Featuredاقتصاد

مع زيادة الطلب عالمياً.. ما إمكانية إعادة تصدير الغاز اليمني؟

يعتبر مشروع الغاز الطبيعي المسال، من أكبر المشاريع الاقتصادية في اليمن، حيث كان يتوقع أن يساهم في رفد الإيرادات العامة بنحو 30 إلى 50 مليار دولار خلال السنوات الثلاثين المقبلة.

وخسر اليمن أكثر من 7 مليارات دولار كان من الممكن أن تضخ إلى خزينة الدولة خلال السنوات الماضية، من بيع الغاز المسال، وفق التعاقدات المبرمة مع الشركات العاملة في مواقع الإنتاج والتصدير قبل الحرب.

وفي الوقت الذي يتعرّض فيه اليمن لسلسلة من الأزمات الاقتصادية والمعيشية والإنسانية الطاحنة، وسط أزمة عالمية بسبب الخرب الروسية الاوكرانية، تستمر أهم منشآته النفطية والغازية في التدهور والتوقف عن العمل وخروجها عن الخدمة، مثل منشأة بلحاف الاستراتيجية لتصدير الغاز الطبيعي المسال.

محاولة استئناف.. وتفجير

عقب التغييرات التي شهدها اليمن مطلع أبريل الماضي، أكد رئيس الحكومة، معين عبد الملك، أن حكومته ستعمل على زيادة الإيرادات العامة وضمن ذلك دعم استئناف إنتاج الغاز الطبيعي المسال في اليمن.

وأشار في كلمة ألقاها عبر الاتصال المرئي أمام فعالية عالية المستوى نظمها البنك الدولي عن الأزمات الدولية، 23 أبريل 2022، إلى أن الهدف من العمل على استئناف إنتاج الغاز هو “دفع رواتب موظفي الدولة والحفاظ على استقرار العملة”.

وعقب تصريحاته بيومٍ واحد، عادت مجدداً عمليات تخريب منشآت الطاقة اليمنية التي تعد أهم الموارد المالية للبلاد، إذ استهدف مجهولون أنبوب نقل الغاز الطبيعي المسال في منطقة نائية بمديرية رضوم بمحافظة شبوة، جنوب شرقي البلاد.

وتتركز الاعتداءات التي تطال المنشآت الاقتصادية الحيوية في اليمن عادةً على أنابيب نقل النفط في محافظتي شبوة ومأرب بهدف تخريبها أو عرقلة ضخ النفط من الحقول الإنتاجية إلى موانئ التصدير، لكن هذه المرة وصل الأمر إلى أنابيب نقل الغاز المسال.

تحركات أمريكية

لعل الأزمة الروسية الأوكرانية قد دفعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تعزيز تحركاتها في كل النواحي؛ من أجل ضخ مزيد من الغاز إلى الأسواق العالمية؛ للتخفيف من نفوذ قطاع الطاقة الروسي الذي يعتبر واحداً من أكبر مصدري الغاز في العالم.

وأثارت زيارة الوفد الأمريكي المفاجئة، في الثالث من مارس الماضي، لشرق اليمن، صدى لدى الرأي اليمني، حيث تداولت وسائل إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن مساعٍ لاستئناف العمل في إنتاج الغاز من منشأة بلحاف.

وضم الوفد كلاً من المبعوث الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن، كاثي ويستلي، حيث شملت الزيارة محافظات حضرموت وشبوة (الغنيتين بالنفط) والمهرة شرقي البلاد، حيث تعتبر هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد أمريكي رفيع المستوى المحافظات الشرقية.

وذكرت مصادر يمنية حينها، أن الاجتماع تم في ميناء بلحاف، وركز بشكل رئيس على الجانب الأمني ومكافحة الإرهاب، وإنتاج النفط.

وفي ضوء ذلك، توقع وزير الخارجية اليمني الأسبق أبو بكر القربي، بدء مفاوضات لإعادة تصدير الغاز اليمني، من جديد؛ لتغطية احتياج أوروبا نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا.

وقال “القربي” في تغريدة له على حسابه بـ”تويتر”، في 11 مارس الماضي: إنه “من المهم أن تعيد الحكومة اليمنية التفاوض على سعر تصدير الغاز وفقاً لأسعار السوق اليوم، وألا يسهم اليمن في حل أزمة الغاز للعالم على حساب ثروة اليمن وموارده السيادية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى