وقع حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمرا أميريا يوم السبت 1 يونيو 2024 بتسمية سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح وليا لعهد دولة الكويت ، ووجه الأمر لسمو رئيس مجلس الوزراء بإحاطة مجلس الوزراء بأمر الترشيح واتخاذ الإجراءات الدستورية المناسبة، ويعمل بالترشيح فور نشره في الجريدة الرسميه.
إن قرار سمو الأمير بترشيح سمو الشيخ صباح الخالد الصباح وليا للعهد، يمثل التزاما مستمرا بالمادة 4 من دستور البلاد، وخروجا غير مسبوق عن نمط النسب التقليدي لولي العهد، منذ وضع الدستور عام 1962.
تنص المادة 4 من دستور دولة الكويت على أن الإمارة يتولى الخلافة فيها أحفاد الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع لدولة الكويت ، وينتقل منصب الإمارة تقليدياً إلى أحفاد آل جابر أو آل سالم من عائلة الصباح ، ويعد ترشيح سمو الشيخ صباح الخالد الحمد وليا للعهد هي المرة الأولى التي يتولى فيها أحد أفراد فرع الحمد من عائلة الصباح الحاكمة هذا المنصب.
الشيخ حمد المبارك الصباح كان أحد أبناء الشيخ مبارك الصباح ، إلى جانب الشيخ جابر المبارك والشيخ سالم المبارك وتزوج الشيخ حمد المبارك من الشيخة حصة صباح المحمد الصباح عام 1908 ،ومن ذرية الزوجين الشيخ خالد الحمد الصباح والد سمو ولي العهد سمو الشيخ صباح الخالد الصباح.
تلقى المواطنون الكويتيون بجميع أطيافهم أخبار التعيين يوم السبت 1 يونيو 2024 بسعادة غامرة، ورحبوا بأغلبية ساحقة بتسمية صاحب السمو الشيخ صباح الخالد الصباح وليا للعهد ، وأشاروا إلى أن الترشيح كان بمثابة تأييد قوي لقدرات وإمكانيات سمو الشيخ صباح الخالد ويعكس الثقة التي أولاها له سمو الأمير حفظهم الله .
ووصف ولي العهد الجديد بالقائد الصالح صاحب الثوب النظيف والضمير الذي سيكون ثباته ونصائحه الصادقة بمثابة ركيزة دعم لسمو الأمير، وأن العمل بشكل متضافر بين الأمير وولي العهد من شأنه أن يحدث “نهضة الكويت وتعزيز رفاهية الناس وتلبية تطلعاتهم، فضلا عن توجيه الكويت إلى مكانتها اللائقة بين دول المنطقة والعالم”. “
واهل الكويت يدعون الله عز وجل أن يستمر في توجيه خطوات سمو ولي العهد على الطريق الصحيح الذي سار عليه دائما، وأن يوفقه “وهو يتولى مهمته السامية ويمارس المهام والمسؤوليات لخدمة الوطن ورفعه المواطن ، بهدف الارتقاء بالكويت إلى آفاق جديدة من التطور والتقدم والريادة في مختلف المجالات.
وأشاد العديد من المواطنين بالمسيرة المهنية والقيادة الحكيمة والمتميزة لصاحب السمو الشيخ صباح الخالد على مدى أكثر من أربعة عقود من الخدمة العامة المخلصة للوطن وشعبه.
وأشادوا بالمواقف ووجهات النظر التي تبناها طوال حياته المهنية والتي قامت على مبادئ الانفتاح المدروس والمراعاة العميقة لجميع الآراء واختيار المسار الذي يصب في مصلحة المواطنين وتنمية الكويت.
وفي نوفمبر 2019 قام الأمير الراحل سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح بتعيين سمو الشيخ صباح الخالد رئيسا ثامناً لمجلس الوزراء بدولة الكويت، وكلفه بتشكيل الحكومة الكويتية رقم 36 ، وأعيد تعيينه رئيسا للوزراء في ديسمبر 2020 من قبل الأمير الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح وكلفه بتشكيل حكومته الثانية، وفي مارس 2021 حكومته الثالثة.
وفي ديسمبر 2021 كلف الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح مرة أخرى سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بتشكيل الحكومة الرابعة، وأجبرت العوائق المستمرة من قبل بعض المشرعين وعدم التوافق في العمل مع بعض أعضاء المعارضة البرلمانية رئيس الوزراء على تقديم استقالته في عدة مناسبات، بما في ذلك آخرها في أبريل 2022.
إن إنجازات سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد خلال مسيرته كرئيس للوزراء كانت متميزة ومتعددة، بما في ذلك جهوده لتحسين الحوكمة وتنويع الاقتصاد وتعزيز مشاركة القطاع الخاص وزيادة توظيف الشباب وإصلاح بيئة الأعمال لتحقيق الكويت أكثر ملاءمة للأعمال والمستثمرين.
طوال فترة رئاسة سمو الشيخ صباح الخالد للوزراء، أصر سموه على مزيد من الشفافية في عمل الحكومة، وتابع بثبات الحرب ضد الفساد واختلاس الأموال العامة ، وتمت إحالة الأشخاص الذين ثبت تورطهم في مثل هذه الأنشطة غير القانونية، وكذلك الأشخاص الذين يُزعم أنهم تلقوا رشاوى وتورطوا في استغلال النفوذ والمتاجرة بالإقامات إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم .
وأكد سمو ولي العهد وبصفته رئيساً لمجلس الوزراء خلال فتره رئاسته لمجلس الوزراء بدور الشباب والمرأة وأنهم ركائز مستقبل البلاد ومحركات خطة التنمية لرؤية الكويت الجديدة 2035 ، كما ظل ملتزمًا بدعم تنمية الشباب والنساء وحماية مصالحهم، فضلاً عن تزويدهم بالموارد والمساعدة لصقل مهاراتهم وخبراتهم في أعمالهم بالقطاع الخاص ، وتجسيدا للأهمية التي يوليها الشباب والمرأة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للأمة، دعم سموه المشاريع الكويتيه الشابه الهادفة إلى تطوير الشباب في كافة المجالات، وأكد ذلك في عدة مناسبات وقرارات حكوميه .
سمو الشيخ صباح الخالد من مواليد عام 1953، حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت عام 1977 وبدأ حياته المهنية كملحق دبلوماسي في وزارة الخارجية عام 1978، وقضى العقدين التاليين في وزارة الخارجيه وعمل في مناصب وأقسام مختلفة، بما في ذلك إدارة الوطن العربي (1978-1983)، ومندوباً في بعثة الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك من عام 1983 إلى عام 1989، ولدى عودته إلى الكويت عام 1989، تم تعيينه نائبا لمدير إدارة الوطن العربي بوزارة الخارجية، واستمر في مناصب مختلفة أخرى بالوزارة حتى عام 1995، حيث تم تعيينه سفيراً لدى المملكة العربية السعودية ، وخلال فترة عمله سفيراً كان أيضاً مبعوث الكويت لدى منظمة المؤتمر الإسلامي ومثل الكويت في الاجتماعات الوزارية لمنظمة المؤتمر الإسلامي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وفي عام 1998، تم تعيينه رئيساً لجهاز الأمن الوطني، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2006، عندما تم تعيينه في أول منصب وزاري له، وهو وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وشغل هذا المنصب من أكتوبر 2007 إلى أبريل 2009 ، وفي إبريل 2009 تم تعيينه وزيراً للإعلام ووزيراً للعدل بالوكالة ووزيراً للأوقاف والشؤون الإسلامية بالوكالة، وشغل هذا المنصب حتى عام 2011، حيث تم تعيينه وزيراً للخارجية ، وبعد عام تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية ووزيراً للدولة لشؤون مجلس الوزراء وفي يناير 2014، تم تعيين سمو الشيخ صباح الخالد نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية ،واحتفظ بهذا المنصب من عام 2016 حتى عام 2019، عندما تم تعيينه رئيسًا للوزراء لأول مرة واستمر في رئاسة 4 حكومات أخرى حتى عام 2022 عندما تقدم باستقالته من رئاسة الوزراء ، وفي 1 يونيو 2024 تم تعيينه ولياً لعهد دولة الكويت .
وبتولى سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح يبشر بعهد جديد من الاستقرار والنمو والتطور في تاريخ البلاد ،ونتمنى لصاحب السمو ولي العهد التوفيق في كافة مساعيه للمضي بالبلاد نحو المستقبل المشرق .
طارق يوسف الشميمري، شغل منصب رئيس اللجنة المالية ورئيس لجنة الميزانية العامة في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي (PCA) ومراقب في المجلس الإداري للمحكمة في محكمة العدل الدولية (ICJ) ) وسفارة دولة الكويت لدى هولندا خلال هذه الفترة من 2013 إلى 2020.
البريد الإلكتروني: tareq@alshumaimry.com
