«القصر الأحمر»… في مهب الإهمال الأسود!
القصر الأحمر ذلك الصرح العتيق، والشاهد التاريخي على الفداء والبسالة وحب الوطن والانتماء، والرابض في أرض الجهراء منذ عام 1915، يعاني مرارة الإهمال من قِبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، المنوط به حماية هذا القصر والعناية به، لينتهي به الحال كما هو اليوم خواء مهجوراً وعرضة لرياح التدمير والتخريب، لاسيما بعد خروجه من أولويات المجلس الذي من مهامه حفظ وتوثيق التراث وحماية المباني التاريخية.
ورغم ما ينشره المجلس الوطني بنفسه، على موقعه الإلكتروني، من أن هذا القصر، الذي أنشئ في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح يعتبر «أحد المعالم التاريخية والحضارية لدولة الكويت، فهو يجسد جانباً هاماً من تاريخ الشعب الكويتي وكفاح الآباء والأجداد في سبيل المحافظة على دولة الكويت، كما أنه يمثل نموذجاً للعمارة الكويتية التي تتلاءم مع طبيعة البيئة الصحراوية»… رغم هذه العبارات الجميلة المنمقة التي تبين أهمية القصر، تؤكد حوادث عديدة متكررة أن خطراً كبيراً محدقاً به، وأنه خرج تماماً ولم يعد إلى اهتمامات المجلس الوطني الموقر.
فمن يذكر مجلسنا الوطني بالمكتوب على صفحته؟ ومن يوقظه من سباته العميق ويرشده إلى دوره الطبيعي وأن من جملة أهدافه التي أنشئ لتنفيذها المحافظة على الآثار والمباني التاريخية، ومنها ذلك القصر التاريخي؟!
حفاظاً على جزء من تراث نعتز به نرفع هذه اللافتة التحذيرية الوطنية إلى مجلسنا الوطني لعل وعسى!
الجريدة