مباحثات «كويتية – أميركية» في واشنطن

عقدت في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس الخميس جلسة مباحثات رسمية بين وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن.
وثمن الشيخ سالم الصباح خلال جلسة المباحثات ما توصلت إليه العلاقات التاريخية من مستويات رفيعة تجلت بشراكة استراتيجية وثيقة وتعاون ثنائي متميز بين البلدين الصديقين على المستويات كافة وفي مختلف الميادين حققت نجاحات عديدة وإنجازات مشتركة.
واستذكر في هذا الإطار المحطات التاريخية التي شهدتها مسيرة الشراكة والصداقة الوثيقة بين البلدين والتي بنيت على ركائز الأمن والدفاع وتعزيز الاستثمار وتبادل الخبرات وتكريس التعليم والطب وغيرها من ميادين التعاون الثنائي وتجلى فيها الالتزام الأميركي الصلب بالحفاظ على أمن وسلامة دولة الكويت.
كما أثنى على متانة التعاون الوثيق القائم في المحافل الدولية المختلفة معرباً عن تطلعه لمواصلة نسق هذا التعاون على الصعد كافة مشيداً بالمستوى المرموق الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية.
وقال الشيخ سالم الصباح إن دولة الكويت والولايات المتحدة لديهما شراكة وصداقة استراتيجية قوية للغاية وأن «الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً للغاية في الحفاظ على السلام والأمن في منطقتنا»
وشدد على «ان منطقتنا تواجه أزمات كثيرة جداً.. وهناك أزمات أخرى على الصعيد العالمي أيضاً وأعتقد أننا يجب أن نناقشها» مؤكداً أن الكويت «انطلاقاً من دورها في بناء الجسور كدولة تجمع الأطراف معا تحاول حل النزاعات بالوسائل السلمية».
وأضاف «أن عالمنا اليوم ينتقل إلى مكان خطير وأعتقد أن دولا مثل الولايات المتحدة والكويت تشترك في نفس مبادئ السلام والأمن الدوليين والحاجة إلى الحفاظ على ذلك.. أعتقد أنه يمكننا العمل معاً بطريقة بناءة للغاية لجلب السلام والأمن إلى العالم».
من جانبه عبر بلينكن في مستهل اللقاء عن وافر الامتنان والعرفان على ما قامت به دولة الكويت من جهود وما قدمته نحو مساعدة إجلاء المواطنين والرعايا الأميركيين من السودان في ظل أوضاع أمنية حرجة ومعقدة مشيداً بهذا الموقف الذي يعكس متانة الروابط التي تجمع البلدين وشعبيهما الصديقين.
وأعرب عن اعتزاز بلاده بمسيرة علاقات الصداقة المتميزة والشراكة الاستراتيجية القائمة مع دولة الكويت في جميع المجالات مشيدا بما توصلت إليه من مستويات رفيعة وعالية آملا الارتقاء بها إلى أبعاد أوسع وأكثر شمولية.
وعلى صعيد آخر أشاد بلينكن بمستوى التواصل والتعاون الدائم بين البلدين الصديقين على الساحة الدولية معرباً عن ثنائه بحكمة دولة الكويت واتزان سياستها الخارجية ومساعيها الدائمة نحو ترسيخ دعائم الأمن والسلم في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أن دولة الكويت تلعب دوراً حيوياً كقوة للسلام والأمن والدبلوماسية في الشرق الأوسط والعالم.
وقال «نرى الكويت تلعب دورا حيويا كقوة للسلام والأمن والدبلوماسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه على مستوى العالم وخاصة في هذه الأوقات فهذا مهم للغاية بالنسبة لنا».
وأضاف «لدينا الكثير مما يمكن تشاركه اليوم والتشاور حول مجموعة متنوعة من القضايا من سورية إلى اليمن إلى الوضع الأوسع في الشرق الأوسط».
وجرى خلال جلسة المباحثات الرسمية بين وزيري خارجية البلدين الصديقين بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الحيوية والهامة في المنطقة ومناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين لدعم الجهود الدولية المشتركة لإحلال السلام والاستقرار ومن بينها التطورات الأمنية في السودان.
وبهذا الشأن أشاد الشيخ سالم الصباح بالجهود المشتركة التي تقوم بها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لوضع حد للاقتتال وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين وإنهاء الأزمة عبر الحوار بين الأطراف الأشقاء مثمنا الجهود الفاعلة للإدارة الأميركية في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تم التطرق إلى ملف الأزمة السورية والجهود الدولية والمساعي الرامية لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق وبحث تطورات الأوضاع في فلسطين والتصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالإضافة إلى المستجدات على الساحة العراقية واليمنية.
وكانت الأزمة في أوكرانيا وتبعاتها على الصعيدين الاقليمي والدولي أحد محاور المباحثات وسبل تعزيز التعاون المشترك لمواجهة تداعياتها كذلك ومناقشة مجالات التعاون المشترك فيما يتصل بمسار الدعم الإنساني للشعوب المنكوبة والمتضررة وغيرها من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأعاد الوزيران التأكيد على الالتزام المشترك بتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأعرب الجانبان عن التطلع المشترك لعقد أعمال الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي بين الكويت والولايات المتحدة خلال الربع الأخير من العام الحالي في الكويت تحقيقاً للرؤية المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين نحو آفاق أوسع ومستقبل أرحب يعكس تلك التطلعات ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
حضر جلسة المباحثات الرسمية كل من سفيرة دولة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير – الوزير المفوض نواف عبداللطيف الأحمد وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية والسفارة في واشنطن.
يذكر أن الزيارة الرسمية التي يجريها الشيخ سالم الصباح تعد الأولى له إلى العاصمة الأميركية منذ توليه منصبه وزيراً للخارجية.