ذاق نجم الكرة الأرجنتيني ليونيل ميسي، طعم صدمة جديدة عليه، حين اكتشف أنه غير معروف لنسبة كبيرة من سكان مدينة ميامي الأميركية، وأن من يعرفه فيها ورآه مساء الخميس الماضي يشتري بعض الاحتياجات من سوبر ماركت اسمه Publix في المدينة، وبرفقته زوجته أنتونيلا روكوزو وأطفالهما الثلاثة، بالكاد أعاره اهتماما، والدليل هو فيديو ظهر فيه اللاعب البالغ 36 عاما، مختلفا تماما عما رأيناه في 21 مارس الماضي بالأرجنتين.
في ذلك الوقت لمحه أحدهم يدخل إلى مطعم في العاصمة بوينس آيرس، وبدقائق امتلأت زاوية الشارع بأكثر من 200 شخص قطعوا حركة المرور، واحتشدوا مع من كانوا في المطعم لرؤيته عن قرب، ويبدو أنه انزعج، بحسب ما استنتجت “العربية.نت” من مقابلة أجرتها معه صحيفة Mundo Deportivo الإسبانية في 7 يونيو الماضي، وقال فيها إنه سأبحث في أميركا الشمالية “ولو عن قليل من راحة البال” وفق تعبيره.
شاهد الفيديو
أشار بتلك العبارة إلى نيته التعاقد مع نادي Inter Miami الأميركي، وهو ما حدث بتوقيعه أمس السبت عقدا معه يربطه حتى 2025 بنادي الدوري الأميركي MLS لكرة القدم، وبموجبه أصبح مقيما منذ أسبوع تقريبا في ميامي، بولاية فلوريدا، حيث يمكنه الاستمتاع بأبسط جوانب الحياة اليومية، كالمشي مع زوجته وأولاده، من دون أن يحيط به مئات ممن يفعل الواحد منهم المستحيل للحصول على صورة معه أو توقيع.
ميسي ليس الوحيد الذي سار على درب البحث في أميركا عن “راحة البال” من مشاهير كرة القدم، فقبله سبقه “الجوهرة السوداء” بيليه، بتعاقده في 1975 مع نادي New York Cosmos لعامين، كانا من الأكثر راحة للنجم الذي لم يكن يتمكن من الخروج من منزله في البرازيل إلا بحماية الشرطة، إلى درجة أن أحدهم رآه في أحد المطاعم يقوم إلى المرحاض ليغسل يديه، فأسرع إلى الكرسي الذي كان جالسا عليه وحاول أن يسرقه، لكنهم أدركوه قبل أن ينجح بمسعاه.
تهديد من مسلح ببندقية
كما كان نجم الكرة الهولندي Johan Cruyff واحدا من رواد البحث في أميركا عن السكينة والسلام، فانتقل إليها بعد تعرضه في عامه الأخير بإسبانيا لنوبات حرمان من الأمن هو وعائلته، على حد ما قرأت “العربية.نت” بسيرته الوارد فيها أن مسلحا ببندقية، تمكن من التسلل إلى شقته في مدينة برشلونة، فقلبت الحادثة حياته رأسا على عقب، وقضى الأشهر الأخيرة بحماية الشرطة.
ولم يجد “كرويف” حلا إلا بالانتقال في 1979 إلى البلاد التي لا شهرة فيها للاعبي كرة القدم، إلا فيما ندر، وهي الولايات المتحدة، فتعاقد مع نادي Los Angeles Aztecs ثم مع نادي واشنطن، وفي المدينتين وجد نفسه بعيدا عن المصورين والمعجبين، وقادرا على ارتياد المطاعم وركوب الخيل، تماما كما ليونيل ميسي حاليا في ميامي، وكما النجم الكروي الأيرلندي جورج بست، الذي وجد السكينة بتعاقده مع 4 نواد أميركية على مراحل، ومع خامس أسترالي.