من الكويت إلى ماليزيا..حملات مقاطعة دعماً للفلسطينيين بغزة تضر بعلامات تجارية عالمية
تواجه مطاعم عالمية حملة مقاطعة ضخمة بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال، فيما تشعر العلامات التجارية الغربية بوطأة المقاطعة في الكويت ومصر والأردن، وهناك دلائل على انتشار الحملة في بعض الدول العربية والإسلامية الأخرى، مثل المغرب وتركيا وماليزيا.
وشن داعمون للقضية الفلسطينية في العالم العربي والإسلامي حملة المقاطعة ضد الشركات التي اتخذت مواقف محابية لكيان الإحتلال الإسرائيلي، في حين تردد أن بعضها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.
“المقاطعة هي الطريقة الوحيدة لإيصال صوتي”
ومع بدء انتشار الحملة، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، ما دفع المتسوقين إلى التحول إلى البدائل المحلية.
وفي مدينة الكويت رصدت جولةٌ خلوّ سبعة أفرع لمطاعم عالمية تماماً تقريباً من الزبائن، وقال عامل في أحد هذه المطاعم رفض الكشف عن هويته إن هناك علامات تجارية أمريكية أخرى تأثرت أيضاً.
وفي مصر، يرى البعض أن المقاطعة هي الطريقة المثلى أو الوحيدة لتوصيل أصواتهم، إذ قالت ريهام حامد (31 عاماً)، المقيمة في القاهرة، وتقاطع سلاسل مطاعم الوجبات السريعة وبعض المنظفات الأمريكية “حاسة إنه حتى لو أنا عارفة إنه مش هيأثر التأثير الفظيع، مش هيعمل إفكت (تأثير) جامد على الحرب… دي أقل حاجة إحنا ممكن نقدمها كشعوب، والواحد ما يحسش إن إيده ملوثة بالدم”.
وفي الأردن، يدخل السكان المؤيدون للمقاطعة أحياناً إلى أحد فروع المطاعم الأمريكية لتشجيع العملاء القلائل على الانتقال إلى أماكن أخرى.
وفي وقت سابق انتشرت مقاطع مصورة لجنود لدى الاحتلال الإسرائيلي وهم يغسلون ملابس بمنظفات لعلامات تجارية معروفة، لحث المشاهدين على مقاطعتها.
فيما قال أحمد الزرو، موظف حساب مشتريات العملاء في فرع لسلسلة متاجر كبيرة في العاصمة عمان، حيث عمد العملاء لاختيار بدائل من المنتجات المحلية “لا أحد يشتري هذه المنتجات”.
وفي العاصمة المغربية الرباط، قال عامل في أحد فروع ستاربكس إن عدد العملاء انخفض بشكل ملحوظ هذا الأسبوع، ولم يقدم العامل ولا الشركة أي أرقام.
فيما قالت شركة ماكدونالدز في بيان الشهر الماضي إن المعلومات المضللة عن موقفها من الحرب “أفزعتها”، وإن أبوابها مفتوحة للجميع، وأكدت الجهة صاحبة الامتياز المصري أن ملكيته مصرية، وتعهدت بتقديم 20 مليون جنيه مصري (650 ألف دولار) من المساعدات لغزة.
فيما أشارت ستاربكس في بيان لها أنها مؤسسة غير سياسية، ونفت شائعات بأنها قدمت الدعم للحكومة أو جيش الاحتلال الإسرائيليين. وقالت ستاربكس، التي أفادت في وقت سابق هذا الشهر بتسجيل إيرادات قياسية لرابع فصل على التوالي، إنها لا مزيد لديها لتشاركه بخصوص أعمالها.
ولم ترد شركات غربية أخرى بعد على طلبات من رويترز للتعليق.
تجاوب متفاوت
رغم الجهود التي تبذلها العلامات التجارية المستهدفة للدفاع عن نفسها والحفاظ على أعمالها التجارية من خلال العروض الخاصة، استمرت حملات المقاطعة في الانتشار، وامتدت في بعض الحالات خارج العالم العربي.
وفي ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، قال عامل في أحد فروع ماكدونالدز في بوتراجايا، العاصمة الإدارية للبلاد، إن عدد عملاء الفرع انخفض 20%.
وواجه تطبيق جراب لطلب سيارات الأجرة أيضاً دعوات للمقاطعة في ماليزيا، بعد أن قالت زوجة الرئيس التنفيذي إنها وقعت “في غرام إسرائيل تماماً” خلال زياراتها هناك.
وقالت في وقت لاحق إن المنشورات أُخرجت من سياقها، فيما قال وكيلا جراب وماكدونالدز في ماليزيا، بعد دعوات المقاطعة، إنهما سيتبرعان بمساعدات للفلسطينيين.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أخلى البرلمان التركي مطاعمه من منتجات كوكا كولا ونستله، وأشار مصدر برلماني إلى “غضب شعبي” ضد العلامتين التجاريتين على الرغم من عدم قطع أي شركة تركية كبيرة أو وكالة حكومية العلاقات مع إسرائيل.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفاً و532 شهيداً فلسطينياً، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلاً عن أكثر من 35 ألف مصاب، أكثر من 75% منهم أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.