Featuredمنوعات

دراسة: الطلاق يدمر صحة الرجال أكثر من النساء

كشفت دراسة جديدة، أن الطلاق يدمر صحة الرجال أكثر من النساء، موضحة أن عيش الرجل بمفرده بعد الطلاق، يؤدي إلى اعتلال في صحته يقوده إلى الوفاة المبكرة.

الدراسة التي أجريت في جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، نشرت في «مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع»، أكدت أن أولئك الرجال الذين يعيشون بمفردهم لأكثر من سبع سنوات بعد الطلاق، يكون لديهم مستويات أعلى من الالتهاب في أجسامهم.

ترتبط هذه الاستجابة البيولوجية للتوتر بالموت المبكر وتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسرطان والخرف.

وقامت الدراسة التي أجريت على أكثر من 4800 شخص تتراوح أعمارهم بين 48 و 62 عامًا، بتتبع حالات الطلاق والانفصال والمدة التي قضاها الرجال في العيش بمفردهم بين على مدار 25 عاماً.

إحصائيات متباينة

بالنسبة للنساء اللواتي عانين من انهيار العلاقات والطلاق، وقضين وقتًا طويلاً في العيش بمفردهن، لم يلاحظ عليهن أي زيادة في الالتهاب، قد يكون هذا بسبب أن النساء في منتصف العمر، مقارنة بالرجال في نفس العمر، لديهن عادة مجموعات صداقة أكبر تقدم المزيد من الدعم العاطفي، مما يساعد على منع التأثير على صحتهن.

أما بالنسبة للرجال، الذين قد يعيشون بشكل غير صحي بعد الطلاق، لديهم مستويات أعلى بنسبة 17 في المائة من مادتين كيميائيتين في دمائهم تشير إلى وجود التهاب – إنترلوكين 6 وبروتين سي التفاعلي- من أولئك الذين لم يتعرضوا للطلاق أو يعيشوا بمفردهم لسنوات.

آراء الخبراء

ويقول البروفيسور ريكي لوند، كبير مؤلفي الدراسة، من جامعة كوبنهاغن: «تُظهر الأدلة أن الرجال يميلون إلى الاعتماد على شركائهم الإناث أكثر من العكس، لذا فهم أكثر عرضة للخطر إذا فقدوهن».

ويميل الرجال في الأعمار التي نظرنا إليها إلى امتلاك شبكات اجتماعية أصغر من النساء، لذا فهم أكثر عرضة للإصابة بالوحدة، مما قد يزيد من الالتهابات داخل أجسامهم، وفق ما أوردته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

هناك أيضًا دليل على أن الرجال الذين يعيشون بمفردهم قد لا يعتنون بأنفسهم أيضًا، وهم أكثر إحجامًا عن استشارة الطبيب في حالة المشكلات الطبية.

هذا يمكن أن يفسر زيادة مستويات الالتهاب لدى الرجال بعد الانفصال المتعدد وسنوات عديدة من العيش بمفردهم.

الرجال الذين عاشوا بمفردهم لمدة سبع سنوات أو أكثر، مقارنة بأولئك الذين عاشوا بمفردهم لمدة لا تزيد عن عام، كان لديهم مستوى من المواد الكيميائية في الدم المرتبطة بالالتهابات والتي كانت أعلى بنسبة تصل إلى 12 في المائة.

في حين أن الالتهاب الموجود في أجسامهم كان منخفض الدرجة، وهو التهاب أكثر خطورة مرتبط بحالات مثل السرطان وتصلب الشرايين، يعتقد الخبراء أن الالتهاب المنخفض المستوى على مدى سنوات عديدة يمكن أن يزيد بالمثل من خطر إصابة الشخص بالمرض والموت.

الناحية البيولوجية

لوحظ الارتباط بين الانفصال والعيش بمفرده والالتهاب عند الرجال حتى عند مراعاة العوامل الأخرى التي تؤثر على الصحة، بما في ذلك انخفاض مستوى التعليم والسمنة والأدوية والأمراض الموجودة.

قد يكون لدى الرجال من الناحية البيولوجية التهاب أكبر في رد الفعل تجاه الإجهاد مقارنة بالنساء، لكن مؤلفو الدراسة يقولون أيضًا إنهم أكثر عرضة للتوتر من خلال سلوكيات مثل الإفراط في تناول الكحوليات، والتي يمكن أن تسبب الالتهاب، بينما «تستوعب» النساء مشاعرهن، مما يؤدي إلى يحتمل أن تكون أقل ضررا.

ويقول البروفيسور لوند: «تميل النساء إلى الحصول على دعم أفضل من الأصدقاء والعائلة بعد الطلاق أو الانفصال مما يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في تأثير الضغط على صحتهن».

 

زر الذهاب إلى الأعلى