
كشف خبير الطاقة في أكاديمية العلوم الروسية، أندريه كونوبليانيك، ما قال إنها خطط الولايات المتحدة للتحكم في منشأة تخزين الغاز في أوكرانيا لبيع الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
وأكد كونوبليانيك في حديث ل”سبوتنيك”، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم إنشاء طرق لإمداد الغاز في أوروبا الشرقية لتوصيل الغاز الطبيعي المسال إلى منشأة كبيرة لتخزين الغاز تحت الأرض (يو جي إس) غربي أوكرانيا في محاولة للسيطرة على السوق.
وأشار كونوبليانيك إلى مبادرة البحار الثلاثة (3SI)، والتي أطلقتها 12 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي في عام 2016، والمعروفة أيضًا باسم مبادرة بحر البلطيق والأدرياتيكي والبحر الأسود.
واوضح أن تلك المبادرة تسعى إلى إنشاء ممر عمودي لإمداد الغاز، قادر على ربط المنطقة الشرقية، بشمال وجنوب أوروبا، وبالتالي قطع نظام الحلقة الشعاعية لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.
وقال كونوبليانيك: “الهدف هو الوصول إلى منشأة تخزين الغاز تحت الأرض غربي أوكرانيا”، مشيرا إلى أنها “أكبر منشأة في أوروبا بسعة تخزين تبلغ نحو 32 مليار متر مكعب”.
وأوضح أنه وكجزء من خطة المبادرة تلك يقوم الشركاء حاليا، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا والمفوضية الأوروبية، ببناء ممر إمداد من الشمال إلى الجنوب من محطة إل إن جي البولندية، ومحطة إل إن جي الليتوانية كالبيدا، مع إنشاء تقاطعات خطوط الأنابيب التي يمكنها ضخ الغاز في الوضعين المباشر والعكس.
وأشار الخبير إلى أنه يجري بناء ممر مماثل في الجنوب من محطات الغاز الطبيعي المسال في بحر إيجه اليوناني وبحر مرمرة التركي، عبر الحدود اليونانية البلغارية وخط أنابيب عبر البلقان في اتجاه المخازن الأوكرانية.
ولفت إلى أن هذه هي النقطة الرئيسية في فكرة الأمريكيين، بحيث إذا وصل الغاز الطبيعي المسال المعاد تحويله إلى هذا المخزن الكبير في أوكرانيا، وقطع منتصف ممر العبور الأوكراني من روسيا، فيمكن نقل هذا الغاز إلى الغرب عبر خطوط الأنابيب الحالية التي تم بناؤها في الاتحاد السوفيتي.
وقال كونوبليانيك إن من يسيطر على هذا المخزن في أوكرانيا يتحكم في مركز الغاز في أوروبا الوسطى في بومغارتن (النمسا)، مضيفًا أن الغاز الروسي يتدفق حاليًا إلى إيطاليا وألمانيا عبر جمهورية التشيك، وكذلك إلى دول أخرى شمال غربي أوروبا من خلال المخازن الأوكرانية.
وأوضح الخبير أن هذه هي الطريقة لوقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، والتي تسعى إلى تحقيقه كل من “خطة النقاط العشر لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي الروسي لوكالة الطاقة الدولية” وكذلك خطة المفوضية الأوروبية.
علاوة على ذلك، رفضت بولندا وبلغاريا، اللتان كان من المقرر أن تنتهي عقود التوريد الطويلة الأجل مع شركة غازبروم بحلول نهاية عام 2022، دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل في أواخر أبريل/نيسان، على وجه التحديد للتحريض على إنهاء إمدادات الغاز من روسيا، بحسب كونوبليانيك.