الملحقة البيئية في السفارة البريطانية تحذّّر : أسماك الكويت ملوّثة بالبلاستيك
فيما حذّرت الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط والملحق البيئي في السفارة البريطانية لدى الكويت، ريتشل مولهولاند، من خطورة تزايد مخلفات البلاستيك في جون الكويت وتأثيرها على البيئة البحرية وعلى حياة المستهلكين، أكدت أن أسماك بحر الكويت ملوثة بنسبة كبيرة من البلاستيك، وفقاً لأحدث دراسة وورقة عمل بحثية بيئية أجراها مركز علوم البيئة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية البريطاني CEFAS، بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية.
وقالت ريتشل مولهولاند إن العينة التي تم أخذها من 8 أنواع من الأسماك الرئيسية الأكثر استهلاكاً في الكويت، من بينها «الهامور، الزبيدي، النقرور، الشيم، الميد، الربيان، القباقب»، إلى جانب الكائنات البحرية الأخرى، بينت وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في محتوى القناة الهضمية لأنواع مختلفة من الأسماك البحرية المستهلكة الرئيسية في الكويت، منبهة إلى مخاطرها على الأحياء البحرية وتأثيرها السلبي على الإنسان أيضاً.
نفايات خطرة
ولفتت إلى أن النفايات البلاستيكية تستغرق وقتاً طويلاً لكي تتحلل، وهي مشكلة عالمية، حيث تستغرق الزجاجات البلاستيكية أكثر من 450 عاماً حتى تتحلل، مما يهدّد البيئة البحرية بشكل كبير. وأوضحت أن الكثير من النفايات البلاستيكية، التي مصدرها مخلفات البشر على الشواطئ أو القوارب، ينتهي بها الحال في وسط البحار والمحيطات، مما يؤثر على الحيتان والطيور والسلاحف، ويضر بالأسماك التي تتغذى عليها ويؤدي إلى نفوقها، لما تحمله من مواد سامة، كما أن لها آثاراً اقتصادية، حيث إنها يمكن أن تؤثر على قطاع الصيد وعلى نمو الأسماك وإنتاجيتها، إلى جانب أنها تضر أيضاً قطاع السياحة، وقد تؤثر سلباً على صلاحية الشواطئ للسباحة.
السلاحف النافقة
واستندت إلى دراسة تفيد بأن السمكة الواحدة في مياه الخليج تحتوي على 20 جزيئاً بلاستيكياً وهذا الأمر يزداد بشكل كبير في البحار والمحيطات أيضاً، مشيرة إلى أن %75 من السلاحف النافقة في مياه الخليج العربي تغذّت على بلاستيك، وهو ما يؤثر على كل مياه الخليج في المنطقة.
وأشارت مولهولاند إلى تعاونها مع العديد من الجهات الكويتية المهتمة بالبيئة، منها الهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، إلى جانب العمل مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تتخذ مقراً لها في الكويت، مضيفة: «نعمل حالياً على معرفة مصادر الجزيئات البلاستيكية ومراقبة اتساعها وإيجاد الاستراتيجيات المناسبة للحد من النفايات البلاستيكية، وحماية البيئة البحرية من التهديدات البشرية والتعديات».
أبرز التحديات
واستعرضت التحديات التي تواجه البيئة البحرية الخليجية، وخصوصاً الكويت، ملمحة إلى أن التحديات متماثلة في جميع أنحاء العالم، ولكن المياه الكويتية هي الأكثر سخونة ودفئاً، حيث ترتفع درجة حرارة مياه البحر ضعف المتوسط العالمي، مما يؤثر على البيئة البحرية بشكل كبير، فضلاً عن الانسكابات النفطية، والصرف الصحي والنفايات السائلة الصناعية والممارسات البشرية الخاطئة نتيجة إلقاء المخلفات على الشواطئ.
وكشفت أن من المقرر توقيع المعاهدة الدولية لمكافحة التلوث البيئي الناجم عن المخلفات البلاستيكية، التي تهدّد التنوع البيولوجي العالمي، قبل نهاية هذا العام، وتحديداً في ديسمبر 2023.
وذكرت أن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يعمل مع الدول الأعضاء من جميع أنحاء العالم (بما في ذلك الكويت)، لتطوير صك دولي ملزم قانوناً بشأن الحد من التلوث البلاستيكي، بما في ذلك البيئة البحرية بحلول عام 2024.
وأضافت: «المفاوضات جارية للاتفاق على هذه المعاهدة الملزمة قانونا، حيث عُقد الاجتماع التفاوضي الأول في نوفمبر 2022، وعُقد الاجتماع الثاني في يونيو 2023، ومن المقرر عقد الاجتماع التفاوضي الثالث في ديسمبر من هذا العام، وبعد الموافقة على المعاهدة الدولية سيتم فرض العقوبات من قبل كل دولة من الدول الاعضاء على الافراد أو الجهات المخالفة».
منهج تربوي بيئي
أشارت الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط والملحق البيئي في السفارة البريطانية لدى الكويت، ريتشل مولهولاند، إلى أن مركز علوم البيئة ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية البريطاني يتعاون مع العديد من الهيئات البيئية في المنطقة، مشيرة إلى التوجه لإدخال منهج بيئي ضمن مناهج التربية في المدارس الابتدائية والثانوية في دول الخليج، لتثقيف الطلبة حول البيئة والتغيّر المناخي.
109 غرامات متوسط استهلاك الفرد من الأسماك خليجياً
ذكرت ريتشل مولهولاند أن البلاستيك موجود في كل مكان حولنا، ولكنه يضر بالأسماك والسلاحف والحيتان، ويؤدي إلى نفوقها على الشواطئ، كما يؤثر في الطيور، وعند تشريحها نكتشف أن أمعاءها تحتوي على كمية كبيرة من البلاستيك.
وأضافت: «كل ذلك لا يعني أنه يجب علينا تجنّب تناول الأسماك، فالمأكولات البحرية عنصر رئيسي في الاستهلاك اليومي للبروتين للسكان المحليين والمقيمين في مجتمع الخليج العربي، حيث يقدر متوسط معدل الاستهلاك بـ109 غرامات يومياً للفرد الواحد».
أبرز ما جاء في الدراسة البيئية
1 – المخلفات البلاستيكية من أخطر الملوثات البحرية
2 – درجة حرارة بحر الكويت ضعف المتوسط العالمي
3 – بحر الكويت يعاني من الانسكابات النفطية والصرف الصحي
4 – الأنشطة البشرية الضارة تؤثر سلباً في الصحة العامة
5 – المخلفات البلاستيكية قد تؤثر في صلاحية البحار للسباحة
معدل إنتاج البتروكيماويات والمخلفات البلاستيكية
الدراسات المتوافرة والتي تركز على منطقة غرب آسيا والخليج العربي شحيحة جدًا، ومع ذلك يُلاحظ أن هذه المنطقة هي واحدة من أعلى مناطق إنتاج البتروكيماويات والمخلفات البلاستيكية الصلبة (PSW) في العالم.
خطوات بيئية جيدة
◄ مبادرات الهيئة العامة للبيئة لمراقبة الشواطئ
◄ رصد المخالفات البيئية وحملات التوعية
◄ إعادة التدوير وتأهيل المناطق الساحلية
◄ زراعة أشجار المانغروف واستعادة المستنقعات الملحية
توصيات للحفاظ على سلامة البيئة
◄ جمع البيانات حول مصادر المشكلات ورصدها لمعالجتها
◄ زيادة الوعي وتثقيف المجتمع حول أهمية حماية البيئة
◄ إعادة تدوير النفايات البلاستيكية ومكافحة خطرها
◄ عدم إلقاء المخلفات لحماية الثروة السمكية والبحرية وتنشيط السياحة
فحص 8 أنواع أسماك
قالت الخبيرة البريطانية: لقد أجريت الدراسة البيئية على ثمانية أنواع من الأسماك في الكويت التي تشكل اهمية تجارية للكويتيين والدول الخليجية الاخرى مع إزالة وتشريح الجهاز الهضمي.
أول دراسة
تعد الدراسة أول نشاط بحثي أساسي، والأول من نوعه الذي يقدم دليلا على وجود جزيئات بلاستيكية دقيقة في الأسماك المحلية التجارية في الكويت.
المخلفات البلاستيكية تحتاج وقفة حاسمة
الصرف الصحي أكبر خطر على البيئة البحرية
القبس