منذ مئات السنين، شارك البريطانيون العائلة الملكية في جميع مناسباتها بأفراحها وأطراحها، وزاد اهتمامهم بكل ما يحدث داخل القصر، وفي عهد الملكة إليزابيث الثانية أصبحت العائلة الملكية علامة تجارية عالمية وعنصرا مهما من عناصر القوة الناعمة للمملكة المتحدة، مما جعلها قادرة على جذب ملايين السياح الذين يضخون عوائد سياحية بقيمة مليار دولار سنويا في خزينة الدولة.
واليوم ومع رحيل إليزابيث الثانية وبدء تشييع جثمانها تدفقت حشود ضخمة من محبي الملكة من البريطانيين والأوروبيين وبقية دول العالم إلى العاصمة لندن وارتفعت نتيجة لذلك حجوزات الفنادق بأكثر من 300 في المئة وزاد الطلب على تذاكر الطائرات بشكل هائل، وبحسب الحكومة البريطانية يتوقع أن تتعرض جميع المرافق والخدمات ووسائل النقل والمواصلات في لندن اليوم إلى ضغوط كبيرة بسبب الحشود الضخمة.
ومقابل الإيرادات الكبيرة التي يتوقع ضخها في الاقتصاد الا أنه يتوقع أن تتحمل خزينة الدولة نفقات قد تجعل جنازة اليوم أغلى عملية حماية أمنية ليوم واحد في تاريخ المملكة المتحدة مع وصول أكثر من 120 ملكا وأميرا ورئيس دولة ورئيس حكومة إلى جانب 2000 شخصية رسمية من 200 دولة لحضور مراسم تشييع الملكة التي يتوقع أن تصل تكلفتها إلى سبعة ملايين ونصف المليون دولار.
الخسائر لن تقف عند ذلك فإغلاق أبواب البنوك والشركات والمتاجر وقاعات السينما أبوابها إلى جانب إلغاء المباريات الرياضية والفعاليات الثقافية وتحويل 15 بالمئة من حركة الطيران في مطار هيثرو لوجهات أخرى للحد من الضوضاء أثناء الجنازة سيكون لها تكاليف باهظة للاقتصاد يتوقع أن تصل قيمتها إلى مليارين و600 مليون دولار، مما سيزيد من حجم الضغوط التي يتعرض لها الاقتصاد الذي يواجه أزمة ركود حادة.