعية والثقافية ولا تزال العلاقة التي تم اختبارها بمرور الوقت والتي تتميز بالاحترام المتبادل والقيم المشتركة والالتزام بالسلام والتنمية هي ابرز سمات العلاقات الثنائية اليوم.

الزيارة الهامة التي يقوم بها رئيس الوزراء الهندي ليست مجرد زيارة دولة رمزية أخرى، ولكنها إعادة تأكيد لالتزام البلدين بتعميق وتنويع تعاونهما ومن المتوقع أن تفتح اجتماعات رئيس الوزراء الهندي مع القيادة الكويتية سبلا جديدة للتعاون والتآزر، وتعزيز الروابط الاقتصادية، وبناء شراكات من أجل مستقبل أكثر إشراقا للبلدين وشعبيهما.

على الرغم من أن التجارة الثنائية بين الكويت والهند لا تزال قوية، إلا أن هناك مجالا لمواصلة تطوير ذلك في مجالات أخرى غير قطاع النفط والأغذية، اللذين ظلا الدعامة الأساسية للتجارة بين البلدين لعقود.

اكتسبت زيارة السيد / مودي إلى دولة الكويت وهي أول زيارة على الإطلاق على مستوى رئيس وزراء الهند بعد 43 عاما أهمية كبيرة حيث تترأس الكويت حاليا مجلس التعاون الخليجي ولدولة الكويت أهمية كبيرة في السيناريو العالمي الحالي. دولة الكويت هي آخر دولة من دول مجلس التعاون الخليجي التي يصل لها رئيس الوزراء الهندي بعد أن قام بزيارة جميع الدول الخمس في دول مجلس التعاون الخليجي الست في وقت سابق.

أحد التغييرات الهامة الواضحة منذ تولي السيد / مودي القيادة في عام 2014 هو أن منطقة الخليج أصبحت شريكا استراتيجيا كجوار وأصبحت أولوية للسياسة الخارجية والأمنية للهند.

بينما تسعى دولة الكويت جاهدة لتنويع اقتصادها بعيدا عن الاعتماد المفرط على عائدات النفطية، يمكن للبلدين استكشاف مجالات جديدة للتعاون في القطاعات غير النفطية ويمكن أن توفر الزيارة الدافع اللازم لتعزيز المشاريع المشتركة في مجالات جديدة مثل خدمات تكنولوجيا المعلومات والاستثمار والطاقة والرعاية الصحية والهندسة والتكنولوجيا.

بالنظر إلى أن جمهورية الهند لديها من الشركات الرائدة عالميا في قطاع الخدمات ويمكن للشركات الكويتية استكشاف إمكانيات تلك المشاريع المشتركة، وخاصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية، وكذلك في قطاعات أشباه الموصلات وتكنولوجيا الفضاء، وفي بيئات الشركات الناشئة حيث يشارك الشباب في كلا البلدين تلك المجالات وفتح مجالات شراكه تجاريه بينهم.

مع حرص حكومة دولة الكويتي على دفع خطة التنمية “كويت جديدة 2035” التي تؤكد على نمو القطاع غير النفطي، يمكن للمؤسسات الهندية المساهمة بشكل كبير إما مباشرة من خلال هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الكويتية(KDIPA)، أو من خلال المشاريع المشتركة بين شركات القطاعين العام والخاص في الكويت من خلال هيئة الكويت لمشاريع الشراكة (KAPP).

تشمل السبل الأخرى لتوسيع التجارة الثنائية وزيادة تيسيرها ما يلي:

تطوير البنية التحتية خاصة في شبكات النقل الجوي والبحري والسكك الحديدية، وفي مبادرات المدن الذكية والبنية التحتية الرقمية، وفي التعليم والتدريب على الرعاية الصحية، والمبادرات الثقافية، فضلا عن التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف أمن الطاقة والاستدامة.

بينما تتنقل دولة الكويت وجمهورية الهند في التحديات والفرص العالمية، ستظل الثقة والصداقة التي تم بناؤها على مر القرون ركيزة للقوة والاستقرار، وتوجه أعمالهما للمضي قدما من خلال العمل عن كثب والتي يمكن لدولة الكويت وجمهورية الهند أن تتطلع إلى تحقيق الإمكانات الكاملة لشراكتهما الاستراتيجية.

زيارة رئيس الوزراء الهندي السيد / مودي إلى دولة الكويت تمهد الطريق أيضا لحقبة جديدة من تعزيز التعاون والازدهار المتبادل لكل من دولة الكويت وجمهورية الهند ، الزيارة الحالية إلى دولة الكويت في حد ذاتها مهمة جدا لأنها من المؤكد أنها ستضع أجندة جديدة بين جمهورية الهند وليس فقط مع دولة الكويت ولكن مع مجلس التعاون الخليجي الذي شاركت معه جمهورية الهند علاقة عمرها قرون وتعطي معنى جديدا للجوار الممتد والعلاقات المميزة

زر الذهاب إلى الأعلى