الصين تسلّم ناقلة غاز مسال عملاقة لقطر ضمن تعاون متزايد في قطاع الطاقة

أعلنت شركة “هودونغ-تشونغهوا” لبناء السفن، التابعة للشركة الصينية الوطنية لبناء السفن، عن تسليم ناقلة الغاز الطبيعي المسال المسماة “الطوار” بسعة 174 ألف متر مكعب إلى شركة قطر للطاقة مؤخرا، في خطوة جديدة تعكس توسع التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال الطاقة.

وأفادت الشركة المصنعة على حسابها الرسمي على منصة “ويتشات” بأن “الطوار” تنتمي إلى الجيل الخامس من سلسلة “تشانغهنغ” المطورة ذاتيا من قبل الشركة، ويبلغ طول السفينة 299 مترا وعرضها 46.4 متر وعمقها 26.25 متر، وتتميز بتصميم مزدوج الزعانف في المؤخرة، إلى جانب تجهيزها بتقنيات رقمية ومنخفضة الانبعاثات الكربونية.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتبوأ فيه قطر مكانة ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال إلى الصين. وبلغ حجم واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال القطري نحو 18.35 مليون طن خلال عام 2024، حسب بيانات واردة على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية.

وفي إطار تعزيز التعاون في سلاسل إمداد الطاقة، تعمل الصين وقطر على توسيع نطاق شراكتهما لتشمل أيضا قطاع ناقلات الغاز الطبيعي المسال.

وأكد سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة قطر للطاقة، خلال مؤتمر الغاز العالمي 2025 في بكين، أن “الصين تعد أكبر مشتر لغازنا الطبيعي المسال، وشريك في توسعة حقلي الشمال الشرقي والجنوبي. كما نقوم ببناء عدد كبير من السفن في الصين كجزء من برنامج قطر للطاقة التاريخي لبناء أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال”، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية.

ففي 29 أبريل من العام الماضي، وقّعت شركة قطر للطاقة اتفاقيتين مع شركاء صينيين في بكين. الأولى هي مع الشركة الصينية لبناء السفن التي ستقوم ببناء 18 سفينة ضخمة لنقل الغاز الطبيعي المسال، تبلغ سعة حمولة كل منها 271 ألف متر مكعب لصالح قطر، ما يعد بمثابة أكبر طلب منفرد لبناء السفن في العالم آنذاك. الثانية هي توقيع عقود تأجير طويلة الأجل مع ثلاثة مالكي سفن صينيين، من بينهم شركة تشاينا ميرشانتس المحدودة للشحن الطاقي، لاستئجار 9 ناقلات عملاقة للغاز الطبيعي المسال.

وناقلات الغاز الطبيعي المسال، والتي تُعرف باسم “الشاحنات البحرية فائقة التبريد”، هي تلك التي تنقل الغاز في درجات حرارة منخفضة تصل إلى 163 درجة مئوية تحت الصفر، مما يجعل بناءها من أكثر التحديات الهندسية تعقيدا في قطاع بناء السفن.

وتواصل الصين ريادتها العالمية في صناعة بناء السفن، حيث أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، أن البلاد استحوذت في عام 2024 على 55.7 في المائة من السفن المكتملة و74.1 في المائة من الطلبات الجديدة و63.1 في المائة من إجمالي الطلبات قيد التنفيذ على مستوى العالم.

(شينخوا)