سفير فيتنام: الكويت شريك مهم لآسيان

أكد سفير جمهورية فيتنام الاشتراكية لدى البلاد، الدكتور دوك ثانغ نغوين، أن دولة الكويت تمثل شريكاً مهماً لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، مشيداً بانضمامها الرسمي إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا (TAC) عام 2023، باعتبارها خطوة استراتيجية فتحت آفاقاً واسعة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات متعددة، من التجارة والاستثمار، إلى الأمن الغذائي والطاقة، مروراً بالتبادل الثقافي وتطوير السياحة.
وأوضح السفير نغوين، في تصريح صحافي بمناسبة احتفال آسيان بمرور 58 عاما على تأسيسها، أن العلاقات بين الكويت ودول آسيان شهدت تطوراً لافتاً خلال السنوات الماضية، خصوصاً في ظل الأدوار المتنامية للكويت في تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي، مؤكداً أن الرئاسة الحالية للكويت لمجلس التعاون الخليجي تشكّل فرصة ثمينة لتقوية الجسور بين المجلس وآسيان، في ضوء خطة العمل المشتركة للفترة 2025–2030، التي أُقرت في القمة الثانية بين الجانبين في كوالالمبور في مايو الماضي.
وعن المناسبة، قال نغوين إن يوم 8 أغسطس 2025، يوافق الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاق هذه المنظمة الإقليمية الديناميكية، التي تجمع عشر دول من جنوب شرق آسيا ضمن مجتمع يتجاوز 680 مليون نسمة.
وأوضح أن رؤية وهوية «آسيان» قد ترسخت وأصبحت معترفاً بها على نطاق واسع، ليس فقط في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بل أيضاً في منطقة الخليج.
وقال إن هوية آسيان لا تقتصر على الرموز المشتركة مثل العلم والنشيد والعادات، بل تتجلى بشكل جوهري في المشاركة الفاعلة في المحافل والآليات الإقليمية والدولية التي أرستها المنظمة، والتي تشارك فيها القوى الكبرى في العالم، من خلال روح التماسك والتوافق، والتطلّع إلى التنمية السلمية والاستقرار والازدهار والديناميكية الدائمة على مدار العقود الماضية.
وأضاف: «من خمس دول مؤسسة، نمت الرابطة لتضم عشر دول أعضاء، وتستعد حاليا لاستقبال تيمور الشرقية كعضو حادي عشر، وهو دليل حي على جاذبية واستدامة آسيان»، مشيراً إلى أن الأداء الاقتصادي للرابطة كان إيجابياً رغم التحديات، حيث تُعد اليوم خامس أكبر اقتصاد في العالم. ووفقاً لتقديرات بنك التنمية الآسيوي، من المتوقع أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لآسيان 5 في المئة في عام 2024، ويستقر عند هذه النسبة تقريبًا في 2025.
ركيزة فاعلة
وتابع السفير نغوين أن فيتنام، منذ انضمامها إلى آسيان في عام 1995، كانت عضواً نشطاً في مختلف الأنشطة والمجالات، وأسهمت بدور محوري وبارز خلال توليها رئاسة المنظمة في أعوام 1998 و2010 و2020، مما جعلها دعامة أساسية داخل التكتل.
وأشار إلى أن سفارة فيتنام في الكويت، بصفتها الرئيس الحالي للجنة آسيان في الكويت، تنفذ حالياً العديد من المبادرات والأنشطة الهادفة إلى تعزيز صورة مجتمع آسيان بشكل عام، وتوطيد علاقات الصداقة بين الكويت ودول آسيان كافة.
وقال إن التضامن داخل التكتل هو الأساس الذي مكّن آسيان من تجاوز التحديات والصعوبات، والحفاظ على الاستقرار والتعاون الإقليمي لنحو ستة عقود، وهي الروح التي نص عليها إعلان بانكوك في 8 أغسطس 1967 عند تأسيس الرابطة، والذي دعا إلى السلام والازدهار المستدام للأجيال القادمة.
الراي