علماء صينيون ينجحون في تحويل مياه الصرف إلى موارد باستخدام الطحالب الدقيقة(صور)

نفذ معهد تشنغدو للبيولوجيا، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم في السنوات الأخيرة، سلسلة من الدراسات الرائدة حول تحويل الملوثات واستغلال موارد مياه الصرف الصحي. وأظهرت نتائج الأبحاث أن معالجة مياه الصرف الصحي المنزلية، ومخلفات تربية الماشية والدواجن، ومياه الاستزراع المائي، والمياه الصناعية باستخدام الطحالب الدقيقة لا تحقق فقط معايير التصريف البيئي، بل تسهم أيضًا في إنتاج علف وأسمدة حيوية، مما يفتح آفاقًا جديدة للاستفادة المستدامة من الموارد.
وتعد الطحالب الدقيقة، كائنات مجهرية لا تُرى بالعين المجردة، تتمتع بقدرة طبيعية على امتصاص العناصر الغذائية مثل الكربون والنيتروجين والفوسفور من مياه الصرف الصحي. وأوضح تان تشو ليانغ، رئيس فريق ابتكار الميكروبيوم الاصطناعي واستغلال موارد الصرف الصحي، أن فريقه يعمل على تطوير تقنيات تتيح تحويل هذه الطحالب إلى موارد ذات قيمة اقتصادية، مما يسهم في تقليل الملوثات وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
قبل ذلك، وفي عام 2016، ، اكتشف الباحثون خلال إجراء أبحاث تشعيع الكلوريلا بحزمة الأيونات الثقيلة بشكل غير متوقع أن بعض سلالات الطحالب الطافرة تمتلك قدرة عالية على امتصاص النيتروجين والفوسفور من المياه الملوثة. وقد دفعت هذه النتائج الفريق إلى إجراء دراسات موسعة حول إمكانات الطحالب في معالجة مياه الصرف الصحي.
وبعد عدة سنوات من البحث والتجارب، أثبتت الدراسات في عام 2022 أن طفرات بعض سلالات الطحالب الدقيقة ليست فقط فعالة في تنقية المياه، بل إن الطحالب المستخرجة غنية بالبروتين، ما يجعلها مصدرًا محتملاً للأعلاف الحيوية، فاتحة بذلك مسارًا مبتكرًا في إدارة المياه الملوثة واستغلال الموارد البيئية.
بحلول عام 2024، أكدت التجارب الميدانية أن معالجة مياه الصرف الصحي المنزلية باستخدام الطحالب الدقيقة تتيح تحقيق معايير المياه السطحية من الدرجة الثالثة، وهو إنجاز يعزز جدوى هذه التقنية. ومع استمرار تطويرها وتوسيع نطاق تطبيقها، من المتوقع أن تسهم هذه التكنولوجيا في تحويل عمليات معالجة مياه الصرف الصحي من أنظمة عالية الكربون إلى عمليات إنتاج منخفضة الكربون، مما يدعم الجهود المبذولة في بناء الحضارة البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
صحيفة الشعب اليومية أونلاين