
مع بداية العام الجديد، كما هو الحال مع بداية كل عام جديد، يطفو على السطح كم هائل من التوقعات والتنبؤات بما سيشهده العام من أحداث.
بعض هذه التنبؤات لا يخلو من بعض نذر الشؤم ولكن تنبؤات الطبيب والمنجم الفرنسي نوستراداموس تبقى هي الأشهر بالرغم من انها تكاد تخلو من اي بارقة أمل أو تفاؤل بمستقبل الجنس البشري والكرة الأرضية.
ومع ان تنبؤات المنجم الفرنسي تثير السخرية غالبا، ليس منه فحسب بل ممن يصدقونها اليوم، الا انها تحظى بانتشار واسع في الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مع كل ما يرافق ذلك من تحميل تنبؤات الرجل لتأويلات واضافات لتأكيد صحتها.
فالنبوءات التي صاغها الرجل في القرن السادس عشر بشكل رباعيات شعرية وبلغة غامضة لا تحتوي على اشارات للأعوام أو لأسماء الأشخاص أو لأي معلومات محددة وذلك كما لو انه كان يتعمد الغموض الذي سيتيح لمن يشاء تفسير النصوص على هواه.
وهكذا تمكن المفسرون من العثور في كتابه «تنبؤات» على توقعات دقيقة لأحداث مثل ظهور هتلر وأهوال الحرب العالمية الثانية والثورة الفرنسية والقنبلة النووية واغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي وتفجيرات سبتمبر 2001 في نيويورك وحتى جائحة كورونا.
وانسجاما مع الأساطير التي أحاطت ولا تزال بتوقعات الرجل أوردت صحيفة «ديلي ميرور» قائمة لستة توقعات (لعام 2021!) استنبطتها من كتابه وكلها تحمل نذر شؤم للبشرية مثل الكوارث والمجاعات والعواصف الشمسية والمذنبات التي سترتطم بالأرض والزلازل وحتى الذكاء الاصطناعي الذي سينجح في زراعة شريحة ذكية في أدمغة الجنود!
وبالطبع فان توقعات نوستراداموس بالكوارث والأوبئة لا تخرج كثيرا عن الواقع الذي كانت عليه فرنسا في أيامه، وهي التي شهدت تفشي وباء الطاعون الذي أودى بأرواح الكثيرين ومنهم زوجته الأولى وابنتيه.