
كشفت دراسة جديدة على وجود عوامل غير متوقعة، تسهم في الإصابة بالسمنة مستقبلا.
ويزعم البحث الجديد الذي أعدّه باحثون يابانيون، أن الأشخاص الذين يولدون في أشهر سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني أكثر عرضة للنحافة وتراكم دهون أقل حول أعضائهم، مقارنةً بمن يولدون في شهور نيسان/ أبريل ومايو/ أيار.
واكتشف أن الأشخاص الذين يولدون في فصول باردة يُظهرون نشاطا أعلى في أنسجتهم الدهنية البنية، وهي نوع من الدهون التي تحرق السعرات الحرارية لإنتاج الحرارة، وهو ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم، وتراكم دهون أقل حول الأعضاء الداخلية.
وعادة ما تكون أبرد أشهر السنة هي ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، مما يعني أن المولودين في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر هم أكثر عُرضة لهذه الميزة، في حين أن الشهرين الأكثر دفئا بالعام – عادة يوليو/ تموز وأغسطس/ آب – يتوافقان مع مواليد أبريل أو مايو.
وأشار فريق الدراسة من جامعة توهوكو في اليابان، إلى أن نتائجهم تشير إلى أن الغلاف الجوي والطقس من الممكن أن يؤثرا على وظائف الأعضاء البشرية.
وأظهرت الدراسة التي أُجريت على 683 شخصا، أن الأفراد الذين تم الحمل بهم خلال المواسم الباردة (من أكتوبر إلى أبريل) أظهروا نشاطا أكبر في الأنسجة الدهنية البنية، وزيادة في استهلاك الطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض في تراكم الدهون.
وفي مقال نُشر في مجلة “نيتشر ميتابوليزم”، قال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن نشاط الأنسجة الدهنية البنية “مُبرمج مسبقا” بالتعرّض لدرجات حرارة باردة قبل الإخصاب، ويقترحون أن السبب الرئيسي وراء ذلك قد يكون تعرّض الأب لدرجات حرارة أبرد وليس الأم.
وسبق أن أُشير إلى أن التعرّض للبرد يترك إشارة في الحيوانات المنوية تُحفّز – عند انتقالها أثناء الإخصاب – نمو جنين أكثر تكيّفا مع عملية الأيض ودرجات الحرارة الباردة.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال رافاييل تيبيرينو، من المركز الألماني لأبحاث الصحة البيئية: “يمكن أن تؤثر صحة الوالدين أثناء الحمل على نموّ النسل وصحته”.
وتُظهر دراسة أخرى أُجريت على البشر، أن البالغين الذين تم الحمل بهم خلال المواسم الباردة، يُظهرون نشاطا أكبر في الأنسجة الدهنية البنية، وزيادة في استهلاك الطاقة، وانخفاضا في مؤشر كتلة الجسم، وانخفاضا في تراكم الدهون الحشوية.
وتؤكد نتائج الدراسة الجديدة مجددا على الدور الحاسم لبيئة ما قبل الحمل في تشكيل عملية التمثيل الغذائي لدى الأبناء، وتُقدم آفاقا لفهم التزامن بين تحديين صحيين عالميين: السمنة والاحتباس الحراري.
وتُشير النتائج إلى أن البيئة قبل الحمل تؤثر بشكل كبير على عملية الأيض للأبناء، مما يفتح آفاقا لفهم العلاقة بين السمنة والاحتباس الحراري.