فيديوهات المقاومة الفلسطينية كشفت مفاجآت.. تدربوا سنتين تحت أعين كيان الإحتلال

على مدى عامين، تدربت حركة حماس على ما يبدو على الهجوم الذي نفذته، السبت الماضي، بشكل مباغت متسللة نحو مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي، وعلى مرأى من الإسرائيليين وبالقرب منهم أيضا.
هذا ما كشفته مراجعات دقيقة لعدد من الفيديوهات السابقة التي نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة خلال أوقات متفاوتة، وفق ما نقلت شبكة “سي أن أن”، اليوم الجمعة.
ففي مقطع بث في كانون الأول/ديسمبر 2022، ظهر مقاتلو حماس في مخيم تدريب يطلقون الصواريخ ويأسرون سجناء وهميين، محاطين بمبانٍ إسرائيلية وهمية.
فيما تبين أن المخيم الذي بني حينها كان قريبًا جدًا من معبر إيريز، وهو ممر مشاة بين غزة والاراضي المخحتلة اخترقه مسلحو حماس نهاية الأسبوع الماضي.
كما أظهر فيديو آخر تم التقاطه قبل أكثر من عام، مسلحي القسام يتدربون على الإقلاع والهبوط والهجوم بالمظلات، في محاكاة لنفس الأسلوب الذي اعتمد خلال هجوم السابع من أكتوبر.
6 مواقع
إلى ذلك، بينت التحقيقات في تلك المقاطع أن المسلحين الفلسطينيين تدربوا في ستة مواقع مختلفة على الأقل في جميع أنحاء غزة. بينها اثنان، بما في ذلك موقع التدريب الذي ظهر في الفيديو الذي تم نشره بشهر ديسمبر، يقعان على بعد ما يزيد قليلاً عن ميل واحد من الجزء الأكثر تحصينًا على الحدود بين غزة والمستوطنات الإسرائيلية.
فيما المواقع المتبقية توزعت بين وسط غزة، وأقصى جنوبها.
وفي أحد المقاطع، الذي صور قبل أكثر من عام، شوهد عدد من عناصر المقاومة يتدربون على الإقلاع والهبوط بالطائرات الشراعية، في جلسات تدريب استمرت ساعات أو حتى عدة أيام.
كذلك، أظهرت فيديوهات أخرى أن نفس موقع الإقلاع الذي استخدمته الطائرات الشراعية استخدم أيضًا لاختبار طائرات حماس المحلية بدون طيار.
كما شوهد مقاتلو حماس أيضًا في مقاطع دعائية وهم يتدربون على نوع الأسلحة التي استخدموها بالفعل في هجوم 7 أكتوبر.
وقد أنشأوا مباني وشوارع إسرائيلية وهمية، وشوهدوا وهم ينفذون عددًا من أساليب الهجوم المختلفة عليها.
إلى ذلك، صنعوا في ثلاثة من معسكرات التدريب، دبابات إسرائيلية مزيفة. وشوهد المقاتلون يطلقون قذائف “آر بي جي” ومتفجرات عليها.
في حين لم تظهر صور الأقمار الصناعية التي استعرضتها شبكة “سي إن إن” على مدى العامين الماضيين، أي إشارة إلى عمل عسكري إسرائيلي ضد أي من تلك المواقع الستة.
وتعليقا على تلك المعطيات، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، إن تلك الاستخلاصات “ليست جديدة”.
وأضاف أن حماس كان لديها العديد من مناطق التدريب، إلا أنه أكد أن الجيش قصف العديد من مخيمات التدريب تلك على مر السنين.
إلا أنه أشار في الوقت عينه إلى أن حماس ربما جعلت المنشآت “تبدو مدنية”.
وأردف أن “هذا الموضوع، إلى جانب العديد من القضايا الأخرى، سيتم التحقيق فيها من قبل الجيش الإسرائيلي عند انتهاء الحرب”.
مهبط طائرات أيضاً
علماً أن خمسة من تلك المواقع المذكورة، عبارة عن مهبط طائرات، ولا تحمل أي سمات مدنية، وهي متطابقة تقريبًا في كيفية بنائها وترتيبها، وجميعها محاطة بسواتر ترابية ضخمة، وهي أطول من المباني الموجودة في المخيمات.
كما أن معظم المباني ليست لها أسقف، ومصنوعة كلها تقريبًا من الطوب والأسمنت.
كذلك، احتوت بعض المواقع على بوابات وأسيجة.
وكان علي بركة، المسؤول الكبير في حماس ورئيس العلاقات الخارجية، كشف في تصريحات تلفزيونية أن الحركة كانت تستعد للهجوم منذ عامين.
يذكر أن حقيقة تدرب حماس على الهجوم على مرأى من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي ولمدة عامين على الأقل يثير المزيد من التساؤلات حول أسباب عجز وفشل المخابرات في كيان الاحتلال، موئل العمليات التجسسية الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، عن توقع حصول مثل هذا الهجوم.