مدينة دوشنبه، 25 أغسطس 2021
استقبل مؤسس السلام والوحدة الوطنية – زعيم الشعب الطاجيكي فخامة الرئيس/ إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان في قصر الأمة اليوم 25 أغسطس 2025م معالي السيد شاه محمود قريشي وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية.
وجرى خلال اللقاء استعراض مجموعة واسعة من قضايا العلاقات الثنائية وبحث سبل تنمية التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا السياق تطرق الجانبان إلى الاستعدادات الجارية بشأن ترتيب الزيارة الرسمية لدولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية السيد/ عمران خان إلى طاجيكستان.
كما أولى الجانبان خلال الاجتماع بالغ العناية بالقضايا الدولية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص الوضع الراهن في أفغانستان.
واليوم يشكل الوضع الحالي في أفغانستان أحد التهديدات الرئيسية للأمن الإقليمي، حيث إن أفغانستان تقع على عَتَبة كارثة إنسانية نتيجةً لانسحاب قوات التحالف الدولي.
وإن الوضع المعقد والخطير الذي يمرّ به هذا البلد في الأيام الأخيرة ليس مشكلة الشعب الأفغاني فحسب، بل هو يمثل أحد أكثر القضايا الإقليمية والعالمية إلحاحًا اليوم.
وتجدر الإشارة إلى أن وصول حركة طالبان إلى السلطة في كابول جعل العملية الجيوسياسية في المنطقة أكثر تعقيداً في هذه المرحلة.
وتشير الدلائل بوضوح إلى أن طالبان تخلّت عن وعودها السابقة بتشكيل حكومة مؤقتة انتقالية بمشاركة واسعة من القوى السياسية الأخرى في البلاد وتستعد لإقامة إمارة إسلامية.
وإن طاجيكستان تدين بشدة كافة أشكال الخروج على القانون وأعمال القتل والنهب والاضطهاد للشعب الأفغاني، وخاصة الطاجيك والأوزبك والأقليات القومية الأخرى.
وتم خلال الاجتماع التأكيد على أن أفغانستان الجريحة وشعبها الشقيق لا ينبغي أن أن تساق من جديد إلى دوامة الحروب الدموية المفروضة عليها.
وإن طاجيكستان بصفتها جارة قريبة لطالما أيّدت استعادة السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان وهي لا تزال متمسكة بهذا الموقف.
وقد أكدت جمهورية طاجيكستان على أنه بغيةَ التسوية العاجلة للمشاكل السياسية والأمنية لهذا البلد المجاور، يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الأطياف والأقليات القومية، وفي مقدمتهم طاجيك أفغانستان الذين يشكلون أكثر من 46 في المئة من سكان هذا البلد.
ثم إن نظام إدارة الدولة في هذا البلد المجاور ينبغي أن يتم تحديده عن طريق الاستفتاء الشعبي من منطلق مراعاة مواقف جميع مواطني البلاد.
وإن طاجيكستان لن تعترف بأية حكومة أخرى يتم تشكيلها في هذا البلد من خلال الاضطهاد والقمع دون مراعاة تطلعات شعب أفغانستان قاطبةً، وخاصة جميع الأقليات القومية فيها.
وتم التأكيد على أن الطاجيك ينبغي أن تكون لهم مكانة مرموقة في حكومة أفغانستان المستقبلية.
وإن طاجيكستان تدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ تدابير عاجلة في أقرب وقت ممكن لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان وتهدئة وضعها السياسي والأمني المعقد عبر المفاوضات.
وإن إهمال المجتمع الدولي تجاه الوضع الراهن في أفغانستان من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية طويلة الأمد في هذا البلد.
وقد تم التأكيد على أن طاجيكستان حريصة على إعادة السلام والاستقرار والأمن في أفغانستان المجاورة على وجه السرعة ، وإننا نعتقد أنه ينبغي للأمم المتحدة أن تلعب دوراً محورياً في تعزيز هذا المسار.
ومن منطلق تجربة طاجيكستان في تحقيق السلام والوحدة الوطنية، فإن فخامة الرئيس إمام علي رحمان قدّم مقترحاته للجانب الباكستاني بشأن سبل إرساء السلام والاستقرار وتعزيز التنمية المتَّزِنة في أفغانستان المجاورة.