بدعوة رسمية..رئيس الوزراء فام مينه تشينه يغادر فيتنام لزيارة الإمارات وقطر والسعودية
غادر رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه وزوجته ووفد رفيع المستوى من فيتنام صباح يوم 27 أكتوبر هانوي لزيارة الإمارات العربية المتحدة وقطر وحضور النسخة الثامنة من مبادرة الاستثمار المستقبلي ورحلة عمل إلى المملكة العربية السعودية، من 27 أكتوبر إلى 1 نوفمبر.
تتم هذه الرحلات بدعوة من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني وولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان.
وتعتبر هذه الزيارات أول زيارات رسمية إلى الإمارات العربية المتحدة وقطر من قبل رئيس وزراء فيتنامي على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وأول زيارة على الإطلاق إلى المملكة العربية السعودية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
هذه هي أيضًا المرة الأولى التي تتم فيها دعوة رئيس الوزراء كضيف رئيسي والزعيم الكبير الوحيد في آسيا للتحدث في مبادرة الاستثمار المستقبلي. إذ تعتبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر شركاء مهمين وطويلي الأمد وشاملين لفيتنام في مجموعة متنوعة من المجالات في الشرق الأوسط، في حين تنظر الدول الثلاث أيضًا إلى فيتنام كشريك مهم رائد في جنوب شرق آسيا، مع إعطاء أهمية للعلاقات مع فيتنام في سياسة “التطلع شرقًا”.
وكانت العلاقات في الآونة الأخيرة، بين فيتنام والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر تنمو بشكل جيد، وحصلت على العديد من النتائج الجوهرية، مع تنسيقها الوثيق بشكل متزايد والدعم المتبادل في المنتديات المتعددة الأطراف.
تمثل الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق تصدير لفيتنام في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية في العام الماضي 4.7 مليار دولار أمريكي، ففي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، ارتفعت صادرات فيتنام إلى الإمارات العربية المتحدة بنسبة 51٪ على أساس سنوي إلى 3.37 مليار دولار أمريكي. ويتفاوض البلدان على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة (CEPA)، بهدف الانتهاء من المفاوضات خلال زيارة رئيس الوزراء.
واعتبارًا من يونيو 2024، كان لدى الإمارات العربية المتحدة 41 مشروعًا بقيمة 71.6 مليون دولار أمريكي في فيتنام، وكان هناك ما يقرب من 3000 عامل فيتنامي في الإمارات العربية المتحدة. وتتقاسم الدولتان وعيًا مشتركًا بأهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة قريبًا، بما يتناسب مع الإمكانات والحجم الاقتصادي وتوقعات الجانبين.
وتأتي المملكة العربية السعودية كثالث أكبر شريك تجاري لفيتنام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية 2.68 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وتهتم المجموعات الاقتصادية الكبرى من المملكة العربية السعودية بشكل متزايد بفيتنام، وهناك حوالي 4000 عامل فيتنامي في البلاد.
وفي الوقت نفسه، تمنح قطر، بإمكانياتها القوية في مجال الطاقة والتمويل، فرصًا اقتصادية واستثمارية كبيرة لفيتنام. بلغ حجم التجارة الثنائية 497.2 مليون دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة 32٪ على أساس سنوي. وتعمل هيئة الاستثمار القطرية بنشاط على دراسة وتسريع مشاريع الاستثمار، وخاصة في مجالات العقارات والصناعة في فيتنام. كما تم إحراز تقدم ملحوظ في التعاون في مجال التعليم والعمل.
ومن المتوقع أن توفر زيارات رئيس الوزراء تشينه زخمًا جديدًا لمجالات التعاون التقليدية، وتخلق اختراقات جديدة في تعزيز المجالات المحتملة، وبناء ثقة سياسية راسخة لتمهيد الطريق لمرحلة جديدة من التعاون بين فيتنام والدول الثلاث وكذلك المنطقة بأكملها.
وتعد هذه الزيارات خطوة عملية في تنفيذ السياسة الخارجية المعتمدة في المؤتمر الوطني الثالث عشر للحزب، وسياسة التعددية والتنويع والتكامل الدولي الاستباقي والنشط، حيث تُعطى الأولوية لتنويع الأسواق والشركاء وسلاسل التوريد كوسيلة لمواصلة تعزيز البيئة السلمية والتعاونية، وتعظيم جذب الموارد للتنمية الوطنية.
خلال هذه الزيارات، سيجري رئيس الوزراء تشينه محادثات واجتماعات مع جميع كبار القادة وممثلي صناديق الاستثمار والشركات الكبرى في البلدان الثلاثة في محاولة لتعزيز العلاقات بطريقة أكثر شمولاً وفعالية، وخاصة في مجالات مثل فتح السوق والعمل والتعليم والثقافة والرياضة والسياحة والتبادلات التجارية والاستجابة لتغير المناخ والمجالات الناشئة مثل العلوم والتكنولوجيا والطاقة النظيفة والتحول الرقمي والابتكار وصناعة الحلال.
كما سيلقي خطابات رئيسية تنقل توجهات التنمية في فيتنام والسياسة الخارجية، ليس فقط تجاه البلدان الثلاثة ولكن أيضًا تجاه الشرق الأوسط.
تعتبر هذه الأنشطة مهمة لفيتنام والبلدان لتعزيز التفاهم المتبادل والثقة العليا والتعاون الوثيق ومرافقة بعضها البعض بشكل أوثق في رحلة التنمية لكل بلد وكذلك في الجهود المبذولة للمساهمة في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية المزدهرة في المنطقة والعالم