ديوان المحاسبة: 62 % من «أحداث» دور الرعاية البالغين.. عادوا للانحراف
أظهر تقرير لديوان المحاسبة أن 62 % من الأحداث، الذين احتضنتهم دور الرعاية وتلقوا فيها قدرا من الرعاية الاجتماعية والنفسية والتربوية التي تؤهلهم للعودة للمجتمع مرة أخرى أفرادا صالحين، عادوا إلى الانحراف خلال السنوات الثلاث الماضية، وارتكبوا جرائم ومخالفات يعاقب عليها القانون.
وكشف التقرير عن انحرافات سلوكية عديدة لهؤلاء الأحداث، بينها حيازة مخدرات، وتواجد فتيات بيوت الرعاية التي يقطنونها في حولي، ناهيك عن المشاجرات الدموية والتعدي على الغير.
وبيّن أن هناك هدرا في الصرف المالي الموجه كإعانات لنحو 44 من المحتضنين الذين تجاوزت أعمارهم الـ30 عاماً.
فقد أصدر ديوان المحاسبة تقريرا متعلقا بمتابعة وتقييم كفاءة أداء قطاع الرعاية الاجتماعية في وزارة الشؤون، لا سيما الحضانة العائلية ورعاية الأحداث، وخصص التقرير بياناته للسنوات الثلاث الماضية، بدءا من 2018 الى 2022، مبينا أهم المعوقات التي تواجه إدارة الأحداث في تقييم الحالات الواردة إليها، وبعض الملاحظات الخاصة على الأحداث العائدين إلى الانحراف، إضافة الى رصد مجموعة من التعديات على المال العام والانحرافات السلوكية لفئة من المحتضنين ممن تجاوزوا 25 عاما.
وأشار التقرير إلى عودة 139 من الأحداث إلى الانحراف مرة أخرى، رغم احتضانهم في دور الرعاية، على ذمة قضية جديدة او قضايا متعددة ومتكررة، بعدما تلقوا قدرا من الرعاية الاجتماعية والنفسية والتربوية التي تؤهلهم للعودة للمجتمع مرة أخرى كأفراد صالحين، مبينا أن نسبة عودة هؤلاء للانحراف خلال السنوات المذكورة بلغت 62 %.
خروج عن السيطرة
وكشف عن خروج شباب من أبناء دور الرعاية أعمارهم فوق الـ25 عاما عن السيطرة، وهم 13 شخصا يقطنون في «مبنى حولي 3»، الذي كان قد صدر قرار من وكيل الشؤون بإخلائه، لكن تعذر إخراجهم من المبنى لحصولهم على حكم من محكمة التمييز، علاوة على عدم وصول رد «الفتوى والتشريع» حتى تاريخ كتابة التقرير بشأن وضعهم القانوني.
ولفت الديوان إلى «تكرار انتهاك الموجودين في حولي 3 للقانون، والتعدي على الغير، والسماح بإقامة أفراد من غير الأبناء داخل البيت، وتواجد الفتيات، وحيازة المخدرات والمشاجرات الدموية مع الغير، مما تضطر معه الادارة إلى الحضور لسابق ولايتها عليهم، او لاستدعائها لتقديم افادات للجهات الشرطية والقضائية المختلفة».
وأفاد بأن «هناك هدرا في صرف الاعانات للأبناء فوق 30 عاماً، حيث تستمر وزارة الشؤون في تقديم الخدمات والاعانات المالية لهم في المرحلة العمرية التي تجاوزت 30 عاما فاكثر، وعددهم 44 شخصا، يحصلون على مزايا مالية شهرية قدرها 559 دينارا لكل واحد، إضافة الى السكن والخدمات الأخرى».
5 أطفال أمهاتهم متواريات
ولفت التقرير إلى 5 أطفال موجودين في دور الحضانة، أمهاتهم كويتيات، ومعلومات الشخصية، لكن متواريات عن الأنظار، وقد تعطل استخراج الثبوتيات الرسمية لهم وتيسير احتضانهم من قبل أسر كويتية لعدم تقديم تنازل من الأم لمصلحة ادارة الحضانة.
توصيات الديوان
وأوصى تقرير ديوان المحاسبة «الشؤون» بعدد من البنود الواجب تنفيذها للحد من ظاهرة عودة خريجي دور الرعاية إلى الجنوح والسلوكيات المنحرفة، ومن بينها: الحد من ظاهرة عودة الابناء السابق استقلالهم عن الرعاية الإيوائية، ودمج الابناء مجهولي الوالدين بالمجتمع، وتعزيز ودعم ارادتهم بالاستقلال.
وتضمنت التوصيات دراسة انخفاض حالات الاحداث وارتباط ذلك بالحياة الاسرية التي ساهمت بها جائحة كورونا، ودراسة مدى تأثير اصدقاء السوء والخمور والمخدرات على الاحداث، وزيادة موظفي الامن على مداخل بيوت الضيافة.
«الجهراء» الأعلى في مشكلات الأحداث
لفت ديوان المحاسبة إلى أن مشكلات الأحداث المسجلة بحسب المحافظات بيّنت أن النسبة الأكبر منها وقع في محافظة الجهراء، بإجمالي 301 قضية، تلتها محافظة الفروانية، ثم الأحمدي.
مديونيات مالية على العائدين
بيّن ديوان المحاسبة أن ظاهرة استقلال الأبناء ومن ثم الرجوع إلى دار الرعاية بعد الحصول على «بدل تأثيث» من الصندوق الخيري بقيمة 2000 دينار، وبدل مساعدة قدره 150 ديناراً شهرياً لمدة سنة، تتطلب منهم رد الأموال حال رجعوهم إلى الإيواء في الدور مرة أخرى، في حين لا توجد آلية واضحة وحازمة لترتيب عودتهم.
شبهات في «الدروس الخصوصية»
انتقد تقرير «المحاسبة» الاستعانة بمدرسين خصوصيين لتدريس أبناء دور الرعاية، رغم وجود 9 مدرسين في الإدارة موظفين في مهام ادارية.
القبس