قمة القاهرة للسلام: مطالبات بـ”وقف فوري” لإطلاق النار.. وعباس يؤكد “سنبقى في أرضنا”
انطلقت فعاليات قمة “القاهرة للسلام 2023” والتي دعت إليها مصر، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق اتساقًا مع المبادىء الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار في قطاع غزة والتأكيد على أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع والدفع نحو تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط وذلك بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ورؤساء عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.
وألقى ممثل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، كلمة دولة الكويت في قمة القاهرة للسلام قال فيها: في البداية يطيب لي أن أنوب عن حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأن أنقل إليكم جميعا خالص تحيات سموه وصادق دعواته لكم بالتوفيق والسداد لكل ما فيه خير للمنطقة والعالم أجمع.
وتابع سموه: نتقدم بالشكر الجزيل لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على عقد هذه القمة التي تأتي في ظل تطورات استثنائية مأساوية يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق وما تحمله هذه التطورات من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة بل العالم كله.
وقال: نتابع بكل ألم استمرار وتصاعد العمليات العسكرية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ونشهد العقاب الجماعي الذي يتعرضون له من خلال استهداف المدنيين العزل بغارات جوية متواصلة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا الأبرياء أطفالا ونساء ورجالا والاستمرار في استهداف الخدمات الأساسية وقطع إمدادات الكهرباء والماء والغذاء والوقود ودعوات التهجير القسري لسكان القطاع.
وأضاف: ولا يخفى على أحد أن تلك الممارسات تتعارض مع القانون الإنساني الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة. وإن هذه المأساة الإنسانية هي نتيجة عدم سعي المجتمع الدولي لإيجاد حل عادل وشامل ونهائي لهذه القضية والتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية بمعايير مزدوجة.
وجدد سموه إدانة البلاد لما ترتكبه سلطات الإحتلال الإسرائيلي من جرائم واعتداءات فإنها تدين في الوقت نفسه قتل المدنيين وتعريضهم للأسر والاعتقال وتدعو المجتمع الدولي لممارسة دوره في الإيقاف الفوري لكافة العمليات العسكرية وتوفير الحماية الدولية للمدنيين وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإغاثية لأهالي غزة.
وقال: كما ترفض دولة الكويت أية دعوات هدفها التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق وتحميل دول الجوار تبعات هذه المأساة التي تعتبر انتهاكا لمبادئ القانون الإنساني الدولي.
وختم سموه كلمته بالقول: فإننا في دولة الكويت قادة وحكومة وشعبا نؤكد موقفنا الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (1967) ونجدد تمسكنا بخيار السلام العادل الشامل كخيار استراتيجي وفقا للمرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وبما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة وشعوبها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
من جانبه، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على رفض تهجير الفلسطينيين وقال مشددا: “لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا”.
ومن جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه أعمال القمة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ان مصر تعبر عن صدمتها من صمت المجتمع الدولي تجاه ترك سكان غزة يعانون من التجويع والتهجير القسري ، مشددا على ان تصفية القضية الفلسيطينة دون حل عادل لن يحدث ابدا على حساب مصر.
واضاف السيسي ان حل القضية ليس التهجير والحل الوحيد هو العدل وحصول الفلسطينيين على حقهم في دولة مشروعة.
وأضاف إنه دعا الزعماء للحضور من أجل الاتفاق على خارطة طريق لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وإحياء مسار السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وبين أن أهداف خارطة الطريق تشمل توصيل المساعدات إلى غزة والاتفاق على وقف إطلاق النار، ويلي ذلك مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين.
ومن جانبه قال ملك الأردن عبدالله الثاني إن حملة القصف العنيفة في غزة حملة “شرسة ومرفوضة” ..وما يحدث عقاب جماعي وجريمة حرب.
وأضاف: يجب ان يكون الوقف الفوري للقصف على قطاع غزة وحماية المدنيين أولوية، ونطالب بإيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستمر، وكذلك نرفض بشكل قاطع للتهجير القصري للفلسطينيين لأنه خط أحمر بالنسبة لنا جميعاً.
ومن ثم تحدث ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مؤكدا أنه لن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط دون تأمين الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وبدوره ألقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كلمة دعا فيها إلى الوقف الفوري للتصعيد العسكري في قطاع غزة.
وقال: المملكة ترفض بشكل قاطع محاولة التهجير القسري للفلسطينيين ،كما ترفض انتهاكات القانون الإنساني الدولي من أي طرف.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية.
وقال: أنه “بينما يتم التركيز على إنهاء إراقة الدماء لا يجب إغفال الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار الحقيقيين وهو حل الدولتين”.
وأكد أن مظالم الشعب الفلسطيني “مشروعة” وأنه لا يمكن تجاهل السياق الأوسع لهذه الأحداث المأساوية من الصراع الطويل الأمد و56 عاما من الاحتلال “الذي لا نهاية له في الأفق”.
وقال غوتيريس انه “خلال زيارته إلى معبر رفح الحدودي أمس الجمعة شاهد كارثة إنسانية تحدث حيث هناك على الجانب الآخر من الحدود إذ يوجد مليونا شخص بدون ماء وطعام ووقود وكهرباء وأدوية بينهم الأطفال والامهات وكبار السن” لافتا إلى أن “الشاحنات كانت ممتلئة من جهة وبطون فارغة من جهة أخرى”.
وأضاف أن “سكان غزة يحتاجون إلى الالتزام بما هو أكثر من ذلك بكثير وهو وصول المساعدات إليهم بشكل مستمر بالحجم المطلوب” مؤكدا أن على الأمم المتحدة أن تعمل دون توقف مع جميع الأطراف لتحقيق ذلك.
ودعا غوتيريس إلى احترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف وبما يشمله ذلك من حماية المدنيين وعدم مهاجمة المستشفيات والمدارس ومباني الأمم المتحدة التي تؤوي حاليا نصف مليون شخص.
وأكد أنه “يجب ان تكون الأهداف على المدى القريب واضحة وأن يتم تقديم مساعدات إنسانية فورية وغير مقيدة ومستمرة للمدنيين المحاصرين في غزة والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وبذل جهود فورية ومخلصة لمنع انتشار العنف الذي يزيد من خطر انتشاره”.