Featuredمقالات

نافذة على الفن التشكيلي..«الفنان الصغير».. و«الجميلة»

بقلم الناقدة التشكيلية: د.ريهام الرغيب

الفنان الصغير.. اسم لبرنامج لاقى استحسان العديد من متابعيه.. هي تلك الساعة التي ينتظرها الأطفال بشغف ليتعلموا آخر صيحات الفن والابتكارات والمفاجآت بمفهومهم الفني البسيط. فقد كان الفنان يعد ويقدم البرنامج أسبوعيا، يعلم الأطفال طرق الطباعة بالممحاة والتصميمات الشعبية الكويتية الأصيلة كرسم الثوب والبخنق، وهو عبارة عن الزي الرسمي القديم للفتيات، وتعليمهم أيضا كيفية صقل موهبتهم، وكيفية خط حروف لغة الضاد. ويرعى البرنامج المواهب الفنية للأطفال ويتولى توجيههم وعروض رسوماتهم منذ عام 1977، وترك الفنان الصغير أثرا لايزال مغروسا في قلوب ذاك الجيل وتشوقهم للحظة عرضه لكي يتعلموا الأفكار والإبداعات البسيطة وطريقة تنفيذها بمنتهى البراءة.

لوحة الجميلة.. عبارة عن فتاة ناعمة كأنها البدر في طلتها، جالسة في لقطة بمنتهى الشاعرية في قمة الخجل والدلع، تجلس منحنية الرأس إلى الجانب الأيمن بطريقة مقصودة، وشعرها الكستنائي المنتفش ذو إحساس غزير بحركة دائرية.

اكتسب الأسود ذاتية في العمل الفني، والحرفية في اللعب به وكثافته، تارة نرى اللون الأسود المخملي القاتم شديد السواد، فحمي الإحساس، وتارة بإحساس الشفافية الخفيفة. رداء الفتاة رمادي فاتح نقطت عليه بقع سوداء مرتبة، وخطوط ناعمة أفقية وكذلك ساقاها يغطيهما نفس التكنيك الموجود في الجزء العلوي للرداء. وفي الجهة اليسرى أعلى اللوحة بعض الخدوش العشوائية غير المرتبة، ولون شعر الفتاة الكستنائي الذهبي، والأحمر المتوهج في شفتي الجميلة كسر القواعد في إحساس وجداني عال.

نلاحظ الخط المائل في العمل بدايته عند قمة رأس الفتاة، حيث بداية خط مفرق الشعر وهو مكتمل الإحساس مع نصف وجه الفتاة، ويتواصل إلى خط ثدي الفتاة في المنتصف متوازيا مع الخط الخارجي لشعر الفتاة من الجانب الأيسر منتهيا عند ملامسته لركبة الفتاة، وخط الساقين الأفقي، كما نلاحظ البناء الراسخ الهرمي المائل إلى الناحية اليمنى من العمل الفني الذي قمته رأس الفتاة أضفى ثقلا على البناء الفني للجميلة، إضافة إلى تدخلات المحاور المنحنية بجسد الفتاة داخل تكوين جسد الفتاة.ونلاحظ ذلك الخط الخارجي على شكل مثلث يحدد جسد الفتاة في وضعها الجالس، راسما المعادل البصري لفكرة الصفاء. ونلاحظ مركز التكوين متلامسا مع الخط الفاصل بين ثديي الفتاة، فلوحة الجميلة ذات إحساس خجول، وخطوط معبرة في بساطة أنثوية.. رسمها الفنان في حالة معينة.. معطيا الإحساس بكتلة الجسد والملمس، فالبناء الفني للوحة فيه محور هرمي رئيسي، تشكلت داخله انحناءات أنثوية جسدت تفاصيل «جميلة» الفنان محمد الفارسي.

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى