أذربيجان

أذربيجان تحيي اليوم الذكرى ال٣٣ لمجزرة خوجالي

الإبادة الجماعية في خوجالي إحدى أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية

تحيي جمهورية أذربيجان اليوم الذكرى الثالثة والثلاثين لمجزرة خوجالي، والتي تعد إحدى أكثر صفحات تاريخ أذربيجان مأساة ودموية خلال القرن العشرين.

ووصفت وكالة أذرتاج الرسمية للأنباء، الإبادة الجماعية التي ارتكبها الأرمن في خوجالي في نهاية القرن العشرين كإحدى أبشع الجرائم المرتكبة ضد البشرية حتى الآن.

ولا تختلف مأساة خوجالي عن المآسي المريعة المرتكبة في خاتين وليديتسا واورادور وهولوكوست وسونغمي ورواندا وسريبرنيتسا التي لن تنساها كلها ذاكرة التاريخ.

وعلى الرغم من انتهاء الحرب وتوقيع معاهدة سلام في الأجندة بين أذربيجان وأرمينيا فإن الذكرى الهمجية والوحشية المرتكبة بحق سكان خوجالي وسائر مناطق منطقة قراباغ المحليين الأذربيجانيين لن تندثر من ذاكرة الشعب الأذربيجاني كما أكد الرئيس إلهام علييف الذي قال: “نعم نؤكد على أننا نحتاج إلى السلام ولكننا لا يجوز لنا أن ننسى الفاشية وضحايا خوجالي وسائر مدن أذربيجان التي تعرضت للهجمات والغارات الجوية خلال الحرب الوطنية.”

ثواب الفاتحة للأرواح الطاهرة لضحايا خوجالي وسائر شهداء الوطن الغالي والمؤمنين أجمعين المغفور لهم بإذن الله الغفور الرحيم”.

وقد سُجّلت تلك الأحداث البشعة في تاريخ الحروب كالإبادة الجماعية للسكان المسالمين العزل وقضت هذه الأحداث مضجع المجتمع الدولي بأسره.

وبعد تحرير أذربيجان أراضيها المحتلة من الغزاة في حرب الـ44 يوما الوطنية ونتيجة لتدابير مكافحة الإرهاب المنفذة بقيادة القائد الأعلى المظهر الرئيس إلهام علييف تم تحرير مدينة خوجالي هي الأخرى من عناصر التنظيم الانفصالي الإرهابي فرفع رئيس الدولة إلهام علييف علم الدولة فيها في 15 أكتوبر عام 2023 وقال في تصريح له إنني احسب عند رفعي علم الدولة في خوجالي اننا يسعنا الحين القول بكل تأكد وأمن أن دماء ضحايا مجزرة خوجالي وسائر شهداء الوطن الغالي لم تهدر.

وكانت مدينة خوجالي باعتبارها موقعا استراتيجيا في منطقة قراباغ الجبلية لأذربيجان تمنع الأرمن من تنفيذ مخططاتهم. اذ ان خوجالي تقع على بعد 12 كم شمالا شرقيا عن خانكندي، بين الطريقين البريين من أغدام الى شوشا ومن عسكران الى خانكندي.

وكانت خوجالي المأهولة حينذاك بالسكان الأذربيجانيين المتجاوز عددهم 7 آلاف نسمة أكبر وأقدم مسكن (مساحتها 926 كم مربع) وسط القرى المأهولة بالأرمن.

ومن المعلوم انه كانت توجد قرب خوجالي آثار ثقافة خوجالي – جدابك التي يعود تاريخها الى الفترة ما بين القرنين الرابع عشر والسابع قبل الميلاد.

ودمرت القوات المسلحة الأرمينية في هجومها على خوجالي بمساعدة الفوج الآلي برقم 366 التابع للجيش السوفييتي السابق في فبراير عام 1992 آثار خوجالي النادرة في أذربيجان والبشرية أيضا فضلا عن إبادة سكان خوجالي بوحشية، وبغرض طمس الآثار كأبشع مرحلة للمجزرة.

وقبل 4 أشهر من المأساة، أي بدء من نهاية أكتوبر عام 1991 كانت كل الطرق البرية المؤدية الى مدينة خوجالي قد قطعت وكانت المدينة قد حوصرت بالفعل.

وفضلا عن ذلك، قطعت الطاقة الكهربائية الممددة إلى خوجالي منذ 2 يناير. وبذلك، انقطعت جميع العلاقات والاتصالات لخوجالي عن باقي مناطق أذربيجان ما عدا المجال الجوي باستخدام مروحيات.
ولكن الرابط الجوي عبر المروحيات مع خوجالي انقطع أيضا بعد بضعة شهور بعد أن لم تصل المروحية من نوع مي8 القاصدة شوشا من أغدام في 28 يناير عام 1992 بسبب تفجيرها بصاروخ موجه إليها على أجواء قرية خلف علي من جهة مدينة خانكندي وقتل من كان على متنها 3 أفراد الطاقم و41 راكبا. وبعد هذا، قام جيش الاحتلال الأرميني باحتلال المناطق السكنية الأخيرة في قراباغ التي كانت يقطنها الأذربيجانيون واحدة تلو أخرى.

والى أواخر عام 1991 احرقوا أكثر من 30 منطقة سكنية واقعة في القسم الجبلي من إقليم قراباغ بما فيه قرى توغ وامارة قروند وسيرخاوند وميشالي وجميللي وامودلو وكركيجهان وسائر القرى ذات الأهمية الاستراتيجية المأهولة بالأذربيجانيين ودمروها ونهبوها وسلبوها.

وليلة 26 فبراير عام 1992 قامت قوات الاحتلال الأرميني بمحاصرة مدينة خوجالي بدعم من 10 دبابات و16 ناقلة مدرعة للمشاة و9 ناقلة مدرعة قتالية للمشاة و180 ضابط متخصص وعدد كبير من افراد الجنود من فوج المشاة الآلية المقاتلة رقم 366 التابع للتقسيم رقم 23 للجيش الـ 4 للاتحاد السوفييتي المرابط في مدينة خانكندي وتم تدمير المدينة تماما وأحرقت مع قتل السكان قتلا همجيا.
وكان معظم القتلى مقطوعي الرؤوس ومقلوعي الأعين ومسلوخي الجلود ومحروقين أحياء وسائر أنواع التشويه قبل القتل وبعده.

ونتيجة جريمة الإبادة الجماعية هذه، لقي 613 شخصا حتفهم منهم 63 طفلا و106 امرأة و70 شيخا حسب المعطيات الرسمية. كما أن هناك 8 عائلات مقتولة تماما؛

– 56 شخصا لقوا مصرعهم جراء التعذيب؛

– 27 عائلة ما بقي لها إلا فرد واحد

– 25 طفلا فقدوا كلا الأبوين

– 130 طفل فقدوا أحد الأبوين

– 230 أسرة فقدت أربابها

– 487 شخص أصبحوا معاقين منهم 76 معاقا من غير بالغي الرشد

– 1275 ساكنا أصبحوا أسرى

– 1165 شخص تم تحريرهم من الأسر

– 150 شخص لا علم لنا حتى اليوم بمصيرهم .


وفي المعارك الجارية في خوجالي بنسبة القوات غير المتوازنة قاومت مجموعات الدفاع الذاتي بالمدينة العدو حتى فردها الأخير، ليضربوا بهذا نموذج البطولة العظيم في ذلك الحين بالدفاع عن المدينة.

كما أن الهمجية والوحشية التي لا تخطر ببال أحد ولم يشهدها العالم حتى ذلك الحين بعد أن تم ارتكابها ضد الأهالي الأذربيجانيين من قبل قوات الاحتلال الأرمينية الروسية المتحدة وجدت تعابيرها بُعيد الحادث في صفحات كبريات وسائل الإعلام العالمية.

و نشر في جريدة “لوموند” الفرنسية في عددها الصادر في 14 مارس عام 1992م أن “الصحفيين الأجانب الذين زاروا أغدام شاهدوا بين جثث النساء والأطفال المقتولين في خوجالي 3 جثث مسلوخة جلود الرأس والأظافر وهذه ليست بدعاية عن جانب الأذربيجانيين بل هي واقعية حقيقية.”

حتى أن الصحافة الروسية نشرت مقالات منها جريدة “ازفيستيا” التي نشرت معلومات على لسان الضابط الروسي في عددها الصادر في 13 مارس عام 1992م: “الرائد ليونيد كرافيتس: الذي قال: لقد شاهدت على التل نحو 100 جثة بعينيّ وما كان رأس لصبي. وكانت هناك في كل مكان جثث للنساء والأطفال والشيوخ الذين كانوا مقتولين بهمجية خاصة.” كما أن معطيات مركز “ميموريال” الروسي للقانون والدفاع تدل على الوحشيات المرتكبة في خوجالي بوقائع تقول بصراحة أن مدينة أغدام القريبة أحضِرتها جثث 200 مقتول أذربيجاني خلال مدة 4 أيام عقب حصول الإبادة الجماعية فضلا عن اكتشاف وقائع تعرض عشرات من الجثث للتعذيب والتشويه. وتم إخضاع 181 جثة لفحص الطب الشرعي وبما فيه 130 مرء و51 امرأة و13 طفلا. وكشف الطب الشرعي عن مقتل 151 منهم بالرصاص و20 آخر بشظايا و10 أشخاص منهم بالضرب بأدوات غير حادة.

وكانت جريدة “فاينانشال تايمز” الإنكليزية تكتب في مقال حول وجود الأرمن في صفوف الجيش الروسي في عددها الصادر في 14 مارس عام 1992م أن “الجنرال بولياكوف ابلغ أن 103 جنديا من مختلف الرتب الذين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في الفوج الـ 399 قد بقوا في قراباغ الجبلي بعد سحب الفوج من الإقليم.”

وخلال هذا العدوان المسلح تم القضاء على بعض من المحتجزين الأذربيجانيين أسراء ورهائن في أراضي قراباغ الجبلي وسائر الأراضي المحتلة الأذربيجانية وكذلك في أرمينيا عبر ممارسة التعذيب عليهم وأصبح كثير من معاقين أيضا.

وكشف التحقيق عن وجود مركبات جريمة الإبادة الجماعية المقضي عليها في المادة الـ 103 من القانون الجنائي لجمهورية أذربيجان وكذلك في اتفاقية منع جرائم الإبادة الجماعية ومعابتها” الصادر في 9 ديسمبر عام 1948م عن الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في هذا العمل الذي اقترفت به قوات الاحتلال الأرميني بمشاركة جنود الفوج الـ 366 للاتحاد السوفييتي المرابط في خانكندي.

وصدرت صكوك شرعية لمعاقبة قضائية بحق 38 شخصا تم إثبات مشاركتهم في عملية الإبادة الجماعية في خوجالي من افراد الفوج الـ 366 وسائر الأشخاص المورطين وفقا لما ينص عليه القانون الجنائي الأذربيجاني مقابل جريمة الإبادة الجماعية من المادة الـ 103 وكذلك المادة الـ 107 التي تنص على ترحيل الأهالي او تعريضهم للإخلاء القسري من القانون الجنائي الذي ينص على المسؤولية القضائية على جرائم الحرب وضد السلام والإنسانية والمادة الـ 113 التي تنص على معاقبة التعذيب والـ 115.4 التي تنص على خرق قوانين وعرف الحرب وأحيلوا إلى الشرطة الدولية بطلب توقيفهم .

وتم استنطاق 2213 شخص من شهود عيان ومتضررين بشأن مجزرة خوجالي خلال التحقيق الشامل مع تنفيذ أكثر من 800 من فحوص الطب الشرعي. ووجهت إلى النيابات العامة لدى روسيا واوزبكستان وكازاخستان طلبات بتقديم المساعدات القانونية بشأن جلب قوائم أفراد الفوج الـ 366 من القتلى والجرحى واستيلاء الأرمن على العتاد الحربي وسائر الأسلحة التابعة لذلك الفوج او تسليمها إليهم وكذلك استهداف المناطق السكنية الأذربيجانية من قبل العتاد الحربي الخاص بالفوج الـ 366 وغيرها من القضايا الخاصة بهذا الصدد .

وتواصل عمليات الاستنطاق والتحقيق بشأن جمع المواد الأخرى التي تثبت مشاركة الرائد سيران اوهانيان الذي كان قائد الكتيبة الـ 2 التابعة للفوج الـ 366 المشارك في مجزرة خوجالي والذي تولى منصب وزير الدفاع في جمهورية أرمينيا إلى عام 2016م الماضي وكذلك بحق يفكيني نابوكيخين الذي تولى قيادة الكتيبة الـ 3 للفوج الـ 366 المذكور وغيرهما في ارتكاب مجزرة خوجالي وجلبهم إلى المعاقبة القضائية بصفة أشخاص متهمين بارتكاب الجرائم المنصوص عليها في المواد المناسبة من القانون الجنائي الأذربيجاني وكذلك تحديد سائر الذين ارتكبوا او شاركوا او تورطوا في إبادة الأسراء والرهائن والمحتجزين عبر سوء المعاملة وممارسة التعذيب عليهم وكذلك بتهم الاقتراف بمجازر صغيرة لدى المناطق السكنية القريبة من خوجالي خاصة في ميشالي وقراداغلي وباغانيس ايريم وغيرها ونظرائهم الذين ساندوا وساعدوا في ارتكاب الجرائم الكبرى خلال عمليات ترحيل الأهالي الأصليين من الشعب الأذربيجاني من أماكن أقامتهم قانونيا وإخلاؤهم القسري عن مسقط رؤوسهم الأصلية ونفيهم.

زر الذهاب إلى الأعلى