شادييف: السياحة محرك للنمو الاقتصادي لأوزبكستان

قال رئيس لجنة السياحة الازوبكية أوميد شادييف، ان بلاده عززت مكانتها في سوق السياحة الدولية في السنوات الاخيرة ، لا سيما في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون، لافتا الى ان البلاد استقبلت أكثر من 5.3 ملايين سائح دولي خلال الفترة من يناير إلى يونيو 2025، أي أكثر من ضعف عدد السياح في العام السابق، بينما ارتفعت صادرات الخدمات السياحية إلى 2.4 مليار دولار بنمو 164%.
واضاف في تصريح خاص لـ النهار انه بالنسبة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، فان السياحة تعد محركًا للنمو الاقتصادي وأداةً مهمةً للتبادل الثقافي والتقارب الدبلوماسي، مشيرا الى ان أوزبكستان تتميز داخل المنظمة بفضل تراثها الثقافي الغني، وبنيتها التحتية الحديثة، وسياسة التأشيرات الميسرة.
واوضح ان المعالم التاريخية لأوزبكستان تمنح البلاد ميزة تنافسية كبيرة في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون، موضحا ان مدناً مثل سمرقند وبخارى وخيوة – المدرجة جميعها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي – أصبحت وجهاتٍ ثقافيةً رئيسيةً للسياح، حيث تحتضن مئات المعالم المعمارية، والمساجد والمدارس الدينية، والأسواق التقليدية، ومراكز الحرف اليدوية، مما يوفر للمسافرين تجربة فريدة من نوعها.
وقال شادييف انه بناءً على هذا التراث، وسّعت أوزبكستان أيضًا قطاع الضيافة لديها، ففي النصف الأول من عام 2025، أنشأت أوزبكستان 60 فندقًا جديدًا، و287 دار ضيافة عائلية، و146 نُزُلًا، و24 منشأة إقامة أخرى – بإجمالي 517 منشأة جديدة توفر 12,800 سرير إضافي. ونتيجة لذلك، بلغ إجمالي عدد مرافق الإقامة 6,448 منشأة، بسعة إجمالية تتجاوز 170,000 سرير.
واضاف : في السنوات الأخيرة، تعاونت أوزبكستان بنشاط مع علامات فندقية عالمية، حيث نفذت سلاسل فنادق عالمية مثل هيلتون، وإنتركونتيننتال، وبنتلي، وبيل ويندهام وشركاه، وأزيموت ونفذت مشاريع استثمارية في مختلف مناطق البلاد، وكان لذلك أثر إيجابي على جودة الخدمة ومستوى ثقة المجتمع الدولي.
واشار شادييف الى تأسيس 368 شركة سياحة ووكالة سفر جديدة في البلاد، ليصل إجمالي عدد منظمي الرحلات السياحية إلى 4052 ، كما يوجد نحو 3415 مرشدًا سياحيًا في جميع أنحاء الجمهورية، كما تم تدريب متخصصين جدد في النصف الأول من هذا العام فقط، لافتا الى ان هذه التطورات حسّنت جودة الخدمات السياحية وحسّنت بشكل كبير ظروف زوار البلاد.
وقال ان التأشيرات في أوزبكستان من أكثر السياسات تقدمًا في المنطقة، ويمكن لمواطني أكثر من 90 دولة دخول البلاد من دون تأشيرة، بينما تتمتع 56 دولة أخرى بإمكانية الوصول إلى نظام التأشيرات الإلكترونية، وقد أصبح هذا عاملاً رئيسيًا في نمو أعداد السياح الوافدين.
واضاف شادييف ان هذه الإجراءات أسهمت في ارتفاع عدد السياح الذين يزورون أوزبكستان، ففي الأشهر الستة الأولى من عام 2025 وحده، زار البلاد أكثر من 4.3 ملايين سائح من الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، وهو ما يمثل أكثر من 80% من إجمالي الزوار الدوليين.
وتابع : كما تعمل أوزبكستان بنشاط على الترويج لصورتها السياحية على الساحة الدولية، مشيرا الى التعاون مع شركات إعلامية عالمية مثل World Media Group وBlue Sky وSky One وWanderlust وEuronews وBBC وNational Geographic وCNN وTravel Tomorrow وWarner Bros. Discovery وSaga Travel Group، بالإضافة إلى منصات إلكترونية مثل Ctrip.com وHoliday Factory وVoyage Privé وغيرها.
وزاد شادييف ان أوزبكستان خلال عام 2024، شاركت في 22 معرضًا سياحيًا دوليًا أُقيمت في 19 دولة رائدة حول العالم ، كما يجري تنفيذ عدد من المبادرات واسعة النطاق داخل منطقة منظمة شنغهاي للتعاون.
وقال انه في إطار عام السياحة الأوزبكية في الصين، أُقيمت عروض تقديمية في أكثر من 20 مقاطعة، إلى جانب المشاركة في معارض سياحية وعقد أكثر من 500 اجتماع بين الشركات، مشيرا الى ان نتيجة لهذه الفعاليات، تم توقيع 44 اتفاقية لتسهيل وصول السياح الصينيين إلى أوزبكستان.
واكد ان السياحة تلعب دورًا رئيسيًا في اقتصاد أوزبكستان، ففي عام 2024، تم تنفيذ 591 مشروعًا باستثمارات إجمالية بلغت 2.8 مليار دولار ، مما وفّر 19,428 فرصة عمل جديدة، وبالنسبة لعام 2025، لافتا الى أن الحكومة وضعت أهدافًا لجذب 11 مليون سائح أجنبي، وتحقيق إيرادات سياحية بقيمة 3.8 مليارات دولار ، وتوفير 50 ألف فرصة عمل جديدة.
واضاف : علاوة على ذلك، تُنفّذ الدولة استراتيجية السياحة 2040 الهادفة إلى تطوير هذا القطاع على المدى الطويل، وتشمل هذه الاستراتيجية مجالات تركيز مثل التنمية السياحية المستدامة، والسفر الصديق للبيئة، وإشراك المجتمعات المحلية، وتوسيع البنية التحتية، وتبني التقنيات الرقمية.
و اختتم شادييف كلامه بالقول ان هناك عدة عوامل تضمن تنافسية أوزبكستان في سوق السياحة في منظمة شنغهاي للتعاون في مقدمتها تراث تاريخي وثقافي غني، وبنية تحتية حديثة، واستراتيجية تسويق دولية فعّالة، وسياسات تأشيرات مواتية، واستراتيجية اقتصادية مستقرة ، مشيرا الى ان هذه العوامل المجتمعةً تجعل الدولة لاعبًا إقليميًا هامًا وفاعلًا عالميًا بارزًا في سوق السياحة.













