الكويت والهند رائدتان في التعاون الأكاديمي

كان المؤتمر الأول لرؤساء الجامعات الهندية العربية، الذي عقد يومي 5 و6 فبراير في سوشما سواراج بهاوان في نيودلهي، بمثابة معلم مهم في تعزيز التعاون الأكاديمي بين الهند والعالم العربي. وقد جمع المؤتمر، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية الهندية بالتعاون مع لجنة المنح الجامعية وجامعة الدول العربية، أكثر من 100 رئيس جامعة هندي وأكثر من 45 رئيس جامعة عربية لاستكشاف سبل جديدة للتعاون في التعليم العالي.
افتُتح المؤتمر بكلمة رئيسية ألقاها وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية، السيد كيرتي فاردان سينغ، ومساهمات ثاقبة من الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، الدكتور عمرو عزت سلامة، والتي حددت لهجة الحدث. من جانبه، ألقى وزير التعليم الليبي، عمران محمد القب، كلمة خاصة أكد فيها على أهمية التعاون التعليمي.
كما تضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات ترحيب من رئيس لجنة المنح الجامعية، البروفيسور ماميدالا جاغاديش كومار، ومدير التعليم والبحث العلمي بجامعة الدول العربية، فراج الجمي.
تم تنظيم مناقشات المؤتمر في جلسات تضمنت أبرز النقاط التفصيلية للجلسة والتي تغطي مختلف مجالات التعاون المحتمل. ومن بين الموضوعات التي تمت مناقشتها:
الجلسة 1: التعاون في مجال التعليم العالي وتنمية المهارات: أدار هذه الجلسة ممثل هندي، وتحدث فيها متحدثون مثل الأستاذ أنس السعود من اتحاد الجامعات العربية والأستاذة أمل غزال من معهد الدوحة للدراسات العليا، قطر. وركزت المناقشات على إمكانات التنمية والازدهار من خلال التعاون التعليمي.
الجلسة 2: مجالات جديدة ومبتكرة للتعاون الأكاديمي: أدار هذه الجلسة الأستاذ سهيل عبد الله من جامعة بغداد بالعراق، واستكشفت هذه الجلسة مناهج جديدة في التعليم، بما في ذلك استخدام المنصات الرقمية. وتحدث فيها الأستاذ محمد سامي من جامعة القاهرة بمصر وعبد الكريم أحمد من جامعة سيماد بالصومال.
الجلسة 3: التعاون الأكاديمي – الاعتراف المتبادل بالدرجات العلمية: تناولت هذه الجلسة الوضع الحالي والتحديات في الاعتراف بالمؤهلات الأكاديمية عبر الحدود. وتحدث في الجلسة الأستاذ الدكتور يوسف حايك من جامعة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة والأستاذ الدكتور محمد دياب من جامعة قطر.
الجلسة 4: تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي المشترك: أدار هذه الجلسة الأستاذ الدكتور أنس السعود، المدير التنفيذي لاتحاد الجامعات العربية، وسلطت هذه الجلسة الضوء على الفرص المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والتكنولوجيا الحيوية. كان لي شرف المشاركة في هذه الندوة إلى جانب الأستاذ الدكتور حاتم المصري من جامعة العلوم التطبيقية بالبحرين. ناقشنا أهمية إنشاء إطار قوي لمبادرات البحث المشتركة، والتي يمكن أن تؤدي إلى ابتكارات وتقدم رائد.
الجلسة 5: إطار لتعزيز تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب: ركزت هذه الجلسة على تعزيز التبادل الثقافي والتعاون الأكاديمي من خلال برامج التبادل المنظمة. وتحدث في هذه الجلسة الأستاذ الدكتور عامر الهنائي من جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان والأستاذ الدكتور عماد داود الزير من جامعة فلسطين الأهلية.
مناقشة النتائج: أدار هذه الجلسة ممثلون من لجنة المنح الجامعية واتحاد رؤساء الجامعات العربية، حيث سهلت هذه الجلسة مناقشة مفتوحة حول نتائج وتوصيات المؤتمر.
وفي حفل الختام، اختُتم المؤتمر بكلمة وداعية ألقاها السكرتير (الرئيس التنفيذي للشؤون السياسية والشئون الخارجية) بوزارة الشؤون الخارجية الهندية.
ومن الجدير بالذكر أن كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا كانت المؤسسة الوحيدة التي تمثل الكويت في المؤتمر. وقد تم تقديم كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا كنموذج للتعاون بين الهند والعالم العربي، حيث تم إنشاء منهجها الدراسي الأولي من قبل أساتذة من المعهد الهندي للتكنولوجيا – IIT Delhi. ويؤكد هذا التعاون على إمكانية تحقيق التميز الأكاديمي من خلال الشراكات الدولية.
واختتم المؤتمر بجلسة حول تعزيز التبادل والتعاون بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب في تطوير المناهج الدراسية. ترأس أمين عام لجنة المنح الجامعية الحفل الختامي، وألقى كلمة الوداع.
تضمنت النتائج والتوصيات الرئيسية للمؤتمر ما يلي:
إنشاء مراكز بحثية مشتركة: لتسهيل البحث التعاوني والابتكار.
تعزيز منصات التعلم الرقمي: لتحسين الوصول إلى التعليم الجيد عبر الحدود.
الاعتراف المتبادل بالدرجات: تطوير أطر موحدة للاعتراف بالمؤهلات الأكاديمية.
برامج تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب: تعزيز التبادل الثقافي والتعاون الأكاديمي من خلال برامج التبادل المنظمة.
نجح مؤتمر رؤساء الجامعات الهندية العربية الأول في إرساء الأساس للتعاون المستقبلي، وتسخير إمكانات التعليم العالي لتجاوز الحدود الوطنية وتعزيز بيئة ديناميكية للتميز الأكاديمي. يمثل هذا الحدث بداية حقبة جديدة في العلاقات التعليمية بين الهند والعربية، مما يمهد الطريق لمستقبل مزدهر ومبتكر.