رحلة لا تُنسى إلى باكو.. العاصمة التي جمعت بين سحر الشرق وحداثة الغرب

في رحلة مليئة بالمغامرات والذكريات، انطلقت برفقة أصدقائي إلى العاصمة الأذرية باكو، تلك المدينة التي تأسر الزائر بسحرها الفريد بين طابعها الأوروبي الحديث وروحها الشرقية الأصيلة. ما إن وطأت أقدامنا مطار حيدر علييف الدولي حتى شعرنا بحسن الضيافة الأذربيجانية.
بدأنا رحلتنا في البلدة القديمة (إتشري شهر)، حيث الأزقة الضيقة والمباني التاريخية وسور المدينة القديم، ولا يمكن أن ننسى زيارتنا لبرج العذراء، أحد أقدم المعالم في المدينة، والذي صعدنا إلى قمته لنشاهد منظرًا بانوراميًا مذهلًا لباكو وخليجها الهادئ.
واصلنا جولتنا إلى كورنيش باكو، حيث قضينا وقتًا ممتعًا على الواجهة البحرية، وتمشينا وسط الحدائق الخضراء والنوافير الراقصة، بينما كانت نسمات بحر قزوين تضفي على الأجواء طابعًا من الانتعاش.
أما أكثر ما أبهرنا فكان مركز حيدر علييف، بتصميمه المعماري المنحني الفريد من نوعه، حيث أمضينا وقتًا في استكشاف معارضه الثقافية والفنية، والتقطنا صورًا لا تُعد أمام المبنى الذي تحوّل إلى رمز فني عالمي.
وفي المساء، استمتعنا بجمال شعلة باكو، الأبراج الثلاثة التي تضيء المدينة بألوان اللهب وتعبّر عن روحها المتجددة. جلسنا في أحد المقاهي المطلة على المدينة، وتشاركنا الحديث والضحك مع مشاهد الغروب الساحرة.
أجمل ما في الرحلة كان روح الصداقة التي جمعتنا في كل لحظة، حيث اختلطت ضحكاتنا بنكهة المأكولات الأذرية الشهية، من كباب القازان إلى خبز التندور، واكتشفنا كم أن السفر مع الأصدقاء يصنع ذكريات لا تمحى.
باكو لم تكن مجرد وجهة سياحية، بل تجربة ثقافية وإنسانية تركت في قلوبنا أثرًا عميقًا، وها نحن نخطط لزيارتها من جديد، لأن الأماكن الجميلة لا تُزار مرة واحدة فقط.