Featuredمقالات

رؤيا لمستقبل “إسرائيل”..بقلم الدكتور ياسين رواشدة

لن تنهزم “اسرائيل” من الخارج ومن الوهم أن نتوقع أن يحدث ذلك عسكرياً مباشراً، لكن الانهيار والهزيمة الحقيقية ستاتي من الداخل.

وليس على خلفية أحداث غزة لكنها ستكون النقطة التي تفيض على الكأس الملان اساساً بالذنوب والغضب المدفون داخل المجتمعات اليهوديه داخل وخاصة خارج اسرائيل ومنهم أصحاب مصالح وشركات عابرة للقارات والأمم.

إن الصراعات الداخلية التي تصاعدت حدتها الآن بين أصحاب المشروع الصهيوني بأنواعهم وبين اليهود متدينين وعلمانيين والذين بدأوا يعتبروا أن “إسرائيل” كما هي الآن أصبحت عبئاً ثقيلاً..مادياً ومعنوياً( واخلاقياً) إذ جعلت الرأي العام ( خاصة أوروبا وأمريكا)ينظر إلى اليهود بأنهم ظالمين وليسوا تلك الفئة المظلومة تاريخياً.

اليهود من الخارج والداخل أصبحوا يتساءلون كيف انه وبعد ٨٠ سنة من الدعم السخي لهذا المشروع المسمى “إسرائيل” لا تستطيع هذه “الدولة”أن تحل مشاكلها وتعالج قضاياها الوجودية ولا أن تلغي الوجود الفلسطيني المقاوم.

لقد وعد المؤسسون الأوائل لـ”سرائيل” بن غوريون وغولدا ماغير أن الزمن سيحل المشكلة الفلسطينية.

سيموت الجيل الأول وينسى الجيل الثاني الذي سيصبح: سوريين ولبنانيين وأردنيين وعرباً آخرين وأوربيين وأمريكيين بالتجنيس.

لكن هذا لم يحدث فحتى الجيل الثالث أصبح أكثر تصميماً على المقاومة من ما سبقوه!!

وحتى ” التفوق العسكري” المبهر لـ”إسرائيل” وانتصارها على أقوى الدول العربية من جهة وإقامة اتفاقيات سلام مع دول هامة عربية لم يحقق السلام الذي تريده اسرائيل و( حماتها في الغرب).

والسبب الأساسي أن “اسرائيل” نفسها لا تريد أو لا تستطيع أن تتغير لأنها إن تغيرت ربما أو على الأغلب ستخسر نفسها وصفتها كدولة صهيونية عنصرية، وهي اصلاً قامت- فعلياً وضمنياً- على هذا الأساس !!.

إن استمرار الأزمات والحروب والتوتر التي تعيشها “اسرائيل” ما يحمل من ارهاق بشري ومالي بهذا الشكل والوتيرة أصبح استمراره – عند اليهود وأصدقائهم ومموليهم (وخاصه المفكريين البراغماتيين) موضع شك في مدى صلاحية المشروع !.

لكي لا نتحدث عن العبء الذي بدا العالم يتذمر منه بسبب سياسةالغطرسة والتطرف المستمرة والذي جعل ” التعاطف التاريخي” مع اليهود يتآكل ويضمحل!

وأصبح السؤال المنطقي هل “اسرائيل” بشكلها ونظامها الحالي تشكل النموذج المطلوب” لشعب الله المختار ” أو أن بقاء اليهود في الشتات أفضل لهم ولاستمرار وجودهم كشعب محدود لا يزيد تعداده عن عشرين مليون نسمه فقط ربما سينقرضون بالتدريج إذا استمرت “إسرائيل” الحالية بممارسة” نحر الذات” ونحر الفلسطينيين وهؤلاء ليس لهم شيء يخسروه أكثر مما خسروا لكن “اسرائيل” لا تتحمل الخسارة البشرية كما هو الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى