
لطالما ارتبطت المكسرات بسمعة سيئة في عالم الحميات الغذائية، باعتبارها غنية بالدهون والسعرات الحرارية، وموضع شكّ في الحفاظ على الوزن، لكن الأبحاث الحديثة قلبت هذه الفكرة رأساً على عقب، لتكشف أن حفنة صغيرة يومياً من المكسرات لا تضر الجسم ، بل تمنحه مجموعة مذهلة من الفوائد ، من حماية القلب وتحسين الذاكرة، إلى دعم المزاج وتعزيز الخصوبة، فكيف تحوّلت المكسرات من “عدو قديم” إلى “أعظم حليف صحي” يخدع السعرات الحرارية ويمنحك الصحة بأكثر من طريقة.
السعرات الحرارية ليست كلها متساوية
قد تبدو 30 جراماً من اللوز أو الجوز كثيرة السعرات، إلا أن الجسم لا يمتص كل الدهون الموجودة فيها. تشير أبحاث وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن نحو 20% من السعرات الحرارية في المكسرات لا تصل إلى الدم، بل تمر مباشرة عبر الجهاز الهضمي، لأنها محصورة داخل جدران خلاياها الليفية.
هذا يعني أن تأثيرها على الوزن أقل بكثير من الأطعمة الغنية بالدهون الأخرى مثل البسكويت أو البطاطس المقلية. بل على العكس، أظهرت مراجعات علمية حديثة لتجارب إنقاص الوزن أن الأشخاص الذين أدرجوا المكسرات في نظامهم الغذائي فقدوا أحيانًا وزنًا أكبر من أولئك الذين تجنبوا المكسرات، وهو دليل قوي على أن هذه الوجبات الخفيفة الصحية يمكن أن تساعد في إدارة الوزن بطريقة ذكية ، وفقا لـ “ديلي ميل”.
الشبع والتحكم في الجوع
السر يكمن في مزيج البروتين والألياف والدهون الصحية الذي تحتويه المكسرات. هذا المزيج يمنح شعوراً بالشبع لفترة أطول ويحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم، مما يقلل الرغبة في تناول وجبات خفيفة غير صحية في وقت لاحق من اليوم.
ولذلك، يوصي خبراء التغذية بتناول حفنة صغيرة يوميًا، حوالي 30 جرامًا، أي ما يعادل قبضة اليد تقريبًا، لتحقيق الفوائد دون الإفراط في السعرات الحرارية.
المكسرات والفوائد المذهلة للجسم والعقل
المكسرات ليست مجرد وجبة خفيفة، بل سوبرفوود طبيعي يؤثر في الجسم بأكثر من طريقة:
القلب والسكري
تحتوي المكسرات مثل الجوز والبيكان على مضادات أكسدة قوية مثل البوليفينولات، التي تساعد في تقليل الالتهاب، أحد أبرز أسباب أمراض القلب والسكري.
الذاكرة والتركيز
وجدت دراسة من جامعة ريدينغ أن تناول 50 جراماً من الجوز على وجبة الإفطار يحسن سرعة رد الفعل والذاكرة طوال اليوم، وهو دليل ملموس على تأثير المكسرات الإيجابي على الأداء الذهني الفوري.
الخصوبة والصحة الإنجابية
تجربة إسبانية أظهرت أن الرجال الذين تناولوا حفنتين يومياً من المكسرات ظهر تحسناً لديهم في الخصوبة والصحة الإنجابية، بينما كانت النساء اللواتي يستهلكن المكسرات بانتظام أقل عرضة لمشكلات الحمل، ربما بسبب تأثير الدهون الصحية والسيلينيوم على توازن الهرمونات.
المزاج
المكسرات تعمل على تحسين الناقلات العصبية مثل السيروتونين، ما يؤدي إلى تحسن الحالة المزاجية والشعور بالراحة النفسية.
لكل نوع من المكسرات ميزته الخاصة
الجوز
غني بدهون أوميغا 3 المفيدة للمخ والذاكرة، ويعمل كمحفز للطاقة الذهنية.
جوز البرازيل
غني بالسيلينيوم الذي يعزز صحة الغدة الدرقية، لكن الإفراط فيه قد يكون ضارًا، لذلك يُنصح بتناول حبتين إلى ثلاث يوميًا كحد أقصى.
اللوز
مصدر غني بالألياف وفيتامين E، يحافظ على صحة القلب والأمعاء ويقلل من خطر بعض الأمراض المزمنة.
زبدة المكسرات
شهدت زبدة المكسرات رواجاً كبيراً في الأسواق، لكن ليست جميعها صحية. زبدة اللوز أو البندق مثالية إذا كانت 100% مكسرات فقط، دون إضافات من السكر أو الزيوت المهدرجة.
وينبغي الحذر من الكميات، فملعقة كبيرة قد تحتوي على سعرات تعادل عدة حفنات من المكسرات، مما يجعل الإفراط فيها سهلاً جدًا.
طرق سهلة لإدراج المكسرات في الروتين اليومي
تناولها كوجبة خفيفة بين الوجبات.
إضافتها إلى الزبادي أو الفواكه لتعزيز امتصاص الحديد والعناصر الغذائية.
إضافتها للسلطة أو حبوب الإفطار لزيادة الشعور بالشبع.
نقعها لليلة كاملة وتجفيفها لتحسين الهضم وزيادة توافر العناصر الغذائية.
المكسرات.. أكثر من مجرد طعام
بالإضافة إلى الفوائد السابقة، تُظهر الدراسات أن المكسرات تقلل ضغط الدم، تحسن المزاج، وتساهم في الوقاية من أمراض القلب والسكري والزهايمر. كما أن تناولها بانتظام يدعم وظائف المخ على المدى الطويل ويقلل الالتهابات المزمنة.
خبراء التغذية يؤكدون أن المكسرات يمكن أن تكون جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الصحي، شرط تناولها باعتدال، ومراعاة تنوعها للحصول على جميع العناصر الغذائية المفيدة.