عصر التخلّي عن الدولار… اليوان الصيني يهدّد هيمنة عشرات السنين للعملة الأميركية

تتجه مزيد من دول العالم إلى التخلي تدريجياً عن الدولار مقابل استخدام اليوان في التبادلات التجارية، واتخذت دولة الإمارات الخطوة الأولى في هذا المجال، بالإضافة إلى السعودية التي أبدت انفتاحها على تسعير جزء من نفطها باليوان الصيني بدلاً عن “الدولار القوي”، ما يثير قلق وسائل إعلام أميركية من بداية انهيار عصر الدولار.
وسبق أن حذرت المستشارة الأميركية السابقة لوزير الخزانة مونيكا كرولي، من أنه “إذا قررت دول أوبك بيع النفط بعملات أخرى، فهذا سيعني انهيار النظام الاقتصادي الأميركي وكارثة كبرى”.
وفي 28 مارس/آذار المنصرم، أعلنت بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي، أن شركتي الصين الوطنية للنفط البحري (كنوك) وتوتال إنرجيز، جرت من خلالهما أول تعاملات الصين في الغاز الطبيعي المسال، التي يجري تسويتها باليوان، وشملت نحو 65 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال المستورد من الإمارات.
وتسعير النفط والغاز باليوان في بورصة شنغهاي، دعوة سبق أن وجهها الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى دول الخليج عندما زار السعودية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، “للاستفادة الكاملة من بورصة شنغهاي للبترول والغاز كمنصة لتسوية تجارة النفط والغاز باليوان”.
“بريكس”.. نحو التخلي عن الدولار
قرار البرازيل، أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، التعامل باليوان في تجارتها مع الصين، البالغة نحو 150 مليار دولار سنوياً، كان بمثابة زلزال نقدي في الولايات المتحدة، لأنه يأتي بعد أحداث متسلسلة تصب كلها نحو التخلي عن الدولار في التجارة العالمية.
القرار الذي اتُّخذ في 29 مارس الماضي، بعد يوم من تسوية شحنة إماراتية للغاز المسال باليوان، من شأنه أن يكون بداية نحو إنهاء احتكار الدولار المعاملات التجارية، وصعود اليوان كأبرز منافس له.
وكشفت وكالة “شينخوا” الصينية، أن اليوان أصبح ثاني أكبر عملة احتياطية في البرازيل، متجاوزاً اليورو، حسبما أعلن البنك المركزي البرازيلي.
وبحلول نهاية 2022، بلغت نسبة اليوان في احتياطيات النقد الدولي للبرازيل 5.37 بالمائة، متجاوزة نسبة اليورو التي بلغت 4.74 بالمائة.
وبعد عودة الرئيس البرازيلي اليساري لولا دا سيلفا، إلى الحكم، في 2022، أصبحت بلاده أكثر قرباً من شركائها في دول البريكس (الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا).
ودول البريكس، أكثر حماسة لإنهاء هيمنة الدولار، وقامت بعدة إجراءات في هذا الصدد.
كما أعلنت روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، دعمها “استخدام اليوان في العمليات الحسابية بين روسيا ودول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية”.
وهي خطوة مهمة من أحد عمالقة النفط والغاز في العالم لتسعير تجارته الخارجية باليوان، ما سيسرع أكثر في صعود العملة الصينية بديلاً للدولار الأميركي، أو على الأقل كسر هيمنته على التجارة العالمية كمرحلة أولى.