حدد البحث الذي قاده علماء الحفريات في جامعة ساوثهامبتون بقايا أحد أكبر “صيادي الأرض” في أوروبا على الإطلاق.
وقال طالب الدكتوراه كريس باركر، الذي قاد الدراسة: “كان هذا حيوانا ضخما، تجاوز طوله 10 أمتار، وبناء على بعض الأبعاد، ربما يمثل أكبر ديناصور مفترس تم العثور عليه في أوروبا”، مضيفا، “أنه لأمر مخز أنه لا يُعرف إلا من خلال هذه المواد الشحيحة”، وفقا لمجلة “peerj” العلمية.
وتعتبر جزيرة وايت، على الساحل الجنوبي لإنجلترا، موطن الاكتشافات الجديدة لهذا الكائن، الذي ينتمي إلى مجموعة من الديناصورات المفترسة ذات الأرجل، وذات وجه التمساح المعروفة باسم السبينوصورات. ويأتي هذا الاكتشاف بعد جهود سابقة بذلت من قبل فريق جامعة ساوثهامبتون على هذه المجموعة من الديناصورات، حيث قام الفريق بالإعلان عن اكتشاف نوعين جديدين في عام 2021.
وأطلق عليه اسم “سبينوصوريد الصخرة البيضاء”، نسبة إلى الطبقة الجيولوجية التي وُجد فيها، وهو كان مفترس ذا أبعاد مثيرة للإعجاب.
وقال المؤلف المشارك دارين نايش: “يدعم هذا الحيوان الجديد حجتنا السابقة، التي نُشرت العام الماضي، بأن الديناصورات السبينوصورية نشأت وتنوعت في أوروبا الغربية قبل أن تصبح أكثر انتشارا”.
فيما أشار المؤلف المشارك جيريمي لوكوود، طالب دكتوراه في جامعة بورتسموث ومتحف التاريخ الطبيعي: “تم العثور على معظم هذه الحفريات المذهلة من قبل نيك تشيس، أحد أمهر “صيادي” الديناصورات في بريطانيا، والذي توفي للأسف قبل وباء كوفيد”.
وأضاف لوكوود، “كنت أبحث عن بقايا هذا الديناصور مع نيك ووجدت كتلة من الحوض بها أنفاق، كل منها بحجم إصبعي السبابة. نعتقد أنها نتجت عن تآكل العظام من قبل نوع من (حشرة) خنفساء القمامة. إنها فكرة مثيرة للاهتمام أن هذا القاتل العملاق انتهى به الأمر ليصبح وجبة لمجموعة من الحشرات العملاقة”.
ويأمل الباحثون في توليد أجزاء رقيقة من المادة للنظر في الخصائص الداخلية المجهرية للعظام في المستقبل القريب، والتي قد توفر معلومات حول معدل نموها والعمر المحتمل.