Featuredالرياضةمقالات

فرح الاهلي على”وداد”…الحنة والدخلة يومي ٤و١١ يونيو المقبل

الدعوة عامة للجميع

بقلم الاعلامي مصطفى جمعة

تنافس آخر جميل ومبهج ستكون ساحته مدرجات استاد ناصر في العاصمة المصريةالقاهرة ومركب محمد الخامس في مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية اللذان سوف يحتضان مباراتي نهائي بطولة الاندية الافريقية الابطال يومي ٤ و ١١ يونيو المقبل.

هذا التنافس اداته الجماهير ،ونجومه”السويت، الجافوت، البولكا، المازوكا، البولونيز، البريلود، البالاد، والفالس، والتشاتشا والتانغو والميرينغي والجايف و الباتشاتا والرومبا و المامبو» و السامبا و الباسادوبلي و السلسا ومردوم و كمبالا و زنادي واكا واكا، الدبكة و التنورة، و البلدي، و الخيل، والحجالة و نقارة المسيرية والحوازمة ومردوم و حاحة وبوكاز وايت عطا وهواره والدقه وامهر والتبور يدة والكدره. ولعلاوي”.

وبالطبع هذه الاسماء ليست اسماء لاعبي الفريقين الاهلي والوداد للتنافس على نيل اللقب الاغلى كرويا على مستوى الاندية قاريا وانما الرقصات التي تؤديها الجماهير على هامش مسرح الابداع الكروي في المستطيلات الخضراء وتمثل ثقافات خاصة للشعوب.

و«الساحرة المستديرة»، الميتة التي تحيي قلوب الملايين عندما تعانق الشباك، وتغتال أحلام المشجعين اذا ما قررت ان تتمرد وتعاند وتبعد عن الثلاث خشبات أو تصطدم بالقائمين او العارضة، وهي التي لا تكل ولا تمل من الركض بين اقدام اللاعبين يتعبون ولا تتعب، ويصابون ولا تتأذى، ويغادرون الملعب وتبقى.

وكرة القدم التي تجذب العيون عندما تجري على الأرض أو تخطف الابصار عندما تحلق في الهواء، وفي كل الاحوال لها آهات وصرخات وانفعالات ورقصات الجماهير، والتي حازت على اهتمام الانسان منذ اختراعها وكان القائمون عليها حريصون على ادخال كل جديد اليها لتصلح الأمتع والأكثر اثارة، لكن جماهير اللعبة الشعبية الاولى في العالم تفوقوا على مبدعيها وادخلوا الرقص في مدرجات الملاعب كانجع طرق التعبير، يتيح للفرد ان يقول ما يشعر به بلغة الجسد عوض الكلمات واحدى أهم وسائل التعبير البشري عن حياة الانسان وأفراحه وهمومه وعاداته وتقاليده وارتعاشاته وسكناته ورقصاته المجنونة لغة تستطيع الصراخ والضحك واللعب والكراهية ومقاومة الخوف والبلادة.

ورقص الجماهير في ملاعب كرة القدم ظاهرة صحية تساعده في «افراغ» الشحنات السلبية التي تتراكم نتيجة ضغط العمل والواجبات والمسؤوليات ولذلك عندما تضيع الروح بين خبايا الجسد يتولد شعور بالتحرر من الذات والغوص في امواج الموسيقى بعد ذلك تتصل الروح بالجسد ويبدأ الجسد بالتعبير عما تشعر به الروح وما يراودها من لواعج الحب الألم… السعادة الفرح.

و تجمع معظم المصادر على ان الشعوب الأفريقية هي أول من عرفت الرقص كاحدى أهم وسائل التعبير البشري عن حياة الانسان وأفراحه وهمومه وعاداته وتقاليده حيث مازالت الرقصات الافريقية هي الأكثر قدرة على على التعبير عن بيئتها الفنية حيث برع الافريقي في محاكاة الحيوانات التي كان يصطادها في الغابة وتقليد حركاتها بطريقة تقليدية ولذلك ليس بغريب أن تعود الطيور إلى موطن اسلافها او الاشياء إلى اصولها.

واقدم أشكال الرقص الأفريقي المدون على لوحة منحوتة على احدى صخور جنوب أفريقيا والتي قلدها الرسام «جورج ستاو» وعرضها في عام 1867 وفيها نرى رجلاً يرقص وهو ممسك بعصا رفيعة طويلة خلفه وخمسة من الرجال يقلدونه في حركاته.

والرقصات الافريقية تمثل في تتابعها دورة الحياة الكاملة من بدايتها الى نهايتها… وهي رقصة الاخصاب، فرقصة الميلاد، فالتكريس أو البلوغ، فالخطبة، فالزواج، فالموت، وهي المراحل التي يمر بها كل كائن حي، وايضا حتى في الموت لان الافريقي يعتقد ان دورة الحياة لا تكتمل بالموت.

وقال الفيلسوف الافريقي المعروف ألكسيس كاجامي ان سر سعادة الافريقي بالموت، وعدم احساسه العميق بالحزن لان الفلسفة عنده تؤمن بالخلود، فالموت ليس الا الامتداد الأولي للحياة المنظورة. والافريقي ينظر اليه باحترام، تماما كما ينظر الى الميلاد… ولهذا يحتفل بموت أقاربه وأعزائه بالرقص. لانها المناسبة التي سيعود فيها الميت الى أرواح أسلافه.

زر الذهاب إلى الأعلى