أكثر من نصف نخيل العالم في خطر
يواجه أكثر من ألف نوع من النخيل حول العالم خطر الانقراض، بحسب دراسة حديثة.
واستعان باحثون بالذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر التي يتعرض لها النخيل بأنواعه المختلفة.
وكشفت البيانات بصورة أوضح عن كمية أشجار النخيل المعرّضة للتهديد وأنواعها.
وتقول سيدوني بيلوت، الباحثة في الحدائق النباتية الملكية في لندن: “نحتاج إلى عمل كل ما في وسعنا لحماية التنوع البيولوجي، وهذا يشمل أكثر من ألف نوع من النخيل الذي نعلم أنه عُرضة للخطر”.
وتضيف بيلوت أنه كانت هناك حاجة لاتخاذ خطوة على صعيد حماية تلك النباتات وجمْع المزيد من البيانات عنها.
وتلفت الباحثة إلى أنه لا يمكن القيام بذلك دون مساعدة البشر الذين يعيشون في محيط تلك النباتات ومَن يستفيدون من منتجات النخيل يوميا.
ويمكن الاستفادة من أشجار النخيل بأوجه عديدة، فهي مصدر لمحاصيل أساسية كجوز الهند وزيت النخيل والتمور، فضلا عن أن منتجاتها تساهم في صناعة الأثاث والمطاط والحبال.
ويبدي الباحثون قلقهم أكثر بشأن انقراض أنواع النخيل الأقلّ شهرة، ويقولون إن تلك الأنواع من النخيل لا تقدّر بثمن في أعين السكان المحليين، لكنها قد تنقرض من الوجود حتى من قبل أن يقف الإنسان على كل طاقاتها الكامنة.
وتستغرق العمليات الرسمية لتقييم مخاطر الانقراض وقتا طويلا وتكلفة باهظة، ومن ثم عمد فريق البحث في الحدائق النباتية الملكية بلندن إلى استخدام تقنية التعلّم الآلي كوسيلة بحثية.
وتشير البيانات التي جمعها الفريق إلى أن أكثر من ألف نوع – حوالي 50 في المئة من نباتات النخيل مهددة بالانقراض.
ويقول ستيفن باخمان، المسؤول عن الفريق البحثي: “في ضوء تلك البيانات، يمكننا المساعدة بتقديم نشاط الحفاظ على تلك الأنواع النباتية المهددة كأولوية، مع التركيز على البلاد التي تعدّ الخطورة فيها أكبر من غيرها”.
وحدّد الفريق البحثي عددا من تلك البلاد هي: مدغشقر، غينيا الجديدة، الفلبين، هاواي، بورنيو، جامايكا، فيتنام، فانواتو، كاليدونيا الجديدة وسولاوسي – في طليعة البلاد التي يحتاج النخيل فيها إلى حماية من الانقراض.
ويعدّ النخيل من أهم النباتات في المناطق المدارية، وهو الأكثر فائدة على الإطلاق، بحسب ما يرى الباحث رودريغو كامارا-ليريت من جامعة زيوريخ.
ومن الناحية الاقتصادية، يتقدم النخيل معظم النباتات؛ حيث يستفيد منه ملايين البشر حول العالم.
ويوفر النخيل مواد تُستخدم في بناء المنازل، كما يوفر وسائل وأدوات، فضلا عن كونه مصدرا للغذاء والدواء للمئات من المجتمعات التي تستوطن المناطق المدارية.
وبحسب البحث، المنشور في دورية نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن، يواجه ما لا يقل عن 185 نوعا من النخيل في 92 منطقة حول العالم تهديدا، وهو ما يؤكد الحاجة إلى حماية تلك النباتات النافعة.