منغوليا

رحلة لا تُنسى: سبعة أيام مع عائلتي في منغوليا

قبل عدة أشهر، قررت أنا وعائلتي القيام برحلة استكشافية إلى إحدى الوجهات السياحية التي لم نكن نتوقع زيارتها من قبل: منغوليا. كانت فكرة السفر إلى هذا البلد الآسيوي الشاسع، الذي يحتضن مزيجاً من التاريخ العريق والطبيعة البرية الخلابة، مثيرة للغاية. على مدار سبعة أيام، قضينا أوقاتًا لا تُنسى بين تضاريسها الساحرة وأجوائها الهادئة. وهنا سأشارك تفاصيل هذه الرحلة التي ستبقى محفورة في ذاكرتنا.

اليوم الأول: الوصول إلى أولان باتور
وصلنا إلى العاصمة أولان باتور في صباح يوم مشمس، وعلى الفور لاحظنا الاختلاف الكبير في طبيعة المدينة. كانت تجمع بين الطابع الحضري الحديث وبعض من التقاليد المنغولية الأصيلة. بعد تسجيل الدخول في الفندق، بدأنا جولتنا في المدينة بزيارة دير غاندان، الذي يُعد واحدًا من أهم المراكز الدينية في البلاد. المعابد المهيبة والتماثيل الذهبية كانت تشع بهدوء روحي كبير. ثم توجهنا إلى ساحة سخباتار، القلب النابض للمدينة، حيث تأملنا تمثال البطل الوطني سخباتار وسط المدينة، محاطًا بالمباني الحكومية والمتاحف.

اليوم الثاني: رحلة إلى منتزه تيريلج الوطني

في اليوم الثاني، قررنا استكشاف الطبيعة الخلابة، فتوجهنا إلى منتزه تيريلج الوطني الذي يبعد حوالي ساعة عن العاصمة. عند وصولنا، كانت المناظر الطبيعية تأسر الأنظار؛ الجبال المهيبة، والوديان الخضراء، وتشكيلات الصخور الغريبة التي تشتهر بها الحديقة. قمنا بزيارة صخرة السلحفاة الشهيرة، ثم استمتعنا بنزهة على ظهور الخيل وسط هذه الطبيعة البكر. الأطفال كانوا في غاية السعادة بينما كنا نحن نستمتع بالهدوء الذي يميز هذا المكان الساحر.

اليوم الثالث: استكشاف وادي أورخون

بدأنا اليوم الثالث بالانطلاق نحو وادي أورخون، وهو موقع تاريخي وطبيعي مذهل، يمتد عبر عدة قرون من الحضارة. استكشفنا شلال أورخون، وهو واحد من أجمل الشلالات في منغوليا، وسط مناظر طبيعية خلابة. لقد كانت اللحظة التي جلسنا فيها بجانب الشلال، نستمتع بصوت المياه المتدفقة والهواء النقي، من أكثر اللحظات استرخاءً خلال الرحلة. بعد ذلك، زرنا أطلال مدينة كاراكورم، العاصمة القديمة للإمبراطورية المغولية، واستمتعنا بالتعرف على تاريخ المنطقة وتأمل المعالم القديمة.

اليوم الرابع: تجربة الحياة البدوية

في هذا اليوم، قررنا أن نغمر أنفسنا في التجربة الثقافية الأصيلة. انتقلنا إلى مخيم بدوي حيث أقمنا مع إحدى العائلات المنغولية التي تعيش على النمط التقليدي. تعرفنا على طريقة حياتهم في الخيام المنغولية التقليدية (الجير)، وتعلمنا كيفية إعداد بعض الأطباق المنغولية الشهيرة مثل البوز (نوع من فطائر اللحم) والشاي بالحليب. الأطفال شاركوا في رعي الأغنام والتعرف على الحيوانات المحلية. كانت هذه التجربة تعلمًا عميقًا لنا وللأطفال حول نمط الحياة البدوي وكيف يعتمد الناس على الطبيعة بشكل كامل.

اليوم الخامس: زيارة صحراء جوبي

توجهنا في اليوم الخامس نحو صحراء جوبي، وهي واحدة من أبرز الوجهات السياحية في منغوليا. بمجرد أن وطأت أقدامنا رمال الصحراء، شعرنا وكأننا ننتقل إلى عالم آخر. كانت الكثبان الرملية الهائلة تبدو وكأنها لا نهاية لها، وركوب الجمال وسط هذه الكثبان كان تجربة لا تُنسى. قضينا الوقت في اكتشاف الصحراء واستمتعنا بمشاهدة غروب الشمس الذي كان مشهدًا ساحرًا، حيث تلاقت أشعة الشمس الذهبية مع الرمال لتخلق لوحة طبيعية مذهلة.

اليوم السادس: بحيرة خوفسغول

قررنا في اليوم السادس زيارة بحيرة خوفسغول، والتي تُعد واحدة من أنقى البحيرات في العالم. الماء الصافي يعكس الجبال المحيطة، مما يخلق منظرًا طبيعيًا خلابًا. كان من المريح الجلوس على ضفاف البحيرة بينما يلعب الأطفال بجانب الماء. استمتعنا بجولة بالقارب فوق البحيرة وتعرفنا على الحياة البرية المحلية التي تضم مجموعة متنوعة من الطيور والأسماك. كما تمكنا من ممارسة رياضة الصيد والاستمتاع بوجبة لذيذة من الأسماك الطازجة.

اليوم السابع: العودة إلى أولان باتور والتسوق

في اليوم الأخير من رحلتنا، عدنا إلى أولان باتور، وخصصنا الوقت للتسوق وشراء بعض الهدايا التذكارية من الأسواق المحلية. قمنا بزيارة سوق ناران تول (المعروف أيضًا باسم السوق الأسود)، حيث اشترينا الهدايا التقليدية مثل الملابس المصنوعة من الصوف المنغولي والمنتجات اليدوية. بعد ذلك، تناولنا وجبة العشاء في أحد المطاعم التي تقدم الأطباق المنغولية التقليدية، مما أتاح لنا فرصة توديع هذه البلد الساحرة بطريقة ممتعة.

زر الذهاب إلى الأعلى