كلمة الرئيس الأذربيجاني خلال الاجتماع الثاني عشر لمجلس رؤساء بلدان منظمة الدول التركية

ألقى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف كلمة في اجتماع القمة الثاني عشر لمجلس رؤساء بلدان منظمة الدول التركية، الذي عقد في مدينة غابالا اليوم الثلاثاء.
وأفادت وكالة “أذرتاج” أن الرئيس علييف قال في القمة: “أيها الرؤساء المحترمون للدول والحكومات.. أيها الأصدقاء الأعزاء، أهلاً بكم في غابالا مدينة أذربيجان القديمة وكانت غابالا عاصمة ألبانيا القوقازية التي تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد واستمر وجودها حتى القرن الثامن الميلادي وغطت مساحة جغرافية واسعة.
وفي البداية أود أن أعرب عن شكري لجمهورية قيرغيزستان على ترؤسها الناجح لمنظمة الدول التركية.
واليوم لم تعد منظمة الدول التركية مجرد منصة تعاون بل وتتشكل كأحد المراكز الجيوسياسية الجادة وإن ازدياد نفوذ منظمتنا على المستوى الدولي يبعث على الارتياح وتاريخنا المشترك وجذورنا العرقية وقيمنا الوطنية والروحية المتبادلة توحدنا كعائلة واحدة.
وقد حولت بلادنا تبرعاً بقيمة 2 مليوني دولار إلى حساب الأمانة العامة لمنظمة الدول التركية لدعم عمل المنظمة.
وإن الاستقرار السياسي والاقتصادي الداخلي والموقع الجيوستراتيجي المهم والخصائص الديموغرافية الإيجابية والسكان الشباب والإمكانات الكبيرة في مجال النقل واللوجستيات والموارد الطبيعية فضلاً عن تزايد الإمكانات في المجال العسكري والتقني العسكري كل ذلك يحول منظمة الدول التركية إلى فاعل مهم على الساحة العالمية.
ومن دواعي السرور أن عقد القمم غير الرسمية لمنظمة الدول التركية إضافة إلى القمم الرسمية قد أصبح تقليداً وقد بقيت القمة غير الرسمية التي عقدت لأول مرة في شوشا العام الماضي واجتماعنا الذي عقد في بودابست هذا العام عالقين في الذاكرة بفضل القرارات المهمة التي تم اتخاذها.
أيها الزملاء المحترمون، يعد السلام والأمن اليوم عاملين أساسيين لتنمية أي بلد.
وفي اتفاقية نخجوان الوثيقة التأسيسية لمنظمتنا يندرج الحفاظ على السلام والأمن ضمن الأهداف والمهام الرئيسية وفي ظل التحديات الجيوسياسية والأمنية الحالية التي يواجهها العالم ومن أجل الامتثال لإعلان قراباغ الذي تم اعتماده خلال القمة غير الرسمية في شوشا العام الماضي وموضوع قمة اليوم “السلام والأمن الإقليميان” من الأهمية بمكان أن تعمل الدول التركية كمركز قوة موحد.
ومن المعلوم أن التنمية غير ممكنة دون ضمان الأمن وفي فترة يتم فيها انتهاك معايير ومبادئ القانون الدولي بشكل صارخ يعد التعاون في المجال العسكري والتقني العسكري بين بلداننا أحد العوامل المهمة للغاية وفي هذا الإطار، لدينا تعاون عميق مع حليفتنا تركيا وفي العام الماضي وحده أجرينا أكثر من 25 تدريباً عسكرياً ثنائياً ومتعدد الجنسيات بالاشتراك مع تركيا.
وبالنظر إلى التعاون الواسع في مجالات الجيش والدفاع والأمن بين بلداننا نقترح إجراء تدريب عسكري مشترك للدول الأعضاء في منظمة الدول التركية في أذربيجان عام 2026.
وفي عالم اليوم، تعد القوة العسكرية عاملاً رئيسياً لاستقلال وسيادة كل بلد على أراضيه.
وفي 2020 تم إنهاء 30 عاماً من احتلال الأراضي الأذربيجانية بفضل انتصارنا التاريخي في حرب الوطن التي دامت 44 يوماً وكذلك نتيجة للإجراءات الحاسمة لمكافحة الإرهاب عام 2023 وبهذا، استعيدت وحدة أراضي بلادنا وسيادتها على أراضينا الأصلية وهذا الإنجاز التاريخي ليس انتصاراً لإرادة أذربيجان الوطنية وكفاحها العنيد فحسب، بل وهو مساهمة مهمة في إرساء العدالة والسلام والاستقرار في المنطقة أيضاً .
وإن التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاقية السلام بين أذربيجان وأرمينيا في البيت الأبيض بواشنطن قبل شهرين سيحول جنوب القوقاز إلى منطقة سلام وفي إطار قمة واشنطن ووفقاً للنداء المشترك لإنهاء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والهياكل ذات الصلة تمت إزالة بقايا هذا الصراع السابق بقرار اتخذته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الأول من سبتمبر.
وهكذا، أكدت خطواتنا مجدداً أجندة السلام التي طرحتها أذربيجان.
ولن ننسى الاحتلال الأرميني أبداً وسنحتفظ بالذكرى العزيزة لشهدائنا دائماً في قلوبنا وأخذنا بدمائهم في ساحة المعركة وطردنا المحتل من أراضينا الأزلية وحققنا النصر وفي الوقت نفسه، توصلنا إلى سلام عادل.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
تكتسب علاقات النقل والاتصالات أهمية استراتيجية في إطار منظمة الدول التركية وأدت الأعمال المنجزة بهدف الاستفادة من إمكانات العالم التركي في مجالات النقل والاتصالات والعبور والاتجاهات الأخرى إلى تنفيذ مشاريع ذات أهمية عالمية.
وإن أذربيجان مشارك نشط في ممرات النقل بين الشرق والغرب بين الشمال والجنوب وتلعب بلادنا دور الجسر بين تركيا وآسيا الوسطى في المجالات الجغرافية والاقتصادية والنقل وغيرها.
ومنذ عام 2022، زادت عمليات الشحن عبر الممر الأوسط بنحو 90 في المائة وانخفضت أوقات العبور بشكل كبير على طول الممر وأكبر أسطول تجاري في بحر الخزر وميناء ألات الدولي للتجارة الذي ستصل طاقته إلى 25 مليون طن سنوياً في السنوات القادمة وخط سكة الحديد الواصل بين باكو وتبيليسي وقارص و9 مطارات دولية وأكبر شركة شحن جوي في المنطقة وعوامل أخرى قد حولت أذربيجان إلى أحد مراكز النقل الدولية.
وفي هذا الإطار، فإن إحدى النتائج المهمة الأخرى لقمة واشنطن هي فتح ممر زنكزور ويكتسب ممر زنكزور أهمية حاسمة كشريان نقل جديد وطريق ثانٍ في إطار كل من الممر الأوسط وممر الشمال والجنوب.
والاتجاه المهم الآخر المرتبط بالسلام والروابط الإقليمية والتنمية الاقتصادية هو أمن الطاقة وتلعب بلادنا دوراً نشطاً في ضمان هذه الأهداف على المستوى العالمي وأثبتت أذربيجان نفسها كشريك موثوق ولا غنى عنه في ضمان أمن الطاقة للعديد من البلدان.
ونلعب دوراً استراتيجياً في ربط منطقة بحر الخزر بالأسواق الدولية عبر خطوط أنابيب النفط والغاز المتنوعة ونقوم في الوقت الحاضر بتصدير الغاز الطبيعي إلى 14 بلدا وتحتل أذربيجان المرتبة الأولى بين البلدان المصدرة للغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من حيث التغطية الجغرافية.
وتجتذب أذربيجان أيضاً استثمارات كبيرة في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وسيتم توفير حوالي 40 في المائة من إنتاجنا للطاقة من مصادر متجددة حتى عام 2030م.
ونعمل حالياً على ممر الطاقة الخضراء لآسيا الوسطى وأذربيجان وتركيا وأوروبا.
ونفذت أذربيجان والبلدان الأعضاء في منظمة الدول التركية العديد من المشاريع الاستثمارية المهمة وحتى اليوم، تم استثمار أكثر من 20 مليار دولار في اقتصادات الدول الشقيقة والجزء الأكبر من هذا هو الاستثمار في الاقتصاد التركي وفي الوقت نفسه، أنشأت أذربيجان صناديق استثمار مشتركة مع أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وسيتم تنفيذ العديد من المشاريع من خلال هذه الصناديق.
وتخدم الخطوات المتخذة بشكل عام تعميق التكامل الاقتصادي والتعاون في مجال الطاقة والنقل بين دولنا الصديقة والشقيقة داخل العالم التركي والتنمية المستدامة لمنطقتنا.
كما ذكرت، فإن جذورنا التاريخية والعرقية ولغاتنا المشتركة توحدنا كعائلة واحدة وهنا، أود أن أؤكد الأهمية التاريخية للمؤتمر التركي الأول الذي عقد في باكو عام 1926 واحتفلنا عام 2016 في أذربيجان بالذكرى التسعين لتنظيم هذا المؤتمر بموجب قرار مني.
وفي هذا الصدد أقترح تنظيم الذكرى المئوية للمؤتمر التركي الأول بشكل احتفالي في إطار منظمة الدول التركية العام المقبل.
وأنا على يقين من أن قمتنا بالقرارات التي سنتخذها ستعزز موقف منظمة الدول التركية وتضيف مساهمة إضافية لرفاهية وأمن شعوبنا.
وفي ختام خطابي أتوجه مرة أخرى بالشكر إلى الدول الشقيقة لدعمها في إعادة بناء وإعمار قراباغ وزنكزور الشرقية وبدأت بالفعل مدرسة ميرزا أولوغ بك ومركز كورمان غازي لإبداع الأطفال في فضولي ومدرسة ماناس في أغدام العمل وهذه هدية من إخواننا الأوزبك والكازاخ والقيرغيز وهدية إخواننا الهنغاريين هي مدرسة يتم بناؤها في جبرائيل وهدية إخواننا التركمان هي مسجد فضولي الذي يوضع حجر أساسه اليوم وتقوم شركات من تركيا الشقيقة ببناء العديد من الأنفاق والجسور والطرق ولن ينسى الشعب الأذربيجاني هذا الدعم الأخوي أبداً.
وشكراً لكم.