
دفع الفقر شاهزادا أختر، وهي شابة من جنوب بولواما، على حافة الانتحار، فقد كانت تكافح الاكتئاب من البطالة والضغط لتسديد ديون والدها، وهي مثل العديد من النساء الكشميريات، معيلة لوالديها وإخوتها المسنين.
قالت لنا أختر عبر الهاتف ومترجم لها ” كان والدي قد اقترض فلوسا من عدد من الناس لإعالة أسرتنا ولم يتمكن من إعادة قروضه في الوقت المحدد. وكان دائنونا يمارسون ضغوطا علينا. كنت أقوم بعمل غير منتظم مثل تنظيف بساتين التفاح وغيره. ولكن مثل هذه الوظائف كانت مرهونة بمواسمها، ومع الثلوج كان المصدر يتوقف أيضا.” إنها تعرف القليل من اللغة الهندية أو الهندوستانية وتتحدث باللغة الكشميرية فقط.
وأضافت “أصبح الوقت صعبا جدا في عائلتنا حتى أننا توقفنا عن شراء الحليب ولم يعد الترف الوحيد في صحن غذائنا سوى الشاي الأسود بدون حليب. لقد كان الوقت عندما شعرت باليأس الشديد والانتحار.”
التدريب المهني الحكومي
وأضافت انها مؤمنة بقول الله تعالى عز وجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) وصدق هذا القول الشريف بالفعل في حياتها عندما اتصلت بها صديقة لها ذات يوم من ولاية آندرابراديش في أمر ما يتصل ببعض التدريب المهني الحكومي تحت راية البعثة الوطنية لسبل العيش الريفية.
تم تعليمها لبدء العديد من المشاريع التي يتم تأسيسها بسهولة مثل إعداد الخياطة وتربية الماعز وتربية الماشية وتربية الأبقار وتربية الألبان المنزلية وما إلى ذلك. متذكرة ماضيها هي أفادتنا بأنه ذات مرة، زارت نيلوفر منطقتنا أيضًا مع مسؤولي البعثة الوطنية الذين نصحوا النساء بأن يصبحن مجموعة مساعدة ذاتية مؤلفة من 10 أعضاء. أخبرونا عن مخطط جديد حكومي يُعرف باسم “أميد” يعنى بالأمل باللغة العربية.
تحت هذه المخطط كجزء منه، كان علينا تسجيل فريقنا أو مؤسستنا ثم فتح حساب مصرفي. وكان من المفروض إيداع 25 روبية كل أسبوع في هذا الحساب. وكان حتى إيداع 25 روبية في الأسبوع مشكلة بالنسبة لي. على أي حال، قام جميع أعضاء مجموعتنا بإيداع المبلغ المطلوب. وببطء، تمكنا من الحصول على 3000 روبية في حسابنا. كان من المقرر تسليم هذا المبلغ إلى إحدى العضوات لبدء مشروعها الجديد. وهي أخبرتنا أنه حتى فتح الحساب المصرفي كان أمر جديد بالنسبة لبعض أعضاء مجموعتها.
الفرج
قالت أختر ” قام مؤخرا خبير المشروع بزيارة قريتنا وراجع حسابنا المصرفي. فوجد جميع تعاملاتها مثالية. ومنحها الدرجة “أ” وضاعف المبلغ لخمسة عشر ألف روبية كجزء من الصندوق الخيري. تم توزيع هذا المبلغ بالتساوي على ثلاثة أعضاء.
قامت امرأة بارعة في الخياطة بشراء ماكينة خياطة وبدأت عملها في الخياطة. اشترت الأخرى بعض الماعز لتربيتها لخطتها المستقبلية. كنت أنا فقط في حيرة من أمري بشأن ما يجب أن أفعله بحصتي البالغة خمسة ألف روبية. كنت قلقة بشأن دائني العائلة وأردت رد هذه الأموال إليهم للتخلص من القروض. لكن كنت أخاف من عدم تحقيق الغرض من المنحة. ثم جاءت الراحة الأخرى لما ضاعفت البعثة الحكومية المبلغ إلى أربعين ألف روبية هندية إضافية لحسابنا المصرفي لمساعدتنا في تمويل خططنا المستقبلية. شعر أحد من مجموعة بحاجتي إلى الفلس فأعطاني حصته ونصحني بشراء بقرة. بعد التردد في البداية، وافقت على هذه النصيحة وشريت البقرة.
قالت إن شراء بقرة على أية حال لم يحل مشاكلها. تحتاج البقرة إلى مساحة خاصة في أي منزل وبالإضافة إلى ذلك، يجب تغذيتها والاعتناء بها بشكل صحيح قبل أن تتمكن أختر من الحصول على أي فائدة منها. كان المنزل لم يسع، فبطريقة ما هي أقامت حظيرة صغيرة للبقرة في جوار جدار بيتها الصغير.
وبالتالي صارت شركة أختر جاهزة لصناعة الألبان والتجارة بها. جاءتها سهولة أخرى، تحت المخطط “أميد” حصلت على آلة الحلب من الحساب الحكومي، وصارت عملية الحلب أكثر سهولة لها فبدأت تنتج الألبان وتبيعها كل يوم بانتظام.
وواصلت في إيداع جميع الفلوس المحصلة من البيع يوميا في حسابها المصرفي. وتقديرا بالتقدم الكبير في مشروع الألبان، منحتها الحكومة قرض مليون روبية هندية للمساعدة في تطوير مشروع الألبان، فاشترت الأبقار وبلغ عددها 25 بقرة عندها. الآن تبيع حوالي ثلاث مئة ليتر من اللبن كل يوم وهي ترد القروض الحكومية بانتظام. وهي تذكر أن يوما من الأيام هي لم تمتلك اللبن للشاي واليوم هي تقدم اللبن لكل ضيف يزورها. هكذا أخبرتنا أختر عن نفسها وهي سعيدة وتشكر لله تعالى ومساعدة الحكومة.
وقال بأن هذه بركة الله في رزقها وفتحت أشقاءها العاطلون عن العمل دكانا لبيع الحليب واللبن والجبن والمنتجات الأخرى من اللبن، وهي تمكنت من فتح الوظائف ومنحها للنساء من منطقتها في عملية الاعتناء بالأبقار وتربيتها.
حقا كل مشقة تجلب راحة للإنسان المؤمن بالله، هكذا أثبتت أختر في جدية عملها. وهي شابة من شمال كشمير عمرها يناهز 21.
بقلم محمد عمران،
الباحث في جامعة جواهر لال نهرو المنحدر من كشمير.