الصين

من أجل وقف إطلاق النار والسلام ..الصين بأقوالها وأفعالها

بعد مرور حوالي شهر للجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتفاقم الوضع في قطاع غزة، وتعصر الكوارث الإنسانية قلوب الجميع؛ تزداد حدة التوتر في الضفة الغربية والحدود اللبنانية والإسرائيلية، ويقلق الجميع من مخاطر اتساع رقعة الصراع.

في ظل هذه الظروف المتوترة للغاية، تبنت الدورة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة بأصوات ساحقة في نهاية الأسبوع الماضي القرار الذي قدمه الأردن نيابة عن الدول العربية، حيث صوّت 120 عضوا مع القرار و14 عضوا ضده وامتنع عن التصويت 45 عضوا.

يدعو القرار إلى تحقيق الهدنة الإنسانية في قطاع غزة فورا، ويدين جميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين، ويطالب كافة الأطراف بحماية المدنيين والمرافق المدنية، ويؤكد على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس “حل الدولتين”.

كانت الصين الدولة الراعية المشتركة لهذا القرار، وصوتت مع القرار، وترحب بتبني هذا القرار في الجمعية العامة بأغلبية ساحقة.

وأثبتت بأفعالها الفعلية مجددا أنها تدعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن للقيام بالدور المطلوب، وتتجاوب مع نداءات المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية التي تطالب بوقف إطلاق النار، وتدعم بثبات جميع الجهود التي تساهم في دفع الحوار وتحقيق وقف إطلاق النار واستعادة السلام، وتبذل قصارى الجهد الذي يخدم في تحقيق “حل الدولتين” وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

منذ اندلاع الصراع، ظلت الصين ترفض وتدين بوضوح جميع أعمال العنف والهجمات التي تستهدف المدنيين، وتدعو بقوة إلى تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار في أسرع وقت، وتدعو المجتمع الدولي إلى حشد القوة الدبلوماسية الموحدة.

في نفس الوقت، أجرت الصين اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف المعنية، وشاركت بنشاط في المشاورات بمجلس الأمن الدولي بموقف موضوعي وعادل، وبذلت قصارى الجهد لإحلال السلام وتهدئة الوضع.

أكد الرئيس شي جينبينغ خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الزائر في الصين لحضور الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، أن الأولوية الأولى تكمن في وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وتجنب اتساع رقعة الصراع وحتى الخروج عن السيطرة، وتجنب وقوع أزمة إنسانية خطيرة.

ويكمن المخرج الأساسي لمنع تكرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في تنفيذ “حل الدولتين”، وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.

أجرى عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي اتصالات واسعة ومعمقة مع وزراء الخارجية وكبار المسؤولين من الدول والمنظمات الدولية العديدة، بمن فيهم أمين عام الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن الجانب الصيني يدين ويعارض كافة الأعمال التي تستهدف المدنيين وتخالف القانون الدولي، ويدعو إلى وقف إطلاق النار فورا وفتح ممر الإغاثة الإنسانية العاجلة، تفاديا لوقوع كارثة إنسانية أكبر.

زار مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون خمس دول في الشرق الأوسط، وحضر قمة القاهرة للسلام بشأن القضية الفلسطينية، والتقى بأمين عام جامعة الدول العربية والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع، وأكد على الدعم لجهود الوساطة للدول العربية.

كما تحركت الصين بسرعة لتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية، وقدمت المساعدات الإنسانية النقدية العاجلة إلى كل من السلطة الوطنية الفلسطينية ووكالة الأونروا، وقدمت لقطاع غزة الأغذية والأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية المادية العاجلة.

يرى الجانب الصيني دائما أنه لا يمكن تحقيق الأمن المستدام إلا من خلال الالتزام بمفهوم الأمن المشترك، ولا يمكن ضمان الإنصاف والعدالة الدوليين إلا من خلال الالتزام بالقانون الدولي، ولا يمكن تبديد الانشغالات الأمنية المشروعة لكافة الأطراف بشكل نهائي إلا من خلال الالتزام بالحل السياسي.

ويكمن المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية في تنفيذ “حل الدولتين”، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل. ويدعم الجانب الصيني سرعة انعقاد مؤتمر السلام الدولي بمصداقية أكثر لإعادة القضية الفلسطينية إلى مسار “حل الدولتين”.

سجل المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية تقييما عاليا لمساهمات الصين، ورأى أن ما طرحه الرئيس شي جينبينغ من إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يحدد الاتجاه لحل القضية الفلسطينية، وأن ما طرحه وزير الخارجية وانغ يي بشأن تهدئة الصراع الفلسطيني والإسرائيلي رؤية هادفة، وأن تصويت الصين مع ما طرحته الدول العربية من مشروع القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس بجلاء التزام الصين بالعدالة والإنصاف، كما يجسد صورة الصين كدولة كبيرة ومسؤولة وقيادتها في الساحة الدولية.

ظلت الصين تطابق أفعالها بأقوالها في السعي وراء وقف إطلاق النار وإحلال السلام. لن تغيب جهود الصين طالما لم تُحل القضية الفلسطينية. ستواصل الصين، كالرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي في هذا الشهر وعضو مسؤول في المجتمع الدولي، ستواصل الوقوف إلى جانب السلام وإلى جانب الحق وإلى جانب القانون الدولي، وتعزيز التنسيق مع كافة الأطراف، وتبذل جهودا دؤوبة في سبيل تهدئة الصراع وحماية المدنيين وتخفيف الوضع الإنساني واستئناف عملية السلام.

المصدر: CGTN

 

زر الذهاب إلى الأعلى