تشغيل أول “مصنع ذكي” صيني لمعدات النفط والغاز البحري.. خطوة لتعزيز الشراكة مع دول الشرق الأوسط(صور)
أعلنت الصين عن التشغيل الكامل لأول قاعدة تصنيع ذكية لمعدات النفط والغاز البحري في البلاد يوم الأربعاء الماضي في بلدية تيانجين شمالي الصين. وأعرب مسؤولو القاعدة التابعة للشركة الصينية لهندسة النفط البحري عن تطلعهم إلى تعزيز التعاون مع شركات النفط والغاز في دول الشرق الأوسط.
أفادت الشركة الصينية لهندسة النفط البحري التابعة للشركة الوطنية الصينية للنفط البحري، أن هذه القاعدة تغطي مساحة 575 ألف متر مربع، وبنيت على طول ساحل بحر بوهاي، وتركز على إنتاج منصات النفط والغاز البحري والمنتجات البحرية الراقية مثل وحدات الغاز الطبيعي المسال.
وتتكون القاعدة من أربع ورش إنتاج ذكية، وثمانية مراكز ثانوية للإنتاج، و16 محطة تجميع نهائية ومرافق أساسية مثل أرصفة تسهيل نقل المنتجات عبر السفن الكبيرة، بالإضافة إلى أكثر من 600 آلة إنتاج ذكية.
جدير بالذكر أن قاعدة تيانجين للتصنيع الذكي التابعة للشركة الصينية لهندسة النفط البحري اجتازت في سبتمبر 2023 فحصا صارما من قبل شركة أرامكو السعودية، مما يجعلها مؤهلة لتنفيذ مشاريع أرامكو، والمشاركة في تقديم عطاءات مشاريعها.
على مدار سنوات ماضية، عززت الشركة الصينية لهندسة النفط البحري حضورها في سوق الشرق الأوسط، ووطدت علاقاتها مع شركة أرامكو السعودية وغيرها من شركات النفط في دول المنطقة، ما ساهم في حصولها على عدد من المشاريع الهامة من السعودية وقطر.
بالمقارنة مع عملية التصنيع التقليدية، تتيح منصة التصنيع الذكية في منشأة تيانجين التابعة للشركة تنفيذ عمليات متعددة، مثل استرجاع المواد ولف الأنابيب وقطعها والثني الهيدروليكي بنقرة واحدة.
وفي هذا السياق قال وانغ لي، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في فرع تيانجين من الشركة الصينية لهندسة النفط البحري، إن معدات النفط والغاز البحري متنوعة للغاية، وكان إنتاجها يتضمن عمليات تصنيع معقدة، ومتطلبات مخصصة وغير قياسية. لذلك، اختارت الشركة تطوير منصة إدارة التصنيع الذكي لتحقيق الإنتاج الذكي في ظل ظروف معقدة. وأضاف أن المزيد من عمليات التصنيع تعتمد على المعدات، بينما يقتصر دور العمال على بعض التعديلات النهائية.
بنيت القاعدة على مرحلتين، حيث دخلت المرحلة الأولى من المشروع حيز التشغيل في يونيو 2022، وسلمت 35 منصة نفط وغاز بحري إلى بعض الدول، بوزن إجمالي يتجاوز 87 ألف طن. وفي المرحلة الثانية من هذا المشروع، أضيفت ثماني محطات تجميع نهائية وخط إنتاج ذكي للأنابيب، وزادت سعة الأرصفة.
وقال وانغ “ارتفعت كفاءة الإنتاج التي حققها الخط الذكي لإنتاج الأنابيب بنحو 20 بالمائة مقارنة بما كان ممكنا في المرحلة الأولى، وتضاعفت الطاقة الإنتاجية الكلية للمصنع من خلال التصنيع الذكي الرقمي والإدارة الدقيقة”.
وفي أغسطس الماضي، تم الانتهاء من أعمال بناء منصة تجميع ونقل النفط والغاز لشركة أرامكو السعودية، والتي تم بناؤها من قبل شركة هندسة النفط البحري (تشينغداو) المحدودة التابعة للشركة الوطنية الصينية للنفط البحري، وتم تسليمها في مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين.
وتعد المنصة من أكبر المنصات البحرية للنفط والغاز في العالم من حيث قدرات التجميع والنقل. وستستخدم المنصة بشكل أساسي لتجميع ونقل النفط والغاز المستخرج من البحر إلى الأرض لمعالجته. ويمكنها جمع ونقل 24 مليون طن من النفط الخام و7.4 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب كل عام.
وباعتبارها أول شركة صينية يتم إدراجها في القائمة المختصرة للاتفاقيات طويلة الأجل لتطوير المشاريع في قطاعي النفط والغاز البحريين لشركة أرامكو السعودية، فإن مشروع المنصة هو أول مشروع لشركة أرامكو السعودية تنفذه شركة هندسة النفط البحري المحدودة باعتبارها المقاول العام.
تجاوز إنتاج النفط الخام البحري للصين 62 مليون طن في عام 2023، بزيادة 3.4 بالمائة على أساس سنوي، وهو ما يمثل نحو 70 في المائة من إجمالي زيادة إنتاج الصين من النفط الخام في العام الماضي.
(شينخوا)