طاجيكستان في عهد الاستقلال .. تخطيط رشيد
بقلم : عميد السلك الديبلوماسي سفير طاجيكستان الدكتور زبيد الله زبيدوف
المتابع لتاريخ وتطور طاجيكستان المستقلة يجد أن تقدمها وإنجازاتها قد تحققت كنتاج طبيعي للتخطيط الرشيد، وتحديد الشكل السياسي للدولة واستعادة سيادة القانون في جميع جوانب الحياة العامة، فضلا عن العلاقة المميزة بين الحكومة والشعب من منطلق إيمان مطلق بفكر وكلمات الزعيم إمام علي رحمان الذي قال إن حرية الإنسان هي التي تحدد نوع ومضمون السيادة الوطنية وسيادة الدولة
لقد مر أقل من 30 عامًا على استقلال جمهورية طاجيكستان، ولكن هذه الفترة التاريخية القصيرة شهدت اعتماد الدستور وانتخاب الرئيس، وتأسيس برلمان، واستعادة السلام والوحدة الوطنية، وإعادة توحيد الشعب المنكوب، وعرفت المجتمع الدولي ببلد شاب يسعى لكسب دور بناء على الساحة الدولية على أساس تاريخ عريض وثقافة سلمية وانسانية شعب حر.
في البدايات كانت صورة طاجيكستان كدولة مثيرة للجدل بين القوى الإقليمية والعالمية تواجه حالة من الهرج والمرج السياسي والأزمة الاجتماعية والاقتصادية العميقة ، إلا إن التخطيط الرشيد هو ما أدى إلى الارتفاع التدريجي لمكانة طاجيكستان الدولية، كما لعبت الأعمال النبيلة والمبادرات الرائدة لزعيم الأمة إمام علي رحمان دورًا رئيسيًا في تحسين الصورة ،فلقد أعلن في 29 سبتمبر 1993 من منصة الأمم المتحدة نظرة طاجيكستان السلمية وميلها للتعاون مع كل بلدان العالم من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية وتبادل المنفعة وبالفعل انضمت طاجيكستان الى المنظمات الدولية، و أقامت حتى الآن علاقات دبلوماسية مع حوالي 200 دولة تلعب دورا مهما في تمثيل وحماية المصالح الوطنية.
لقد راهن الكثيرون من أعداء بلادنا على استمرار حالة الفوضى والانهيار الاقتصادي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي لعقود ولكن طاجيكستان تحت قيادة زعيم شاب وحكيم اتخذت خطوات تنموية استراتيجية تلبي الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الوطنية كان أبرزها ضمان استقلال الطاقة، والخروج من مأزق المواصلات وأخيرا ضمان الأمن الغذائي وإعطاء الأهمية للتصنيع وترميم مرافق الإنتاج.
وبتحقيق تلك الاهداف أصبحت طاجيكستان اليوم بلد سريع النمو ومبتكر في التعامل مع القضايا العالمية الملحة، وأصبحت منبرا للمفاوضات والندوات والمؤتمرات العالمية ومكاناً للأحداث الرياضية ووجهة سياحية لسكان المنطقة والعالم وهذا بفضل الجهود الملموسة لزعيم الأمة فخامة إمام علي رحمان. بفضل سياستها الخارجية المنفتحة والبناءة تنمو صورة طاجيكستان بثبات كشريك مهم وموثوق به في مجال توفير الأمن العالمي والتنمية المستدامة في المنطقة.
ولقد حازت دوشنبيه على جائزة “مدينة السلام” مرتين – في عام 2004 من قبل اليونسكو وفي عام 2016 من قبل مؤسسة طريق الحرير، كما أعلن خبراء المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) طاجيكستان أكثر البلدان أمانًا في آسيا الوسطى في عام 2017 ، وانضمت مدينة دوشنبيه في قائمة أفضل 10 مدن الأكثر أمانًا في العالم ، وتم اختيار مدينة دوشنبيه عاصمة السياحة لدول منظمة التعاون الاقتصادي للفترة 2020-2021 .