خسرت أسواق الأسهم الخليجية خلال النصف الأول من شهر يونيو الجاري نحو 267 مليار دولار من قيمتها الرأسمالية السوقية، وذلك بالتزامن مع الخسائر الفادحة التي تكبدتها أسواق الأسهم العالمية، نتيجة مخاوف المستثمرين من معدلات التضخم القياسية، والتي تراوحت بين 8 و10%، علاوة على رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية لكبح التضخم.
كما ادت الحرب في أوكرانيا وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للاقتصاد العالمي إلى تباطؤ النمو، واحتمال حدوث ركود عالمي، حيث دخلت معظم أسواق الأسهم العالمية بالمنطقة الحمراء بخسائر تخطت الـ 20% عن اعلى مستوياتها في عامي 2021 و2022 بما فيها مؤشر «MSCIWORLD INDEX» الذي خسر 20% عن اعلى مستوى سجله منذ بداية 2022.
وأيضا خسر مؤشر «S&P500» نحو 21% عن اعلى اقفال سجله في 3 يناير 2022، بينما مؤشر الداو جونز الصناعي «DJIA» خسر 17% عن اعلى اقفال له بتاريخ 4 يناير 2022، اما مؤشر ناسداك لأسهم التكنولوجيا «Nasdaq» فقد كانت خسائره الأكبر ب 31% عن اعلى مستوى وصل اليه في 19 نوفمبر 2021.
تماسك الأسواق الخليجية
أما البورصات الخليجية فلم تدخل بعد في مرحلة السوق الهابط، وذلك على الرغم من الخسائر الكبيرة التي لحقت بها مؤخرا نتيجة هلع المستثمرين والتخوف من مرحلة الركود التضخمي العالمي المتوقعة في عامي 2022 و2023 وارتفاع أسعار الفائدة، وبالتالي كلفة الاقتراض للشركات مما يضغط على أدائها المالي ومشاريعها المستقبلية ونموها.
وعلى الرغم من هذه المؤشرات السلبية، إلا ان أسواق الأسهم الخليجية لاتزال متماسكة حتى الآن، بالرغم من موجات الهبوط التي عصفت بها منذ اقل من شهر وهلع المستثمرين وارتباطها بشكل اكبر مع أداء أسواق الأسهم العالمية وتفاعلها مع التطورات الاقتصادية والجيوسياسية.
وتستمد الأسواق الخليجية، وبخاصة بورصة الكويت، الدعم الأساسي بالمدى القصير والمتوسط، من ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية وتماسكها فوق 100 دولار للبرميل، مما يسرع معدلات النمو الاقتصادي في دول الخليج العربي ويدعم ميزانياتها والتي تتجه بمعظمها الى تسجيل فائض مالي كبير في عام 2022.
وكذلك النتائج المالية القوية للشركات المدرجة ونموها المرتفع (+50%) بدعم من شركات النفط والبتروكيماويات والبنوك التي تستفيد من ارتفاع أسعار النفط وأسعار الفائدة على التوالي في تعزيز إيراداتها وارباحها حيث تشكل اكثر من 80% من القيمة الرأسمالية السوقية لأسواق الأسهم الخليجية.
خسائر يونيو
وبالعودة إلى الخسائر الخليجية خلال النصف الأول من شهر يونيو الجاري، فقد خسر مؤشر تداول لسوق الأسهم السعودية 13.33% عن اعلى مستوى سجله منذ بداية السنة الحالية (8 مايو 2022) منها 7.3% في النصف الأول من شهر يونيو ليخسر السوق 259 مليار دولار منذ بداية شهر يونيو 2022 وخسارة 317 مليار دولار عن اعلى مستوى سجلته القيمة الرأسمالية السوقية لتداول في 9 مايو 2022.
اما بورصة قطر فقد خسر مؤشرها 12.89% عن اعلى اغلاق له في عام 2022 وخسرت البورصة القطرية 6 مليارات دولار في النصف الأول من شهر يونيو 2022.
وكذلك بورصة الكويت فقد خسر مؤشر السوق العام 12.52% عن اعلى اغلاق سجله في 5 مايو 2022 بينما منذ بداية شهر يونيو 2022 فقد خسر 5.4% وخسرت القيمة الرأسمالية السوقية 7.5 مليارات دولار لتسجل 150 مليار دولار.
اما أسواق الأسهم في الامارات فكانت خسائرها الأقل حيث خسر مؤشر سوق دبي المالي 10.7% عن اعلى مستواه منذ بداية السنة وخسر مؤشر سوق ابوظبي للأوراق المالية 5.72% عن اعلى اقفال له في عام 2022.