كازاخستان

كازاخستان ترسم مستقبل التعليم بمعهد الذكاء الاصطناعي الرائد

عبدالحميد حميد الكبي

تشهد كازاخستان ثورة تقنية طموحة تسعى من خلالها إلى دمج الذكاء الاصطناعي في قلب نظامها التعليمي، لتكون في صدارة الدول التي تستثمر في التكنولوجيا لتحسين جودة التعليم وتعزيز الابتكار. من خلال إطلاق معهد مخصص للذكاء الاصطناعي، تعمل كازاخستان على بناء جيل رقمي متمكن، مزود بالمهارات اللازمة لمواكبة التحولات العالمية. هذا المعهد لن يكون مجرد مركز أكاديمي، بل منصة شاملة للبحث والتطوير والتدريب، مع التركيز على الأخلاقيات الرقمية والصيانة المنهجية.

تسعى كازاخستان إلى إحداث نقلة نوعية في نظامها التعليمي من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وهو ما يعكس رؤية طموحة لتحقيق الريادة الإقليمية في مجال التكنولوجيا.

وفي هذا الإطار، أعلن رئيس الوزراء الكازاخستاني عن خطط لافتتاح معهد متخصص للذكاء الاصطناعي، يهدف إلى تعزيز البحث العلمي، الصيانة المنهجية، والتدريب الأخلاقي، مع التركيز على تطوير برمجيات مبتكرة تدعم التعليم. هذا المعهد، الذي سيشكل علامة فارقة في مسيرة التحول الرقمي، يعكس التزام كازاخستان بتأهيل جيل قادر على مواجهة تحديات العصر.

وفي خطوة استباقية، بدأت كازاخستان بتدريب المعلمين على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم. فقد اجتاز حوالي 160 ألف معلم دورات تدريبية متخصصة حتى الآن، منهم 90 ألفًا في عام 2024، و70 ألفًا إضافيًا في عام 2025.

هذه الدورات، التي تهدف إلى تعزيز الثقافة الرقمية، تمكّن المعلمين من دمج الأدوات الذكية في الفصول الدراسية، مما يسهم في تحسين تجربة التعلم وتطوير مهارات الطلاب التقنية.

منذ يناير 2025، أطلقت وزارتا التنوير والتعليم الرقمي والابتكار، بالتعاون مع صناعة الطيران، مشروعًا تجريبيًا لتعليم أساسيات برمجة الحاسوب في 180 مدرسة على مستوى البلاد.

هذا المشروع يهدف إلى تزويد الطلاب بالمهارات الأساسية لفهم الذكاء الاصطناعي والبرمجة، مما يعزز قدراتهم التنافسية في سوق العمل المستقبلي.

كما حصل 180 مدرسًا و120 مدربًا من مركز أورليو الوطني على تدريب متقدم في الذكاء الاصطناعي وتطوير الألعاب، وذلك في مدرستي nFactorial وOmnium IT، لضمان جودة التدريب وتحقيق أهداف المشروع.

لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة للذكاء الاصطناعي، تعمل أكاديمية ألتينسارين الوطنية للتعليم على وضع قواعد وتوصيات جديدة. هذه الضوابط تهدف إلى ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وآمنة، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية والتعليمية. هذا النهج يعكس حرص كازاخستان على تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والمسؤولية الاجتماعية.

تواصل كازاخستان تعزيز بنيتها التحتية الرقمية من خلال استثمارات كبيرة في البحث والتطوير. في عام 2025، أعلنت الحكومة عن تخصيص ميزانية إضافية لتطوير مختبرات الذكاء الاصطناعي في الجامعات، بالإضافة إلى شراكات مع شركات تقنية عالمية لتبادل الخبرات.

كما أطلقت مبادرات لتشجيع الشباب على ابتكار حلول ذكية في مجالات مثل الزراعة الذكية والرعاية الصحية، مما يعزز مكانة كازاخستان كمركز إقليمي للابتكار.

ومع إطلاق معهد الذكاء الاصطناعي، تضع كازاخستان حجر الأساس لمستقبل تعليمي متقدم يعتمد على التكنولوجيا والابتكار. هذه الخطوة ليست مجرد استثمار في التعليم، بل رؤية شاملة لتمكين المجتمع وتعزيز الاقتصاد الرقمي.

ومع استمرار التدريب والتطوير، تستعد كازاخستان لتصبح نموذجًا يُحتذى به في دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم على مستوى العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى