Featuredمنوعات

هل المشي يبني العضلات ويحرق الدهون الزائدة؟

صحيح أن رياضة المشي ليست أحدث الصيحات في مجال الصحة والرشاقة، لكن هناك كثيرين ما زالوا يؤمنون بأنها تحقق نتائج ملموسة سواء على صعيد تخليق وبناء العضلات أو من جهة إحراق الدهون الزائدة. ولكن ما عدد مرات المشي أسبوعياً؟ وما المدة المناسبة في كل مرة؟ وما مسافة المشي التي يمكن أن تحقق الفائدة المرجوة؟

يقول الخبراء في دراسة بحثية حول معدلات المشاركة العالمية في الرياضة، إن المشي هو النشاط البدني الأكثر شعبية بين البالغين في أربع من أصل ست مناطق بما في ذلك الأميركتين ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ – وهو أمر رائع ولكن هل المشي ذو فائدة فعلية لصحتنا العامة فعلياً؟

• ماذا يحدث لأجسامنا عندما نمشي؟

يقول البروفيسور برايان كارسون، عالم وظائف الأعضاء في جامعة ليمريك الأيرلندية: «من منظور فسيولوجي، المشي نشاط لكامل الجسم». ويضيف «عندما نمشي، نستخدم عضلاتنا لدفع أنفسنا وهو الأمر الذي يزيد من إنفاقنا للطاقة، وبالتالي يزيد من متطلبات التمثيل الغذائي الموضوعة على عضلاتنا والجسم ككل».

وكما هو الحال مع أي تمرين بدني، تتسارع وتيرة تنفسنا من أجل توصيل المزيد من الأكسجين إلى عضلاتنا خلال المشي. ولكن، لأن المشي هو حالة ثابتة نسبياً -أي ليس مرهقاً للغاية- فمن غير المرجح أن نلهث ما لم يكن هناك ضغط إضافي، كما هو الحال عندما نمشي صعوداً أو بوتيرة أسرع. وهناك أيضاً تأثير عصبي يصبح دماغنا وجهازنا العصبي خلال المشي أكثر نشاطاً عندما نستقبل ونعالج المعلومات الحسية من البيئة المحيطة بنا ومن الحركة نفسها، بينما نقدم في الوقت نفسه ناتجاً تحفيزياً للعضلات في تسلسل منسق لمساعدتنا على التحرك بطلاقة.

وتوصلت دراسة سابقة أجريت في جامعة ستانفورد في العام 2014 إلى أن المشي يوفر فرصة كبيرة للتفكير الإبداعي أثناء النشاط وبعده، مع زيادة بنسبة 80 في المئة في الإبداع تم قياسها في اختبارات التفكير مقارنة بالجلوس. ولكي يحدث كل هذا، يسحب جسمنا العناصر الغذائية من أنسجة العضلات والدهون والكبد من أجل تحويلها إلى طاقة.

• كيف يساعدنا المشي أيضاً؟

يضيف كارسون: «ومن المثير للاهتمام أن السرعة التي نسير بها لها تأثير، حيث يؤدي المشي الأسرع إلى نتائج صحية أفضل مثل مؤشرات الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات القلبية الوعائية».

لكن السؤال الآن هو، هل المشي يبني العضلات أم لا؟

اتضح أن هذا الأمر ليس صحيحاً – على الرغم من أن البروفيسور كارسون يشير إلى أنه في دراسة تم خلالها تخفيض عدد الخطوات إلى أقل من 1500 خطوة في اليوم، رأى المشاركون انخفاضات كبيرة في كتلة العضلات الهزيلة في الساق وانخفض تخليق البروتين العضلي بنسبة 28 في المئة، حتى بعد تناول وجبة غنية بالبروتين. ومع ذلك، وجدت دراسة أخرى أن بعض المشي كان أفضل من الجلوس طوال اليوم. وتشير دراسة ثالثة إلى أن المشي المكثف مع ممارسة تدريبات المقاومة البدنية يكونان أكثر فعالية بكثير في الحفاظ على كتلة العضلات.

أما بالنسبة إلى ما إذا كان المشي يمكن أن يبني العضلات بالفعل، فإن المشي مع حمل أثقال -المشي لمسافات طويلة أكثر كثافة مع ارتداء سترة أو حقيبة ظهر مثلاً- يمكن أن يزيد من الكتلة العضلية ولكن بدرجة طفيفة.

• ماذا عن إحراق الدهون؟

في حين أن المشي ليس له سوى تأثير ضئيل على مساعدتك في بناء كتلة العضلات، إلا أن تأثيره على فقدان الوزن أكثر وضوحاً بعض الشيء. فعندما يتعلق الأمر بالمشي مع حمل أثقال، وجدت دراسة أجريت في العام 2020 أن تحميل الوزن يقلل من كتلة الدهون ووزن الجسم، على سبيل المثال. والشيء الأساسي هو أن نتائجك على صعيد إحراق الدهون ستعتمد على حجم الجهد الذي تبذله خلال المشي.

لقراءة الخبر من المصدر أضغط على الرابط
https://www.alraimedia.com

زر الذهاب إلى الأعلى