الصين

هبة عباس: “الحزام والطريق” ستحوّل الكويت إلى مركز تجاري ومالي رائد في المنطقة

*ين كه: الصين ستواصل تعميق المواءمة الاستراتيجية بين "المبادرة" و"رؤية 2035"

أكدت المستشار الفني ورئيس لجنة الاستدامة في جمعية المياه الكويتية هبة عباس أن مشاركة الكويت في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية تهدف إلى تحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي رائد في المنطقة، مشدّدة على أن “هذه الشراكة ستحقق فوائد كبيرة لأمتنا وتساهم في المشهد الاقتصادي العالمي”.

وفي حوار أجرته شبكة CGTN الأخبارية الصينية الناطقة بالعربية، معها ومع مراسل “وكالة الأنباء الصينية” (شينخوا) في الكويت ين كه، وصفت عباس التعامل مع الشركات الصينية بأنها “تجرية ايجابية للغاية، لأن هذه الشركات، تظهر كفاءة عالية واحترافية في كافة مراحل التعاون”، مدلّلة على ذلك بـ”التزام الشركات الصينية وباحترمها مواعيد التسليم النهائي لأي مشروع واحترام الجداول الزمنية، وحرصها على الالتزام بالشروط التعاقدية للمشاريع”.

أضافت: “كما أن الشركات الصينية تقدّم منتجات وخدمات بجودة عالية، ولا ننسى جانب الابتكار، حيث هناك استثمار كبير في البحث والتطوير في الصين، لذلك الشركات الصينية قادرة على توفير منتجات وخدمات مبتكرة الى السوق العالمي، أضف إلى ذلك، أن العديد من موظفي الشركات الصينية يتحدّثون اللغة العربية بطلاقة، وأخيراً وليس آخراً، المرونة في مجال التفاوض، والمرونة في الاستجابة لتغييرات السوق والطلب، وهذا الشيء لمسناه في تعاملنا مع الشركات الصينية التي ضربت نموذجاً رائعاً”.

وردّاً على سؤال عن أهم نتائج زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في سبتمبر الماضي الى الصين، قالت عبّاس: “تم خلال الزيارة توقيع 7 اتفاقيات استراتيجية بهدف التعاون بين البلدين، وهي: اتفاقية لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، واتفاقية في مجال الطاقة، خصوصاً في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة، والتي تهدف إلى تبادل الخبرات والتكنولوجيا في هذه القطاعات الحيوية، واتفاقية لتنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة تشمل تطوير الموانئ والمطارات وشبكات الطرق”، لافتة إلى أن “هذه الاتفاقية مهمة جداً للكويت وخصوصاً فيما يتعلّق بميناء مبارك الكبير حيث يعد حجر الزاوية في رؤية الكويت لمستقبل مستدام ومتنوع ومزدهر، فموقع الميناء الاستراتيجي، وتكامله مع المبادرات العالمية مثل مبادرة الحزام والطريق، ودوره في دعم النمو الاقتصادي والتنمية يجعله رصيدا حاسما للكويت”.

وتابعت عباس:” أما الاتفاقية الرابعة فهي لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار، كما ان هناك اتفاقية لتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتسهيل الإجراءات للمستثمرين من كلا البلدين، أما في مجال التعليم، فتم توقيع اتفاقية لتعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين المؤسسات التعليمية في الكويت والصين، بما في ذلك تبادل الطلاب والباحثين، وأخيراً اتفاقية لتعزيز التعاون الثقافي والفني بين البلدين من خلال تنظيم الفعاليات المشتركة وتبادل الخبرات الثقافية”.

وفيما يتعلّق بالصعوبات والتحديات التي تواجه الصين والكويت في تنفيذ مشاريع مبادرة “الحزام والطريق”، أعتبرت عباس، أن “تأمين التمويل اللازم لمشاريع كبيرة يمكن أن يكون تحديًا، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية، تليها التحديات الجيوسياسية، كالتوترات الإقليمية التي تحيط بنا، والتي تؤثر على الاستقرار والأمن، ما يعوق تنفيذ المشاريع، وهناك أيضاً المنافسة بين القوى الكبرى وتدخلاتها والتي يمكن أن تُعرقل أو تؤخر تنفيذ بعض المشاريع”.

أما بالنسبة للتحديات الإدارية والتنظيمية، فأوضحت عباس أن “التعقيدات البيروقراطية والإدارية في كلا البلدين يمكن أن تؤدي إلى تأخيرات في التنفيذ”.
وختمت عباس كلامها قائلة: “نهدف من خلال مبادرة الحزام والطريق إلى تحويل الكويت إلى مركز تجاري ومالي رائد في المنطقة، ونحن على ثقة من أن هذه الشراكة ستحقق فوائد كبيرة لأمتنا وتساهم في المشهد الاقتصادي العالمي”.

من ناحيته، وردّاً على سؤال عن المزايا التي ستعود على الكويت من الانضمام إلى “الحزام والطريق” وعن مدى موائمتها مع رؤية الكويت 2035، قال مراسل “شينخوا” في الكويت ين كه: “تعتبر الكويت أول الدول الخليجية التي تقيم العلاقات الدبلوماسية مع الصين، لذلك، تضرب الصداقة بين الجانبين جذورها في أعماق التاريخ. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1971،أصبح التعاون الصيني الكويتي نموذجا يحتذى به بين الدول واكتسب خبرة وتجارب ناجحة”.

وأوضح أنه “في سبتمبر الماضي، التقى الرئيس شي جينبينغ مع سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في هانغتشو بالصين، حيث افتتحا معا مرحلة جديدة من البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق بين البلدين، وأكد الجانبان مواصلة تعميق المواءمة الاستراتيجية بين المبادرة ورؤية الكويت الوطنية 2035، وتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والطاقة والبنية التحتية والحوكمة البيئية والاقتصاد الرقمي وغيرها من المجالات، ما جلب المزيد من فرص التعاون وآفاق التنمية الواسعة للصين والكويت في البناء المشترك عالي الجودة للمبادرة. وفي الوقت الحالي، تعمل الصين والكويت على اتصالات وثيقة وتكثيف عملية الالتحام، لتسريع تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه قادة البلدين”.

وعن رأيه بحجم التبادل التجاري بين البلدين، أوضح ين أن “حجم التجارة بين الصين والكويت قفز من 12.25 مليار دولار أميركي في 2013 إلى 22.39 مليار دولار في 2023، فأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للكويت منذ عام 2015، كما أن الشركات الصينية ساهمت بنشاط في بناء المشاريع الهندسية في مجالات الطاقة والإسكان والبنية التحتية وغيرها في الكويت، ما ساعد الكويت على أن تصبح أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بتغطية كاملة لشبكة اتصالات الجيل الخامس، الأمر الذي جعلها تساهم في تحسين وتطوير البنية التحتية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

زر الذهاب إلى الأعلى